لقاء سوري ثانٍ بجنيف يبحث فك حصار حمص

Members of the Syrian opposition delegation Anas al-Abdah (L) and Hadi al-Bahra (C) speak to journalists as they arrive for their first meeting face-to-face with Syrian government delegation and the U.N.-Arab League envoy for Syria Lakhdar Brahimi (not pictured) at a U.N. office in Geneva January 25, 2014. Syria's civil war foes held their first meeting in the same room in the presence of international mediator Brahimi on Saturday after a day's delay and fierce recriminations. The talks in Geneva aimed to launch political negotiations on ending Syria's nearly three-year conflict, which has killed 130,000 people, displaced over third of Syria's 22 million population and destabilised the wider region. REUTERS/Jamal Saidi (SWITZERLAND - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT MEDIA)
undefined

قال مراسل الجزيرة في جنيف إن وفدي النظام والمعارضة السوريين سيبحثان في ثاني جلسة يعقدانها اليوم السبت وجها لوجه ضمن مؤتمر جنيف الثاني فك الحصار عن حمص, في وقت أعلن فيه النظام رفضه تشكيل هيئة حكم انتقالي طبقا لمقررات مؤتمر جنيف الأول.

وأضاف المراسل أن البند الأول في جلسة التفاوض الثانية السبت هو فك الحصار عن حمص, ونقل عن مصادر في المعارضة قولها إن لديها خطة للتطبيق لإنهاء الحصار الذي يستهدف جل أحياء المدينة منذ شهور طويلة.

وكان لقاء أول جمع صباح اليوم وفدي النظام والمعارضة لمدة نصف ساعة في غرفة واحدة بمقر الأمم المتحدة في جنيف بحضور المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وقال مراسل الجزيرة عامر لافي إن الجلسة اقتصرت على كلمة للإبراهيمي, في حين لم يتحدث أي من أعضاء وفدي النظام, وغادر كل وفد من باب إثر انتهاء الاجتماع.

من جهته, قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض عبيدة النحاس إن الإبراهيمي أعاد التأكيد في كلمته صباح اليوم على أن هدف المفاوضات الحالية هو بحث سبل تطبيق بيان مؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران 2012.

قضايا إنسانية
وقال عضو وفد الائتلاف السوري المفاوض أنس العبدة إن الابراهيمي أبلغ الجانبين أن اليومين الأوليين من المحادثات سيركزان على رفع الحصار عن المدنيين بما في ذلك المحاصرون في حمص, ووقف إطلاق النار, والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وأضاف العبدة أن الائتلاف المعارض تواصل مع كتائب المعارضة بحمص, مؤكدا أنها التزمت بتطبيق الاتفاق الخاص بهدنة إنسانية في حمص ابتداء من الأحد إذا التزم النظام بذلك.

وبينما تطالب المعارضة بفك الحصار عن المدن وإعادة الجيش إلى ثكناته تمهيدا لتطبيق مقررات مؤتمر جنيف الأول, قالت مصادر من وفد النظام إن دمشق مستعدة لبحث ترتيبات أمنية في بعض المناطق, وليس وقف إطلاق النار.

وبعد بحث القضايا الإنسانية التي تشمل فك الحصار عن بعض المناطق وإدخال مساعدات للمحاصرين, سيبحث الوفدان المتفاوضان في جنيف القضايا السياسية في ظل خلافات حادة بينهما.

فقد قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن النظام يرفض مناقشة فكرة تشكيل هيئة حكم انتقالية, مضيفا أن تجربة "بريمر" في العراق لن تتكرر في سوريا. وكان يشير بذلك إلى الدور الذي لعبه الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بعد غزو العراق في العام 2003.

وأضاف الزعبي أن سوريا تحتوي على دولة وجيش ومؤسسات قائمة، وأن هيئة الحكم الانتقالي تتشكل في الدول التي تنهار فيها المؤسسات. في المقابل, استخف عضو وفد المعارضة المفاوض أنس العبدة بتصريحات الزعبي بقوله إن قرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا رقم 2018 ينص صراحة على بند تشكيل تلك الهيئة.

وكان الزعبي ومسؤولون آخرون في وفد النظام السوري قد أعلنوا أن دمشق تقبل بإعلان مؤتمر جنيف الأول, لكنها تتحفظ على البند المتعلق بتشكيل حكومة انتقالية تضم مناصفة المعارضة وعناصر من النظام السوري الحالي.

دبلوماسيون في جنيف يستبعدون حدوث اختراق كبير في المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في ظل التباين في مواقفهما, وبسبب غياب جماعات إسلامية مسلحة معارضة توصف بأنها قوية على ساحة القتال في سوريا

مفاوضات صعبة
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي أمس بجنيف إن هدفه هو السعي للبدء بالاتفاق على خطوات عملية مثل وقف إطلاق النار في مناطق معينة, والإفراج عن سجناء, والسماح بدخول المساعدات الدولية قبل الانطلاق إلى المفاوضات السياسية الأصعب.

ووصف الإبراهيمي المحادثات الأولية مع الجانبين بالـ"مشجعة", لكنه توقع في الأثناء عقبات في طريق المفاوضات. وأوضح أن الطرفين قبلا بالتفاوض على أساس بيان مؤتمر جنيف الأول, بيد أنه تحدث عن "اختلاف في التفسيرات"، في إشارة إلى البند المتعلق بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

وكان وفد النظام هدد الجمعة بالانسحاب بعدما اتهم المعارضة بتعطيل المفاوضات, في حين اتهمه وفد الائتلاف بإطلاق تصريحات تناقض تعهداته للإبراهيمي بقبول مقررات مؤتمر جنيف الأول.

وأعلن وفد الائتلاف أمس أنه قلص تمثيله في المفاوضات احتجاجا على عدم إقرار وفد النظام بالكامل بإعلان جنيف الأول, حيث تم تكليف هادي البحرة بقيادة وفد المعارضة المفاوض بدلا من رئيس الائتلاف أحمد الجربا.

ويرى دبلوماسيون أنه من الصعب تسجيل تقدم في مفاوضات مؤتمر جنيف2 بسبب انعدام الثقة بين الطرفين المتفاوضين، وبسبب غياب جماعات إسلامية مسلحة معارضة توصف بأنها قوية على ساحة القتال في سوريا، وكذا غياب إيران حليفة النظام السوري.

المصدر : الجزيرة + وكالات