الناتو مقتنع باستخدام النظام السوري للكيميائي

Brussels, -, BELGIUM : NATO General Secretary Anders Fogh Rasmussen gives a press conference focused on situation in Syria on September 2, 2013 at the Residence Palace in Brussels. AFP PHOTO/ JOHN THYS
undefined
أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن قناعته الشخصية بمسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام أسلحة كيميائية في هجوم وقع بغوطة دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي. واعتبر أن عدم الرد بقوة يبعث "رسالة خطيرة جدا لكل طغاة العالم". يأتي ذلك بينما شكك وزير الخارجية الروسي في أدلة واشنطن بوصفها "غير مقنعة تماما"، وحذر من أن توجيه ضربة لسوريا سيؤجل عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام لمدة طويلة، وربما للأبد.

وفي مؤتمر صحفي ببروكسل اليوم قال أندرس فوغ راسموسن إنه يجب على الأسرة الدولية الرد بقوة لمنع أي هجمات جديدة بالأسلحة الكيميائية مستقبلا. وأضاف "نرى أن مثل هذه الأفعال التي تعجز الكلمات عن وصفها والتي أودت بحياة المئات من الرجال والنساء والأطفال لا يمكن تجاهلها".

لكن مسؤول الناتو استبعد دورا للحلف في الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الحلف يجري حالياً مشاورات بين أعضائه "وعلى كل دولة أن تقرر طريقة الرد على الهجوم".

وأوضح أنه إذا كان التدخل المسلح "قصيرا مع أهداف محددة" فلن يكون من الضروري "اللجوء إلى البنى العسكرية للحلف المخصصة أكثر للإشراف على عمليات معقدة طويلة المدى". وفي السياق أكد مواصلة الوقوف بتضامن قوي مع الحليفة تركيا ومواصلة الالتزام بحماية الحدود الجنوبية الشرقية للحلف.

في تطور متصل من المقرر أن تعرض الحكومة الفرنسية اليوم على البرلمان أدلة تثبت مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيميائي الأخير. وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي إليزابيث جيجو إن الحكومة الفرنسية يجب ألا تذعن لمطالبات شخصيات من المعارضة بإجراء تصويت في البرلمان على ما إذا كان يتعين اتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا.

في غضون ذلك كتبت صحيفة طرف التركية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيحمل لقمة الدول العشرين المزمع عقدها في روسيا ملفاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحتوي على أدلة تثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من أردوغان أن الملف الذي أعدته المخابرات التركية يحتوي على ثلاث نقاط, الأولى تتضمن أسماء الوحدات العسكرية النظامية التي أطلقت القذائف والصواريخ الكيميائية وساعة الإطلاق بشكل دقيق. والنقطة الثانية تشمل نماذج من دماء القتلى المدنيين ونتائج تحاليل طبية تثبت وفاتهم بالغاز. فيما تحتوي النقطة الثالثة على محاضر المكالمات الهاتفية بين بعض القادة العسكريين النظاميين في الوحدات التي أطلقت الصواريخ.

تمسك روسي
يأتي ذلك في وقت قال وزير الخارجية الروسي إن توجيه ضربة لسوريا سيؤجل عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا "لمدة طويلة، إن لم يكن للأبد". تحذير سيرغي لافروف جاء عقب لقائه بنظيرته الجنوب أفريقية مايتي نكوانا ماشاباني في موسكو.

كما اعتبر لافروف أن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة لتأكيد استخدام نظام الأسد الكيميائي في الغوطة "غير مقنعة إطلاقا".

وفي محاضرة أمام معهد العلاقات الدولية في موسكو، قال "ما عرضه علينا شركاؤنا الأميركيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا على الإطلاق".

 لافروف استغرب إعلان نظيره الأميركي تجاهل موسكو أدلة زودتها بها واشنطن (الفرنسية)
 لافروف استغرب إعلان نظيره الأميركي تجاهل موسكو أدلة زودتها بها واشنطن (الفرنسية)

وأعرب عن استغرابه من إعلان نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو تجاهلت أدلة زودتها بها واشنطن تثبت استخدام نظام دمشق الأسلحة الكيميائية.

وأشار إلى أن الأدلة التي قدمتها واشنطن لروسيا غير محددة وغير مقنعة حيث لم تتضمن إحداثيات جغرافية أو أسماء أو أي أدلة تشير إلى أن العينات أخذها خبراء، كما لم تتضمن أي تعليقات على تشكيك الخبراء في ما يتعلق بأشرطة الفيديو التي نشرت في الإنترنت في هذا الشأن.

وفي هذا السياق وصف ما عرض على موسكو من أدلة بأنه بعض الصور الخالية فيها الكثير من المفارقات والكثير من الشكوك. وأوضح لافروف أنه "حين نطلب المزيد من التفاصيل يقولون إن الأمر سري ولا يمكنهم عرضه"، مشيرا إلى أنه لا يمكن استخدام ذريعة السرية عندما يدور الحديث عن الحرب والسلام.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض بشدة السبت الاتهامات الأميركية الموجهة للنظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، معتبرا أنها "محض هراء"، وطالب الولايات المتحدة بتقديم أدلة.

وقد أيّد الرئيس الروسي مبادرة من البرلمان الروسي تتعلّق بإرسال وفد برلماني روسي إلى الكونغرس الأميركي لبحث الأزمة السورية. وأفادت وسائل إعلام روسية بأن رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين، ورئيسة مجلس الاتحاد فالينتينا ماتفيينكو، توجّها إلى الرئيس بوتين اليوم بطلب استخدام الصلات البرلمانية بين روسيا والولايات المتحدة. وأعربت ماتفيينكو عن أملها في تصويت الكونغرس على عدم الموافقة على توجيه ضربة لسوريا.

ورغم ذلك نقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن مصدر مقرب من مجلس النواب الأميركي أن الكونغرس يتجه للموافقة على إقرار الضربة العسكرية ضد النظام السوري، الأمر الذي يعني حتمية الضربة.

من جانبها قالت الصين اليوم إن الولايات المتحدة شرحت لها أدلتها على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، لكن المتحدث باسم الخارجية في بكين هونغ لي لم يفصح عن موقف بلاده من تلك الأدلة، بيد أنه أعرب عن قلق الصين العميق من أي تحرك عسكري منفرد ضد سوريا بعد أن أرجأ الرئيس الأميركي الرد العسكري إلى حين إجراء اقتراع عليه في الكونغرس.

المصدر : الجزيرة + وكالات