غليون: تقاطع للمصالح بالضربة العسكرية

A leader of the Syrian National Council (SNC), Abdel Basset Sayda (unseen) and former leader Burhan Ghalioun wait before their press conference on June 10, 2012. SNC sources said the aim was to pick a "consensus" candidate who would be acceptable to Islamists, liberals and nationalists. They said that could be Abdel Basset Sayda, a Kurd, and member of the SNC's executive office. Sayda lives in exile in Sweden. AFP
undefined

أكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون أن هناك حالة من تقاطع المصالح في توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد، وتحديدا بين مصالح أميركية وفرنسية ومصالح الشعب السوري.

وأضاف أن مصالح الغرب واضحة "وهي أن لا تصير سوريا محافظة إيرانية"، معتبرا تحولها لمحافظة إيرانية تهديدا لأمن الخليج، مصدر الطاقة الرئيسي للغرب والعالم.

وقال إنهم (الأميركيون والفرنسيون) "يريدون إثبات حضورهم في المشهد وعدم السماح للروس ولدكتاتور صغير كبشار بتحديهم، وحريصون على الاحتفاظ بعلاقات ودية مع الشعب السوري في المستقبل حتى لا يتعرضوا للنقد من قبل الرأي العام العالمي عندما يسألهم لماذا صمتم أمام مجزرة حقيقية ولم تفعلوا شيئا؟".

الضربة العسكرية لن تلغى لأنها ليست قادمة من أجل الشعب السوري فقط ولكن هي أيضا تحقق مصالح فرنسية وأميركية.. فلا أحد يعمل دون مصلحة

وتتهم المعارضة السورية وقوى الغرب حكومة دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية في الهجوم على المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق نهاية الشهر الماضي، في حين تلقي الحكومة باللوم على فصائل المعارضة المسلحة.

لن تلغى
ويطمئن غليون (68 عاما) المتخوفين من إلغاء الضربة العسكرية بأنها "لن تلغى" والسبب أنها "ليست قادمة من أجل الشعب السوري فقط ولكن هي أيضا تحقق مصالح فرنسية وأميركية لاسترجاع مصداقية القوة الأميركية ومصداقية الأمم المتحدة، فلا أحد يعمل دون مصلحة".

ورفض المعارض السوري ما يتردد عن أن هدف الضربة هو رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على أمن إسرائيل أو خلق حالة من التفكك بالشرق الأوسط وتقسيمه لدويلات على أساس ديني طائفي أو عرقي، مشددا على أن "أكثر واحد حافظ على أمن إسرائيل هو بشار ووالده حافظ الأسد".

وأبدى غليون -وهو مفكر سوري يحمل الجنسية الفرنسية، وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السوربون- تفهمه لإمكانية أن تتعارض المصالح الغربية الدافعة لهذه الضربة مع مصالح الشعب السوري في الوقت الراهن أو في المستقبل أو أن يطلب من هذا الشعب ثمن فاتورة هذا التدخل.

لكنه قال ".. اليوم مصلحة الشعب السوري الرئيسية هي أن يبقى ويعود ليعيش حياة طبيعية"، مضيفا أن أكثر من 150 ألف سوري قتلوا ومثلهم معاقون بشكل نهائي و200 ألف مختف و8 ملايين نازح داخل وخارج الأراضي السورية.

وحذر غليون من تمرير تلك "الجريمة" لبشار دون عقاب، معتبرا أن ذلك سيدفعه لارتكاب المزيد منها و"ستكون حصيلة قتلاها أكبر وبالتالي يركع الشعب السوري ومن بعد ذلك يتحالف مباشرة مع إسرائيل".

هل خوفنا من النصرة وغيرها يعني أن نقبل باستمرار بشار وليموت الشعب السوري؟ وهل إلغاء الضربة سيعني موت النصرة أو وقف نشاطها؟

وإذا كانت الضربة العسكرية غير مدروسة، لم يستعبد رئيس الائتلاف السابق احتمال أن تؤدي إلى تدمير سوريا كوطن، ووقوع ضحايا أكثر من الشعب السوري حتى دون أن تتمكن من إسقاط نظام بشار.

مكالمة الضباط
ورفض الشكوك والاتهامات بشأن مسؤولية بعض فصائل وقيادات الجيش الحر في ضرب الغوطة بالأسلحة الكيميائية حتى يكون ذلك ذريعة للتدخل الغربي، وقال "الضربة احترافية ووجهت للمناطق التابعة لسيطرة الجيش الحر ولو كان يملكها أو يملك تقنيتها لاستخدمها ضد أعدائه".

وقال غليون إن مكالمة نشرت بين ضباط من جيش النظام اتضح من خلالها أن تأثير الكمية التي استخدمت في الغوطة كانت أكبر بكثير مما كانوا يتصورون، مضيفا أنها الضربة رقم 28 الموثقة لدى المعارضة على استخدام النظام الأسلحة الكيميائية.

وأقر غليون بتخوف من جبهة النصرة، إحدى أذرع تنظيم القاعدة، بعد سقوط نظام الأسد لكنه تساءل "هل خوفنا من النصرة وغيرها يعني أن نقبل باستمرار بشار وليموت الشعب السوري؟ وهل إلغاء الضربة سيعني موت النصرة أو وقف نشاطها؟".

وخلص إلى أنه سيقاتل وكل السوريين للدفاع عن أرضهم وحياتهم ولن يسمحوا لأحد بالتحكم فيهم والجلوس متفرجين.

المصدر : الألمانية