تنظيم الدولة يتقدم شرق حلب ويطوق عين العرب

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان له أن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على كل الحواجز التابعة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في الجهة الجنوبية والشرقية لمدينة حلب. في حين يواصل مقاتلو تنظيم الدولة تطويق مدينة عين العرب (كوباني) في محافظة حلب على الحدود السورية التركية ووجهوا إنذارات لسكان بعض القرى المحيطة بإخلائها بينما تتواصل المعارك بين عناصر التنظيم ومقاتلي وحدات كردية تدافع عن المدينة.

وأضاف بيان تنظيم الدولة أن مقاتليه تمكنوا كذلك من السيطرة على برج الإذاعة والتلة المجاورة له في حلب. ويسعى تنظيم الدولة إلى التقدم نحو تلتي "مشتى نور وكوني عربا" اللتين تطلان على مدينة حلب من الجهة الشرقية.

في غضون ذلك وصل مقاتلو تنظيم الدولة إلى مسافة قريبة من مدينة عين العرب، وقال مراسل الجزيرة أحمد عساف إن مقاتلي التنظيم يحاصرون المدينة من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.

وأضاف عساف -الذي كان يتحدث من بوابة "مرشد بينار" الحدودية المقابلة لمدينة عين العرب- أن مقاتلي التنظيم باتوا على بعد مئات الأمتار من الجهتين الشرقية والغربية من عين العرب وعلى بعد نحو كيلومتر من الجهة الغربية.

وفي الساعات الماضية تمكن مقاتلو تنظيم الدولة من السيطرة على كل المناطق والقرى المحيطة بالمدينة من جهة الجنوب، ولكن مصادر كردية نفت ذلك، حسب مراسل الجزيرة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتال احتدم في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس مع تقدم مسلحي تنظيم الدولة في الضواحي الغربية لمدينة عين العرب، مما أرغم وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن المدينة على الانسحاب من المنطقة وسمح بتوغل التنظيم.

وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب ومقاتلين أكرادا آخرين يستعدون لمعارك شوارع، وسط مخاوف من أن مسلحي الدولة ربما يرتكبون مذابح إذا سيطروا على المدينة.

وأضاف أن قتالا ضاريا دار في المناطق الشرقية والجنوبية من المدينة، مؤكدا أن مقاتلي تنظيم الدولة "لم يقتحموا المدينة بعد، حسبما ذكرت بعض وسائل الإعلام القريبة من التنظيم".

وكان تنظيم الدولة قد أعلن الأربعاء أنه يستعد لاقتحام كوباني، وقال إن مقاتليه أصبحوا على مدخل المدينة بعد سيطرتهم على منطقة تشرف على المعبر الحدودي مع تركيا الذي أصبح تحت مرمى نيرانهم.

لا قصف دوليا
وأفاد مراسل الجزيرة بأنه لم تسجل الخميس أي غارات من طرف التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة في محيط عين العرب.

وكانت طائرات التحالف الدولي قد شنت غارتين على الأقل الأربعاء على قوات تنظيم الدولة التي تحاصر مدينة عين العرب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الجوي من طائرات التحالف لمواقع جنوب وشرق عين العرب أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من تنظيم الدولة وتدمير دبابة، مشيرا في الأثناء إلى تواصل الاشتباكات بين التنظيم والفصائل الكردية في الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة.

ولم تحل غارات طيران التحالف الدولي أمس دون تقدم مقاتلي تنظيم الدولة، الذي بات يفرض حصارا على المدينة التي فر منها نحو 90% من سكانها، وكان عدد السكان يقدر قبل اندلاع القتال حولها بنحو مائتي ألف.

وقال المراسل إن المقاتلين الأكراد داخل عين العرب تبادلوا الأربعاء قصفا مدفعيا عنيفا مع مقاتلي تنظيم الدولة، وأضاف أن سيارات إسعاف تركية حملت على ما يبدو عددا كبيرا من القتلى والجرحى الذين سقطوا في الاشتباكات.

اضغط هنا للتكبير
اضغط هنا للتكبير

وكانت مصادر محلية قد أشارت إلى أن هناك عددا كبيرا من الإصابات في صفوف المقاتلين الأكراد المتحصنين في المدينة، وكذلك بين المدنيين الذين فضلوا البقاء داخلها.

استعدادات تركية
في غضون ذلك لا تزال القوات التركية تنشر الدبابات في تلال مقابلة لمدينة عين العرب، في حين لا يزال فارون من القتال يعبرون إلى الأراضي التركية من معبر "مرشد بينار". وكانت القوات التركية قد أغلقت المنطقة المؤدية إلى المعبر.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن مجموعات من الأكراد تريد دخول عين العرب لتشكل فيها "دروعا بشرية". وترفض القوات التركية السماح لمقاتلين أكراد بعبور الحدود إلى المدينة، وتستثني من ذلك سكانها.

المصدر : الجزيرة + وكالات