اجتماع بشأن سوريا دون نتائج بمجلس الأمن

U.S. Secretary of State John Kerry (L), presides over a meeting of the UN Security Council on July 25, 2013 in New York City. Kerry expressed American support for the UN's Peace, Security and Cooperation Framework for the Democratic Republic of the Congo and the region. John Moore/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
 

undefined

انتهى اجتماع لسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لبحث مسودة قرار تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن يمكن أن يسمح بشن عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد ان انسحب مندوبا روسيا والصين من الاجتماع.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن الاجتماع في مجلس الأمن انتهى دون بيان أو نتيجة، لذلك يصعب طرح مشروع القرار للتصويت لأنه سيواجه فيتو روسي صيني.وبذلك تكون المداولات قد انتهت بدون مؤشر الى أن المجلس المؤلف من 15 عضوا يمكن ان يصوت في وقت قريب على قرار يدين استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا.

وغادر سفيرا روسيا والصين، اللتين تعارضا بشدة شن عمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الاسد، المفاوضات المغلقة بعد نحو 75 دقيقة من بدئها. وواصل سفراء واشنطن ولندن وباريس محادثاتهم إلا انهم غادروا القاعة بدون الإدلاء بأي تصريحات.

وقال أحد الدبلوماسيين إن "بريطانيا قدمت نصا وكرر الروس التصريحات نفسها التي أدلى بها وزير خارجيتهم".  وأضاف أن "الروس والصيينيين قالوا إنهم سيحيلون النص على حكوماتهم. ولم تنته المحادثات، ولكن لم يتم الاتفاق على اجتماع جديد بعد".

ويدعو مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا إلى أن يتخذ المجلس قرارا يسمح باتخاذ "جميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين — وهو قانون الأمم المتحدة للقيام بعمل عسكري.  إلا ان موسكو رفضت محاولات إصدار قرار قبل أن يكمل المفتشون الدوليون تحقيقاتهم في سوريا حول مزاعم استخدام اسلحة كيمياوية.

وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في لندن أن المحادثات في الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية ستتواصل "خلال الأيام المقبلة" لكنه أكد أن على المجتمع الدولي مسؤولية التحرك بشأن سوريا حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق في نيويورك.  

هيغ: ما حدث في سوريا يُعد جريمة ضد الإنسانية (الفرنسية-أرشيف)
هيغ: ما حدث في سوريا يُعد جريمة ضد الإنسانية (الفرنسية-أرشيف)

مشروع بريطاني
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قد أعلن في وقت سابق الأربعاء أن لندن ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي "يدين الهجوم الكيمياوي" الذي وقع في 21 أغسطس/ آب في سوريا و"يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين".

 وأوضح مكتب كاميرون أن مشروع القرار "سيسمح بكل الإجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الأمم المتحدة لحماية المدنيين من الأسلحة الكيمياوية" في سوريا، إذ إن الفصل السابع مخصص لأي "عمل في حال حصول تهديد للسلام وخرق للسلام وعمل عدواني".

وقد أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بوضوح، أن القوات السورية استخدمت سلاحا كيمياويا فجر الأربعاء الماضي، وأن ذلك يستدعي ردا دون أن تحدد بعد موعدا للعملية العسكرية المحتملة.

 ونقلت وكالة رويترز عن كاميرون قوله على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "وافق مجلس الأمن القومي بالإجماع على أن استخدام أسلحة كيمياوية من جانب الأسد غير مقبول وأن العالم يجب ألا يلزم الصمت".

تحذير سوري

‪الجعفري حذر من أي عمل عسكري غربي‬ الجعفري حذر من أي عمل عسكري غربي (غيتي إيميجز)
‪الجعفري حذر من أي عمل عسكري غربي‬ الجعفري حذر من أي عمل عسكري غربي (غيتي إيميجز)

في المقابل حذرت دمشق على لسان مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري من تداعيات أي عمل عسكري ضدها واتهمت الغرب باستباق نتائج لجنة التحقيق الدولية بمجزرة الغوطة الشرقية. وقال الجعفري إن أي هجوم على سوريا سيقوض مهمة المحققين الدوليين. وأضاف أن مندوبي أميركا وبريطانيا وفرنسا يعملون على بناء توافق داخل مجلس الأمن لشن هجوم على سوريا يستبق نتائج التحقيق الدولي.

وطالب الجعفري بالمزيد من الوقت ليخرج المحققون بتقرير علمي يعرض على مجلس الأمن، مؤكدا أن أي هجوم على سوريا سيقوض مهمة المحققين الدوليين.

وذكر المسؤول السوري أن بلاده تمتلك حق الدفاع عن النفس وفق ميثاق الأمم المتحدة، معتبرا أن الدبلوماسية الأميركية مُسيّرة منذ عقود باتجاه الدفاع عن المصالح الإسرائيلية.

تهديد السلام
وبالتزامن مع هذه التطورات، اعتبر الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن أن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا تهديد للسلام والأمن الدوليين "ولا يمكن أن يمرّ من دون ردّ"، وعلى المسؤولين عنه أن يحاسبوا، معتبرا أن استخدام هذه الأسلحة يعد "تهديدا للسلام والأمن الدوليين".

وأوضح أن النظام السوري يحتفظ بترسانة من الأسلحة الكيمياوية، لافتا إلى أن المعلومات المتوفرة من مصادر متعددة تشير إلى أن ذلك النظام مسؤول عن استخدام الأسلحة الكيمياوية بهذه الهجمات.

وأصدر راسموسن بيانا قال فيه إن مجلس الناتو أجرى مشاورات بشأن الوضع في سوريا، وعلى الأخص موضوع استخدام السلاح الكيمياوي قرب دمشق، مضيفا "ندين بأشد لهجة هذه الهجمات الشائنة التي أدت إلى فقدان الكثير من الأرواح".

ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال (يو بي آي) عن راسموسن قوله "لقد أعرب الحلفاء في الناتو عن دعمهم الكامل للتحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة ونددوا بفشل النظام السوري في ضمان وصول فوري وآمن لمحققي الأمم المتحدة إلى مواقع الهجمات".

كما أشار الأمين العام إلى أن الناتو سيستمر في مساعدة تركيا وحماية الحدود الجنوبية الشرقية لها.

المصدر : الجزيرة + وكالات