تفكك التحالف الغربي لضرب دمشق

In this image taken from video, British lawmakers gather for a debate on Syria, in Britain's parliament, London, Thursday Aug. 29, 2013. The British Parliament voted down endorsing military action against Syria, despite a strong push by Prime Minister David Cameron to support potential U.S. strikes against Assad. British Defense Minister Philip Hammond confirmed that the country's forces would not be involved in any strike.
undefined
انضمت ألمانيا إلى الموقف البريطاني الرافض للمشاركة بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، وهو ما رحبت به روسيا واعتبرته تعبيرا عن إدراك الشعوب الأوروبية بمدى خطورة هذه الخطوة. بينما أكدت فرنسا استعدادها للمشاركة في التحالف إلى جانب الولايات المتحدة دون انتظار موافقة مجلس الأمن الذي من المستبعد أن يتوصل لاتفاق بسبب رفض موسكو صدور أي قرار أممي ضد دمشق.

فقد أعلنت ألمانيا أنها لن تشارك في العمل العسكري المخطط له تجاه النظام السوري. وقال وزير الخارجية غيدو فيسترفيله لصحيفة ألمانية إن بلاده "لم يطلب منها المشاركة في العمل العسكري، ولا هي معنية بهذا العمل". وأعقبه تصريح من الناطق باسم الحكومة ستيفن سيبرت اليوم الجمعة أن "ألمانيا ليست معنية بالمشاركة في توجيه ضربة عسكرية للنظام في سوريا".

من جانبها رحبت موسكو بإعلان بريطانيا عدم إسهامها بالتحالف العسكري الذي يتشكل لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري. وقال مساعد الرئيس لشؤون السياسة الخارجية يوري يوشكوف إن "الموقف البريطاني يعكس رأي غالبية البريطانيين والأوروبيين وإدراكهم لمدى خطورة الهجوم المخطط له على سوريا".

 
أما فرنسا فأكدت تمسكها بالمشاركة في التحالف الذي دعت له الولايات المتحدة لضرب النظام السوري. وقال الرئيس فرانسوا هولاند "الضربة العسكرية قد توجه الأربعاء القادم لنظام بشار الأسد".

وأعرب هولاند عن أسفه لقرار لندن عدم المشاركة بالتحالف، وقال إن "أي تصويت من جانب البرلمان البريطاني برفض القيام بعمل عسكري في سوريا لن يؤثر على رغبة فرنسا في معاقبة حكومة الرئيس بشار الأسد على هجوم بالأسلحة الكيمياوية". ومن المتوقع أن يعقد البرلمان الفرنسي جلسة خاصة بالأزمة السورية الأربعاء القادم.

على الصعيد نفسه قال رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا إن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سوريا إذا لم تؤيدها الأمم المتحدة، مضيفا أن إيطاليا تساند تماما الإدانة الدولية لنظام الأسد، وأنه "يجب على المجتمع الدولي أن يرد وبقوة على الأسد ونظامه وعلى الفظائع التي ارتكبت".

أما رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر فقال إن بلاده مقتنعة بضرورة تنفيذ حملة عسكرية غربية ضد الأسد، مشيرا إلى أن بلاده لم تقرر بعد المشاركة عسكريا فيها.

 
ممانعة أميركية أمام أوباما
وما زالت الإدارة الأميركية تواجه صعوبات محلية لحشد التأييد السياسي لمساعيها العسكرية تجاه سوريا. فقد قدمت إدارة الرئيس باراك أوباما للكونغرس ما وصفتها بأنها أدلة جديدة على أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم بأسلحة كيمياوية. لكنها واجهت مقاومة صلبة لأي تحرك عسكري من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
واشنطن تواصل حشدها قرب سوريا رغم معارضة داخلية وخارجية(رويترز)
واشنطن تواصل حشدها قرب سوريا رغم معارضة داخلية وخارجية(رويترز)
 
وقال العديد من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن الإدارة قدمت حجة مقنعة للقيام بعمل عسكري، لكن كثيرين لم يقتنعوا بينهم العديد من المشرعين الكبار من الحزبين.

ومن هؤلاء الديمقراطي رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كارل لفين، وهو مؤيد قوي لأوباما. وقال لفين أمس "إنه يجب على البيت الأبيض أن يجمد أي عمل عسكري حتى يكمل مفتشو الأمم المتحدة تحقيقاتهم في موقع الهجوم".

وأضاف لفين أنه على البيت الأبيض أن يحشد التأييد الدولي للتدخل في سوريا وهو شرط يبدو بعيد المنال بصورة متزايدة بعدما رفض مجلس العموم البريطاني التدخل العسكري خلال تصويت الخميس.

ورغم الممانعة الداخلية لتوجهاته، أصر البيت الأبيض الخميس أن الرئيس أوباما سيحدد قراره بشأن الملف السوري "وفقا للمصالح الأميركية" من دون الحاجة إلى انتظار الأمم المتحدة أو حلفائه مثل بريطانيا، وذلك بعد رفض البرلمان البريطاني مذكرة تتيح للحكومة توجيه ضربة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

المصدر : الجزيرة + وكالات