ثوار يناير ينددون بإطلاق مبارك

Egyptian security forces and medics wheel a stretcher transporting former Egyptian president Hosni Mubarak from a military helicopter into an ambulance on August 22, 2013 at a Cairo military hospital after his release from prison. Mubarak was flown from prison by helicopter to a military hospital after he was cleared for conditional release while standing trial, an interior ministry general told AFP. He will be held under house arrest at the Cairo hospital on the orders of the prime minister, who has been granted the power to order arrests during the current state of emergency.
undefined

تتوالى ردود الفعل المنددة بإطلاق سراح الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ووضعه رهن الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي، بعد تبرئته من القضايا المرفوعة ضده لدى القضاء. وخرجت مظاهرات رافضة للانقلاب العسكري على الرئيس المعزول محمد مرسي ومنددة بالإفراج عن مبارك.

وقد أقلَّت مروحية مجهّزة طبياً مبارك إلى مستشفى المعادي العسكري بعد الإفراج عنه من سجن طرة في القاهرة الذي قضى فيه أكثر من عامين، وسط تأكيد مصدر أمني أن مبارك هو الذي طلب نقله إلى المعادي.

وكان النائب العام المصري قد أمر سجن طرة بإخلاء سبيل الرئيس المخلوع، وبوضعه قيد الإقامة الجبرية فور الإفراج عنه، وذلك بعد تبرئته من عدة قضايا فساد آخرها ما يعرف إعلاميا بهدايا الأهرام.

وقال المحامي العام لنيابة الأموال العامة العليا المستشار أحمد البحراوي، إن قرار إخلاء سبيل مبارك (85 عاما) نهائي، ولا يجوز للنيابة الطعن عليه.

وأوضح مدير كتب الجزيرة عبد الفتاح فايد أن السلطات سمحت فقط لعائلة مبارك بزيارته في مقر إقامته، مشيرا إلى أن هذا الحدث يأتي في الوقت تتسارع فيه الأحداث على الصعيدين السياسي والميداني.

وجاء الإفراج عن مبارك في ظل تواصل المظاهرات المنددة بإقدام وزير الدفاع الفريق الأول عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، وما تلاها من أحداث دامية تزامنت مع فض اعتصامين لأنصار مرسي.

‪أسوشيتد برس)‬ ثوار يناير يرون أن سجن طرة هو المكان الطبيعي لمبارك
‪أسوشيتد برس)‬ ثوار يناير يرون أن سجن طرة هو المكان الطبيعي لمبارك

إخلاء مبارك
إلا أن إخلاء سبيل مبارك لا يعني تبرئته من القضايا المتهم فيها، إذ يتوجَّب عليه المثول أمام المحاكم المختصة التي ما زالت تنظر في تلك القضايا، وأبرزها قضية قتل المتظاهرين والتحريض عليه خلال أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظامه.

وفي السياق ذاته، قال مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية وحقوق الإنسان أحمد مهران، لقناة الجزيرة إن قرار الإفراج عن مبارك لا يعني تبرئته من التهم الموجهة إليه، مؤكدا أن هذا الإخلاء مؤقت.

من جهته قال المفكر والمؤرخ السياسي محمد الجوادي إن بعض القوى الثورية قد لا يرضيها إطلاق سراح مبارك، مشيرا إلى أنها ستطالب بإعادته للسجن مرة أخرى.

وتوقع الجوادي أن يعود مبارك للسجن في حال قيام هبة شعبية طالبت بذلك، مضيفا أنه في حال حدوث مظاهرات قوية ستضطر الحكومة للتهدئة بالاستجابة لهذه المطالب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير الأبحاث في "معهد بروكينغز" في الدوحة شادي حميد قوله "إنه أمر غير معقول! الرمزية في خروج مبارك لا يمكن التغاضي عنها، وما نراه حاليا أمر غير مسبوق على نطاق واسع"، متابعا "هو تبدل جديد في الأدوار، حيث إن معظم القادة المنتخبين باتوا في السجن".

أنصار الرئيس المخلوع رحبوا بالإفراج عنه (رويترز)
أنصار الرئيس المخلوع رحبوا بالإفراج عنه (رويترز)

نقطة الصفر
وعارض عدد من الأحزاب والحركات المصرية قرار الإفراج عن مبارك، إذ اعتبر المتحدث الرسمي باسم طلاب الإخوان المسلمين صهيب عبد المقصود أن الإفراج عن مبارك نتيجة طبيعية للانقلاب الذي راح ضحيته عشرات الآلاف، مضيفا أن الانقلابيين حريصون على ضياع كل مكتسبات ثورة 25 من يناير وتسليم البلاد إلى رموز المخلوع وأعداء الثورة.

ونظم العشرات من نشطاء حركة الاشتراكيين الثوريين وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة أمام مكتب النائب العام بوسط القاهرة احتجاجا على الإفراج عن مبارك.

ورفع المشاركون لافتات تدين الإفراج عن مبارك، وتطالب بالقصاص لضحايا ثورة 25 يناير، ورددوا هتافات تنادى بإنهاء حكم العسكر.

في حين طالبت حركة تمرد بإعادة محاكمات مبارك ورجال نظامه بأدلة جديدة بالإضافة إلى محاكمة مرسي ورجال نظامه، محذرة من أي محاولة من جانب أعوان نظام مبارك أو مرسي للعبث بأمن مصر.

أما حركة شباب 6 أبريل فقد تخلت عن وقفة احتجاجية كانت قد دعت إليها الجمعة أمام دار القضاء العالي تنديدا بقرار الإفراج عن مبارك.

وقال أحمد ماهر أحد مؤسسي الحركة التي أسهمت بالإطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في 2011 "بعد خروج مبارك من السجن، عادت الثورة إلى نقطة الصفر، وقد تحتاج إلى عقود قبل أن تتحقق أهدافها".

وتأتي هذه التطورات في حين يتواصل اعتقال قياديين في جماعة الإخوان المسلمين، ومع تواصل مظاهرات مناصري مرسي في عدد من المحافظات المصرية، حيث يطالب المتظاهرون بعودة الشرعية معربين عن رفضهم للانقلاب العسكري وتنديدهم بإطلاق سراح مبارك.

يشار إلى أن بعض اللقطات التلفزيونية قد أظهرت صورا لعشرات المؤيدين لمبارك أمام الأبواب الرئيسية لسجن طُرة، حيث ساد اضطراب في حركة المرور.

المصدر : الجزيرة + وكالات