دمشق تقبل عرض روسيا للكيميائي والائتلاف يندد

A handout picture released by the Syrian Arab News Agency (SANA) on April 29, 2013, shows Syrian Prime Minister Wael al-Halqi (C) chairing a cabinet meeting with the Economic Committee with a portrait of Syrian President Bashar al-Assad in the background. Halqi escaped an assassination bid, surviving a blast against his convoy in the Mazzeh district of Damascus, in the latest attack on top members of President Bashar al-Assad's regime. AFP PHOTO / SANA /HO == RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / HO / SANA" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ==
undefined
أكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الثلاثاء تأييد حكومته للمبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، واستعدادها للتعاون مع مختلف المبادرات السياسية لـ"نزع فتيل الحرب" وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا). في المقابل ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالعرض الروسي واعتبره "مناورة سياسية" وطالب بـرد على نظام دمشق لوقف "آلة القتل التي يستخدمها النظام".
 
وقالت الوكالة إن الحلقي أشار إلى أن تأييد الحكومة للمبادرة الروسية جاء انطلاقا مما وصفه الحرص على أرواح المواطنين وأمن سوريا ومنع حدوث حرب قد تمتد تداعياتها إلى أبعد من المنطقة.

كما أكد الحلقي -وفق الوكالة- استعداد دمشق للتعاون مع مختلف المبادرات السياسية الدولية التي تهدف لنزع فتيل الحرب. كما أشار إلى أن الشعب السوري "يسعى للخروج من الأزمة الراهنة عبر الحوار الوطني، ويرحب بأي مبادرة تصب في هذا الإطار وخاصة مؤتمر جنيف 2" في إشارة للمؤتمر الدولي الذي كانت دعت إليه واشنطن وموسكو قبل أشهر ولم يجد طريقه إلى الانعقاد.

وكان وزير الخارجية وليد المعلم عاد وأكد اليوم أن سوريا "أعطت موافقتها" على اقتراح موسكو منذ مساء أمس لدى لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن الوزير السوري.

وينص الاقتراح الروسي على وضع مخزون الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، ومن ثم التخلص منها. وأعلن المعلم بعد وقت قصير على إعلان الاقتراح على لسان نظيره الروسي وترحيب دمشق به.

وتهدف الخطة الروسية لتجنيب دمشق ضربات عسكرية تخطط الولايات المتحدة لتوجيهها إلى النظام السوري الذي تتهمه بالوقوف وراء هجوم كيميائي وقع في 21 أغسطس/ آب الماضي بريف دمشق وأودى بحياة مئات الأشخاص.

رئيس الائتلاف أحمد الجريا (يسار) وقائد هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس (أرشيف)
رئيس الائتلاف أحمد الجريا (يسار) وقائد هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس (أرشيف)

الائتلاف يندد
في المقابل، ندد الائتلاف الوطني السوري باقتراح روسيا وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية. واعتبر الائتلاف ذلك "مناورة سياسية" وطالب بـرد على نظام دمشق.

واعتبر الائتلاف السوري في بيان له أن دعوة (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف الأخيرة "تصب في باب المماطلة غير المجدية والتي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري".

وأكد الائتلاف أن "مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية، أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم"

وفي السياق، قال عضو الائتلاف السوري فايز سارة للجزيرة إن المبادرة الروسية بخصوص السلاح الكيميائي يجب أن تشمل الأسلحة الأخرى التي يستخدمها النظام  السوري ضد الشعب والتي لا تقل فتكا عن الكيميائي.

وكان رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس اتهم كلا من النظام السوري الحاكم وروسيا بالكذب والخداع فيما يتعلق بمبادرة إخضاع دمشق أسلحتها الكيميائية للرقابة الدولية.

وقال إنه لا يثق في نظام بشار الأسد الذي يسعى لكسب الوقت وإقناع العالم بالتراجع عن توجيه ضربة عسكرية ضده، بعد تكاثر عدد الدول المؤيدة لهذه الضربة.

واتهم إدريس النظام السوري وروسيا وإيران بترويج ما وصفها بأكاذيب. وقال إنه لا يقبل إلا بتوجيه الضربات إلى هذا النظام.

كما حذر في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة الأميركيين من الوقوع في شرك الخديعة والتضليل، والتراجع عن توجيه ضربة "لهذا النظام المجرم الذي قتل الألوف".

وطلب إدريس ممن وصفهم بالأصدقاء ألا ينخدعوا وألا يتراجعوا عن هذه الضربات، معتبرا أن النظام في دمشق يريد أن يشتري الوقت كي ينجو بجلده.

يُذكر أن الكونغرس الأميركي بدأ الاثنين مناقشة مسألة توجيه الضربة لسوريا، وأن يصوت على ما إذا كان يفترض بواشنطن تنفيذها أم لا، وذلك بناء على طلب من الرئيس باراك أوباما.

المصدر : الجزيرة + وكالات