دول أوروبية تشارك بجنيف2 والأسد يرفض

EAS776 - Bogotá, -, COLOMBIA : French Foreign Minister Laurent Fabius speaks during a press conference at San Carlos Palace in Bogota, on February 25, 2012. AFP PHOTO/Eitan Abramovich
undefined

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الاثنين أن بعض الدول الأوروبية ستشارك في المؤتمر الدولي المقبل الذي أطلق عليه اسم جنيف2 بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا، في حين رفض الرئيس السوري بشار الأسد أن تضطلع أوروبا بأي دور في هذا المؤتمر. فيما تباينت المواقف داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا بشأن المشاركة.

وقال فابيوس لإذاعة فرانس إنتر إنه في جنيف 2 "يجب إجراء مناقشة بحضور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وربما غيرها من الدول الأوروبية، بشأن التوصل إلى اتفاق حول حكومة انتقالية في سوريا تحترم الأقليات وتكون موحدة".

وكانت عملية الإعداد لهذا المؤتمر المتوقع عقده منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل "في البداية قضية روسية أميركية" كما قال فابيوس، موضحا أنه اقترح أن تشارك فيه الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أي الصين وفرنسا وبريطانيا، وتمت تلبية هذا الاقتراح.

وقال الوزير الفرنسي "في جنيف 2 نريد إيجاد حل بين ممثلي النظام والمعارضة المعتدلة كي لا يستفيد الإرهابيون والمتطرفون والقاعدة"، مؤكدا أن المعتدلين يمثلون 80% من المعارضة والمتطرفون 20%.

من جهة ثانية دعا فابيوس إلى محاكمة الرئيس السوري، وقال "يجب استجواب بشارالأسد بصفة مجرم ضد الإنسانية مسؤول عن سقوط أكثر من مائة ألف قتيل، كما قتل بالغاز 1500 من شعبه".

الأسد قال إن معظم دول أوروبا لا قدرة لها على لعب دور لتسوية أزمة سوريا (الفرنسية)
الأسد قال إن معظم دول أوروبا لا قدرة لها على لعب دور لتسوية أزمة سوريا (الفرنسية)

الأسد يرفض
من جهته رفض الرئيس السوري بشار الأسد أن تؤدي أوروبا أي دور في تسوية الأزمة السورية.

وقال "بصراحة، إن معظم البلدان الأوروبية اليوم ليست لها القدرة على لعب ذلك الدور، لأنها لا تمتلك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح ومن أن تكون كفؤة وفعالة في لعب ذلك الدور".

وأوضح أن مشاركته الشخصية في لقاء جنيف 2 تعتمد على إطار المؤتمر الذي لا يزال غير واضح حتى الآن.

وأشار إلى أن حكومته لا تستطيع التحدث إلى منظمات تابعة للقاعدة أو إلى "إرهابيين"، كما أنها لا تستطيع التفاوض "مع أشخاص يطلبون التدخّل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا"، رافضا بذلك مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، من دون أن يسميه.

وكشف الأسد، في مقابلة مع قناة إيطالية نشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) نصها، عن أن أي شيء سيتم الاتفاق عليه في أي اجتماع بشأن مستقبل سوريا سيعرض على استفتاء للحصول على موافقة الشعب السوري.

خلافات بالمعارضة
في المقابل، قال ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في تركيا خالد خوجة إن الائتلاف لم يقرر بعد المشاركة في مؤتمر جنيف 2، وقال للجزيرة إن قرار المشاركة من عدمها تتخذه الهيئة العامة للائتلاف.

وأوضح أن مشاركة الائتلاف في المؤتمر الذي تدعو إليه دول غربية مرهونة بأن يكون الهدف الرئيسي منه نقل كامل للسلطة من النظام الحالي إلى المعارضة.

الجربا أكد استعداد الائتلاف لإرسال ممثلين لحضور جنيف 2 (الجزيرة-أرشيف)
الجربا أكد استعداد الائتلاف لإرسال ممثلين لحضور جنيف 2 (الجزيرة-أرشيف)

وتوقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يعقد مؤتمر جنيف الثاني الذي تريده الولايات المتحدة وروسيا -تكملة لمؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران 2012- أواسط نوفمبر/تشرين الثاني القادم، لكن ممثل الائتلاف الوطني السوري لدى تركيا استبعد أن يعقد في هذا التاريخ.

وكان عضو الائتلاف كمال اللبواني قد أكد للجزيرة أن حديث رئيس الائتلاف أحمد الجربا عن إرسال ممثلين للائتلاف للمشاركة في جنيف 2 هو موقف شخصي منه بسبب ضغوط دولية عديدة، معتبرا أنه يتعارض مع اتفاقية تأسيس الائتلاف.

وأضاف أن اتفاقية الائتلاف -الذي وصفه بأنه لم يعد سيد نفسه- تنص على عدم الدخول في أي حل سياسي قبل رحيل نظام الأسد، مشيرا إلى أن قرار الجربا بالتوجه إلى جنيف يتطلب تعديل اتفاقية الائتلاف.

ورأى اللبواني أنه لا توجد ضمانات لتحقيق أهداف الثورة في الوقت الراهن، معتبرا أن الشروط الحالية "مخزية" في ظل وجود اتفاق إيراني روسي أميركي إسرائيلي على إيجاد حل سياسي مهين وتقسيم سوريا، بحسب قوله. 

المصدر : الجزيرة + وكالات