حملة تضامن مع مخيم اليرموك ووفد فلسطيني بدمشق

مأساة في مخيم اليرموك بدمشق... الأهالي يؤكدون وفاة عشرات الأطفال والنساء جوعا
undefined
تتواصل حملة التضامن الفلسطينية لوقف الكارثية الإنسانية لسكان مخيم اليرموك المحاصر جنوبي دمشق، الذين مات عدد منهم جوعا بسبب الحصار الخانق الذين يعانون منه منذ أشهر. في غضون ذلك وصل وفد فلسطيني إلى دمشق في محاولة لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية.

وقال القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينية عضو الوفد، بلال قاسم، من دمشق للجزيرة إن الوفد أجرى اتصالات مع الجهات ذات الصلة بالدولة السورية وكافة المنظمات الإقليمية والدولية لوضع حلول يمكن أن تنهي هذه الكارثة.

‪تشييع أحد قتلى مخيم اليرموك‬ (الجزيرة)
‪تشييع أحد قتلى مخيم اليرموك‬ (الجزيرة)

وأوضح قاسم للجزيرة أنه تقرر أن تدخل اعتبارا من الغد  المواد الغذائية إلى المخيم، ولفت إلى وجود مشكلات في المواد الطبية والأدوية داخل مستشفيات المخيم، مشيرا إلى أنه سيؤمن إخراج المرضى للعلاج بالخارج ممن لا يمكن علاجهم بالداخل.

وذكر أنه من المقرر أيضا أن يدخل المخيم غدا أيضا وفد من لجنة المتابعة المكونة من كافة الفصائل لإجراء حوار مع كافة المسلحين داخله بغرض إخراجهم من المخيم، مؤكدا أن المبادرة تتبنى خطة عمل مشتركة وفق توافق فلسطيني بالتعاون مع الجهات المختصة.

وكان ناشطون بثوا على الإنترنت صورا لجثث أطفال وشيوخ ماتوا نتيجة الجوع. كما بثوا صورا لنساء وأطفال يجمعون الحشائش داخل المخيم للأكل.

نداء استغاثة
وأمس السبت أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس نداء استغاثة لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في المخيم الذين وصفهم بأنهم يتعرضون لنكبة أخرى، ودعا لمساعدتهم.

كما أطلقت الإذاعات المحلية الفلسطينية بثا مشتركا تضامنا مع اللاجئين المحاصرين في مخيم اليرموك بمشاركة 55 موجة إذاعية من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بتدخل دولي لفتح ممرات إنسانية لإغاثة اللاجئين.

ومن جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تحسين عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى الموجودين في المناطق المحاصرة بسوريا، وكذلك وضع حد فوري لجميع أعمال العنف.

وتأتي هذه التطورات بعد انطلاق حملة في مدن عربية وأوروبية عدة السبت للضغط على الرأي العام العربي والعالمي، من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان مخيم اليرموك.

وتتضمن الحملة التي تنظم تحت شعار "أنقذوا مخيم اليرموك" وقفات احتجاجية تشارك فيها حركات ومنظمات مجتمع مدني.

وضع خطر
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد حذرت مؤخرا من خطورة الوضع الإنساني المتردّي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.

من ناحيته ذكر الناطق باسم مجلس قيادة الثورة بدمشق في لقاء مع الجزيرة أن المجاعة انتشرت في كامل أرجاء المخيم ذي الكثافة السكانية العالية، مشيرا إلى أن غذاء السكان أصبح يقتصر في الآونة الأخيرة على الفجل والبصل، وحتى العدس أصبح صعب المنال في ظل ارتفاع سعره إلى ثمانين دولارا للكيلوغرام الواحد.

وأوضح فاروق الرفاعي أن مجلس قيادة الثورة طرح عدة مبادرات لإنقاذ الوضع الإنساني المتردي بمخيم اليرموك، وأكد أنه لا يوجد مسلحون داخل المخيم لا من الجيش السوري الحر ولا من الدولة الإسلامية في العراق والشام ولا من جبهة النصرة كما يدعي النظام السوري، مشيرا إلى أن كل المسلحين غادروا مخيم اليرموك الشهر الماضي.

وبالتزامن مع هذا التحرك، وصلت أمس السبت فاليري آموس نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين وزيارة المخيمات في المدينة.

وهذه إحدى زياراتها الدورية لسوريا من أجل الإشراف على خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية التي سببها الصراع الدائر بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، والذي ذهب ضحيته أكثر من 120 ألف قتيل ومغادرة ملايين السويين منازلهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات