طلب بإخلاء هيت وواشنطن تؤكد هشاشة الوضع بالأنبار

مسلحو تنظيم الدولة يسيطرون على قضاء هيت في الأنبار
رتل من سيارات مسلحي تنظيم الدولة في قضاء هيت بالأنبار عندما سيطروا عليه (الجزيرة)

قال سكان محليون من مدينة هيت بمحافظة الأنبار، إن مجلس المحافظة أبلغهم بضرورة إخلاء المدينة، خلال ثلاثة أيام، وذلك في قوت كشف فيه مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية عن أن القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحة إلى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار (غرب البلاد) حيث تبدو "في وضع هش". وقد طلب المسؤولون في المحافظة دعما عسكريا أميركيا لمواجهة التنظيم الذي يتقدم هناك.

 

وبحسب السكان، فإن مبرر طلب السلطات هو إفساح المجال أمام القوات الحكومية لمهاجمة المدينة واستعادتها من مقاتلي تنظيم الدولة الذين يسيطرون عليها منذ أيام.

 

وأضافت المصادر أن المدينة تشهد موجة نزوح كبيرة للسكان، خوفا من انطلاق العمليات العسكرية وبدء عمليات القصف الجوي للتحالف الدولي.

في هذه الأثناء قال المسؤولون الأميركيون إن الجيش العراقي يتعرض لضغط متزايد في محافظة الأنبار، مشيرين إلى أن الاهتمام الدولي منصب على شمال سوريا ومدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا حيث يحاول المقاتلون الأكراد الصمود أمام هجوم التنظيم.

وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين الكبار -طالبا عدم كشف هويته- أن "الوضع هش هناك، يتم إمداد القوات وهي صامدة، لكن الأمر صعب ومرهق". وكرر لوكالة الصحافة الفرنسية "أعتقد أن الوضع هش جدا هناك حاليا".

وأضاف هذا المسؤول أن عشرات الغارات التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة في غرب العراق ساعدت على تطويق مقاتلي "الدولة الإسلامية" وبقاء بغداد آمنة.

وأخفق الجهاديون في السيطرة على مدينة حديثة الإستراتيجية بعدما شنت قوات التحالف غارات لمساعدة الحكومة العراقية على التصدي لهم. وقال المسؤولون إن الوضع كشف إلى أي حد القوات العراقية بعيدة عن أن تكون قوة فعالة، وأنها بحاجة ملحة إلى التدريب.

وصرح مسؤول آخر -طالبا عدم كشف هويته- بأن غرب العراق يشكل مصدر قلق. وقال إن "الوضع ليس جيدا"، وأشار إلى أن الجيش العراقي شن عدة هجمات لكنه فشل، وتابع "إنهم يبدؤون عملية لكنها تتوقف بعد كيلومتر واحد".

قتلى
في غضون ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن 23 جنديا عراقيا و14 مسلحا من تنظيم الدولة قتلوا في اشتباكات متواصلة منذ مساء الخميس في منطقة ذراع دجلة قرب جسر 28 نيسان (غربي بغداد).

وفجّر ثلاثة مقاتلين من تنظيم الدولة سيارات مفخخة في موقع للجيش العراقي، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود، وأعقبت تلك التفجيرات اشتباكات بين الطرفين قبل أن تشن طائرات التحالف الدولي غارات على الموقع العسكري.

وكان تنظيم الدولة قد تمكن مؤخرا من التوسع أكثر في محافظة الأنبار بسيطرته على بلدة هيت ومناطق في محيط مدينتي الرمادي والفلوجة، واستهدف مقاتلو التنظيم مؤخرا معسكرات للجيش العراقي وتعزيزات قادمة من بغداد، مما أدى إلى مقتل عشرات الجنود وأفراد المليشيات التي تقاتل مع الجيش.

وواصل تنظيم الدولة تقدمه في الأنبار على وجه الخصوص رغم الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر طبية عراقية قولها إن مدنيا قتل وأصيب 11 آخرون في غارة للتحالف الدولي وقصف مدفعي من الجيش العراقي لحيَي الأندلس والشهداء بمدينة الفلوجة.

‪مقاتلو تنظيم الدولة باتوا يسيطرون‬ على جزء مهم من محافظة الأنبار (الجزيرة)
‪مقاتلو تنظيم الدولة باتوا يسيطرون‬ على جزء مهم من محافظة الأنبار (الجزيرة)

مساعدة عسكرية
وقد أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أن المحافظة طلبت رسميا من الحكومة والبرلمان العراقيين الموافقة على استقدام قوات عسكرية أجنبية للمساعدة في استعادة الأمن.

وقال كرحوت إنه التقى مؤخرا السفير الأميركي ببغداد وقائد القوات الأميركية في العراق، وطلب إنشاء قاعدتين جويتين في المحافظة.

وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة يحققون تقدما كبيرا في المحافظة وسيطروا على عدة مدن بها، مضيفا أن عشرة آلاف مقاتل من التنظيم وصلوا مؤخرا إلى الأنبار من سوريا، معتبرا أن القوات العراقية لا تكفي لوقف التدهور الأمني الذي تسبب في نزوح أكثر من مليون من سكان المحافظة، حسب قوله.

وفي السياق ذاته، قال سكان محليون من مدينة هيت بمحافظة الأنبار إن مجلس المحافظة أبلغهم بضرورة إخلاء المدينة خلال ثلاثة أيام، وذلك لإفساح المجال أمام القوات الحكومية لمهاجمتها واستعادتها من مقاتلي تنظيم الدولة الذين سيطروا عليها منذ أيام.

وأضافت المصادر أن المدينة تشهد حاليا موجة نزوح كبيرة للسكان خوفا من انطلاق العمليات العسكرية وبدء غارات لقوات التحالف.

وكانت المدينة قد شهدت في اليومين الماضيين وصول تعزيزات عسكرية حكومية كبيرة تدعمها قوات مسلحة من أفراد الصحوات.

معارك بكركوك
وكان تنظيم الدولة قد سيطر في يونيو/حزيران الماضي على مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمالي العراق) وتكريت بمحافظة صلاح الدين (شمالي بغداد)، وتوغل لاحقا في محافظات التأميم (كركوك وديالى والأنبار).

وبدأت الولايات المتحدة في أغسطس/آب الماضي غارات على أهداف للتنظيم مما أوقف تقدمه نحو إقليم كردستان العراق، وانضمت لاحقا فرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى في محاولة لطرد مقاتلي التنظيم من مناطق سيطرته.  

وعلى صعيد العمليات الميدانية أيضا، أفادت مصادر في قوات البشمركة الكردية ومسؤول محلي بأن عشرين من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وأصيب ستون آخرون الليلة الماضية في غارة على موقع لهم في ناحية الرشاد جنوبي كركوك (نحو 250 كيلومترا شمالي بغداد).

وكانت القوات العراقية قالت أمس إنها طردت مسلحي تنظيم الدولة من منطقة الزركة قرب تكريت (140 كيلومترا شمالي بغداد). وكان محيط تكريت شهد في الأيام القليلة الماضية اشتباكات متفرقة، وتمكن التنظيم من إسقاط مروحيتين قرب بلدة بيجي بصلاح الدين.

ولا تزال قوات البشمركة تحاصر بلدة زُمار غربي مدينة الموصل وبلدة جلولاء بمحافظة ديالى تمهيدا لعمليات محتملة لاستعادتهما من تنظيم الدولة.

وتمكنت قوات البشمركة مؤخرا من السيطرة على مزيد من القرى المحيطة بالبلدة، بعدما استعادت في الآونة الأخيرة بلدات مهمة في محافظة نينوى، من بينها بلدة ربيعة التي تقع غربي الموصل على الحدود مع سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات