تجدد الاشتباكات بالرمادي والجيش يقصف الفلوجة

 

قصف الجيش العراقي بنيران المدفعية معسكر المزرعة المهم في شرق الفلوجة بمحافظة الأنبار بعد سيطرة مسلحي العشائر عليه، وتجددت الاشتباكات في الرمادي، في حين توالت الدعوات للاتجاه نحو الحوار واعتماد الحل السياسي بدلا من الخيار الأمني للخروج من الأزمة الحالية.

وقال زعماء عشائر ومسؤولون إن الجيش العراقي قصف مدينة الفلوجة بقذائف هاون أثناء الليل في محاولة لاستعادة السيطرة عليها من مسلحي العشائر ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وذكرت مصادر طبية في الفلوجة أن ثلاثين شخصا أصيبوا في قصف الجيش.

وكان مسلحو العشائر في محافظة الأنبار قد أعلنوا سيطرتهم على معسكر المزرعة التابع للجيش العراقي شرق الفلوجة، بعد إعلانهم سيطرتهم الكاملة على مدينة الفلوجة، وقطع الخط الدولي السريع الذي يمر بها، وتدمير عدد من الآليات التابعة للقوات العراقية هناك.

وقال الإعلامي شاكر المحمدي المقيم في المدينة للجزيرة نت إنه تم الاتفاق بين المجلس العسكري لثوار العشائر وقوى الأمن الداخلي في الفلوجة على التعاون للحفاظ على المدينة وحماية الممتلكات العامة.

قصف بالرمادي
من ناحية أخرى، قصف الجيش العراقي منطقة البوفراج قرب الرمادي، كما دارت اشتباكات بين مسلحي العشائر وقوات حكومية تساندها الصحوات في شوارع المدينة.

وتفجر القتال في الرمادي الاثنين إثر اعتقال القوات العراقية النائب أحمد العلواني، وقتل بعض أفراد أسرته وحراسه، ثم نزع خيام الاعتصام بالمدينة. وبعد ذلك، امتد القتال إلى مدينة الفلوجة بين مسلحي العشائر المناهضين للحكومة من جهة والقوات العراقية من جهة أخرى.

الاشتباكات مستمرة بالرمادي منذ الاثنين الماضي (الفرنسية)
الاشتباكات مستمرة بالرمادي منذ الاثنين الماضي (الفرنسية)

وقال مراسل الجزيرة نت إن الأنبار تشهد أوضاعا إنسانية صعبة، وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع  أسعار المواد الغذائية والوقود وخاصة الغاز السائل، وقال إن الكثير من الأهالي اضطروا للنزوح من مناطقهم للوصول إلى ناحية الخالدية الأكثر أمنا هربا من  قصف قوات الجيش.

من جانب آخر دعت وزارتا الدفاع والداخلية تاركي الوحدات العسكرية في الأنبار إلى الالتحاق بوحداتهم، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن للجزيرة نت إنه قد تقرر إصدار عفو عن تاركي الوحدات، وتم توفير الوسائل اللازمة للوصول إلى وحداتهم.

وضع خطير
سياسيا وصف ائتلاف "متحدون" الذي يرأسه رئيس مجلس النواب العراقي أسامه النجيفي، الوضع في محافظة الأنبار بالخطير، وقال إن ما يجري في المدينة يهدد بتمزيق وحدة الوطن.

وقال الائتلاف في بيان عقب اجتماع عقدته قيادته لمناقشة الوضع السياسي والأمني بمحافظة الأنبار، اليوم السبت، إنه يدعو الحكومة، إلى اتخاذ "إجراءات شجاعة" لتلبية مطالب المعتصمين "الذين يسطرون اليوم أروع الملاحم في الدفاع عن مدينتهم ووطنهم ضد القاعدة".

وأكد الائتلاف على ضرورة الحل السياسي، لأن الحل العسكري لا يحسم الأمر، ونقل البيان عن النجيفي، قوله إن "أي انتقاد موجه إلى إجراء حكومي أو إدانة طريقة تصرف أو أسلوب عمل لا يعني بأي شكل من الأشكال بأننا نوافق أو نتعاطف مع كل من يريد بالعراق سوءا أو يحاول ضرب الوحدة الوطنية".

ورأى النجيفي أن تغلغل القاعدة إلى بعض مناطق الأنبار "خطأ كبير تتحمله الحكومة بسبب إجراءاتها القاصرة عن استيعاب الوضع، وكسب المواطنين.. (الذين) يمتلكون التصميم والعزيمة على دحر الإرهاب".

وأكد الائتلاف أن حل الأزمة الحالية يمر عبر التفاعل والحوار مع أبناء الأنبار والأطراف السياسية المعنية بتغليب مصلحة الوطن واللجوء إلى الحلول السلمية بعيدا عن القوة المسلحة وخطابات التهديد والتخوين والاستحواذ.

وكان ائتلاف "متحدون" أعلن الاثنين الماضي عن استقالة نوابه من البرلمان احتجاجا على تطورات الأوضاع في محافظة الأنبار، في حين أعلن النجيفي انسحابه من وثيقة السلم الاجتماعي.

من جانبها، طالبت حركة الوفاق الوطني بزعامة إياد علاوي، الجيش العراقي بتسليم المهام الأمنية إلى الشرطة المحلية في الأنبار، وقالت في بيان إن الحكومة مطالبة بترك الطائفية واستعمال الأساليب الحديثة المتطورة التي تمكنها من القضاء على "الإرهاب"، بدلا من أساليب العنف التي تؤثر على أهالي المحافظة.

المصدر : الجزيرة + وكالات