هادي يتعهد بتنفيذ مقررات الحوار وواشنطن تشيد
تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالعمل في أقرب وقت على بعث لجنة الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية وبسرعة تركيز لجنة صياغة الدستور، بينما هنأت واشنطن الشعب اليمني باختتام حواره الوطني، مشيدة بوصول البلاد إلى "مرحلة حاسمة نحو نجاح الانتقال الديمقراطي".
واختتم مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اليوم بحضور إقليمي ودولي بعد مفاوضات استمرت عشرة أشهر، وجاء ذلك بعد توقيع كل المشاركين في المؤتمر على وثيقة الحوار التي تنص على تشكيل دولة اتحادية، وقد جرى الاحتفال وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان المشاركون في المؤتمر -الذي انطلق في مارس/آذار الماضي- قد وقعوا على وثيقة الحوار الوطني بصورتها النهائية, وعلى ضمانات تنفيذ بنودها.
وتفضي الوثيقة -التي جاءت وفق اتفاق نقل السلطة المتمثل في المبادرة الخليجية- إلى تشكيل دولة اتحادية مكونة من عدة أقاليم وفق ما اتفقت عليه الأطراف، وسرت توقعات بإجراء تعديلات وزارية, والتحضير لتشكيل لجنة صياغة الدستور خلال ثلاثة أشهر.
لا عودة للماضي
وفي كلمته أمام الجلسة الختامية للمؤتمر الحضور، قال الرئيس اليمني إن نجاح مؤتمر الحوار تم بإرادة وطنية خالصة تبغي مصلحة الوطن والمواطنين.
وأشار إلى أنه لا عودة إلى الماضي، ولا بد للجميع أن يتطلع إلى المستقبل وإيجاد حلول عملية لكل القضايا. واعتبر أن أمن واستقرار وازدهار اليمن مشروط بالشراكة الوطنية المسؤولة بعيدا عن المذهبية والقبلية، حسب قوله.
وتعهد بالعمل في أقرب وقت على بعث لجنة الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية، وبسرعة تركيز لجنة صياغة الدستور. وشدد على أن على أهمية الشراكة الوطنية في إدارة شؤون اليمن، وقال إن اليمن لن يتعافى من دون هذه الشراكة.
وأوضح في ختام كلمته أن تنفيذ مخرجات الحوار يقع على عاتق جميع الحكومات المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية، ولا سيما أن ثمة حاجة إلى المزيد من العمل.
من جانبه، ذكر مراسل الجزيرة أحمد الشلفي أن ثمة قرارات وصفت بالمهمة ستتخذ بعد ختام هذا المؤتمر، مؤكدا أن هناك جهودا حثيثة تبذل للبدء بإعلان لجنة لصياغة الدستور خلال عام.
واشنطن تهنئ
في هذه الأثناء، حثت الولايات المتحدة السبت اليمن على المضي قدما لإنهاء عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد عبر إقرار دستور جديد وإقامة دولة اتحادية كما تمخض عنه الحوار الوطني الذي اختتم اليوم.
وقالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان إن "الولايات المتحدة تهنئ الشعب اليمني باختتام حواره الوطني"، مشيدة بوصول اليمن إلى "مرحلة حاسمة نحو نجاح الانتقال الديمقراطي".
لكن المتحدثة أكدت أن "العمل المطلوب لإنجاز الانتقال الديمقراطي لم ينته بعد، خصوصا ما يتعلق بالإصلاح الدستوري والانتخابات الوطنية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشاد في كلمة متلفزة بجهود المشاركين في إنجاح الحوار "التاريخي"، موضحا أن هذا الحوار عالج أكثر القضايا تعقيدا، في إشارة إلى القضية الجنوبية.
من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر -في كلمته أمام المؤتمر- إن الشباب اليمنيين قادوا مسيرة التغيير، وإن جميع اليمنيين توافقوا على عدم العودة مرة أخرى إلى الماضي.
وأضاف أن اليمنيين أثبتوا أنهم قادرون على صنع المعجزات، ودعا الجميع للتجاوب مع وثيقة الحوار لبناء دولة يمنية حديثة.
بدوره، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني تواصل دعم دول المجلس للعملية السياسية في اليمن، مشيرا إلى أن هذه الدول عملت على تعزيز الأمن والاستقرار في العامين الماضيين.
وأضاف في كلمته أمام المؤتمر أن دول المجلس راهنت على قدرة اليمنيين على تغليب العقل ولغة الحوار لإنجاح هذا "الإنجاز النوعي" الذي حققه اليمنيون.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يبدأ قريبا تنفيذ توصيات المؤتمر للتوصل إلى صياغة دستور جديد للبلاد، ومن ثم إجراء استفتاء شعبي عليه لإقراره.