الأمن يقتحم مسجد الفتح وشهادات مروعة

 
اقتحمت قوات الشرطة والجيش مسجد الفتح في رمسيس بالقاهرة أمس السبت بعد حصار استمر نحو عشرين ساعة، ومع خروج المحتجزين من داخله تعرضوا لاعتداءات بالضرب من قبل هذه القوات وعدد من الذين يوصفون بالبلطجية، كما اعتقل عدد كبير منهم.

ومع بدء خروج المحتجزين من داخل المسجد تم إطلاق رصاص بشكل كثيف، كما تم إطلاق قنابل الغاز أيضا وسط تحليق عدد من المروحيات العسكرية.

وأظهرت الصور المباشرة من أمام المسجد أفراد الأمن والجيش بالإضافة إلى عدد كبير من الذين يوصفون بالبلطجية وهم يعتدون بالضرب المبرح على عدد من الخارجين من المسجد، قبل أن يساق بعضهم إلى مدرعات الجيش والشرطة.

وقال مراسل الجزيرة وليد العطار إنه تم إخراجهم وسط إطلاق نار كثيف، حتى إن الجميع هرع إلى داخل المسجد من جديد بمن فيهم بعض عناصر الأمن، مشيرا إلى أنهم لم يعرفوا من يطلق الرصاص وعلى من يطلقه، لكن أحد عناصر الأمن قال إن القوات المسلحة هي من تطلق الرصاص.

وقال المراسل إن المحاصرين داخل المسجد خرجوا فرادى وهم منحنون من فرط الرصاص المنهمر.

من جانبها قالت إحدى الخارجات من حصار المسجد إنها خرجت بصحبة نحو 15 امرأة وستة رجال، قبل أن تحتجزهم قوات الأمن في إحدى الغرف مطالبين بخروج الرجال بشكل منفصل ليتم اعتقال من يريدون منهم.

وقالت فاطمة محمد إن عددا كبيرا من البلطجية تعرضوا لهن باعتداءات لفظية شديدة، وتم تفتيشهن بشكل شخصي مهين. وأضافت أنه تم سحل إحداهن بعد أن رددت "حسبنا الله ونعم الوكيل"، قبل أن يتم أخذها إلى مكان غير معلوم.

وقالت الشاهدة إنها بمجرد خروجها شاهدت طائرة تقوم بإنزال عدد من قوات الأمن الخاصة فوق مئذنة المسجد، قبل أن يتم إطلاق النار على المئذنة من القوات الموجودة بمحيط المسجد، مشيرة إلى محاولة الإيحاء بأن عددا من المحاصرين هم من اعتلى المئذنة.

يذكر أنه لا يمكن الوصول لمئذنة المسجد من داخل المكان الذي كان فيه المحتجزون.

مفاوضات للخروج
وفي السياق نفسه قال عضو اللجنة العليا في حزب الحرية والعدالة سعد عمارة، وهو أحد المفرج عنهم من داخل مسجد الفتح، إن أحد لواءات الجيش تحدث في البداية عن خروج آمن بعيد عن البلطجية، مع نقل المحاصرين إلى أحد معسكرات الجيش للتثبت من عدم وجود قضايا عسكرية ضدهم، إلا أن المعتصمين بالمسجد رفضوا ذلك خشية تلفيق تهم لهم.

وتابع عمارة للجزيرة أن هذا اللواء طلب خروجهم في مجموعات متتابعة من خمسة أفراد، لكن المعتصمين تخوفوا من القبض عليهم وطلبوا الخروج دفعة واحدة، وهو ما قوبل بالرفض من اللواء.

وأشار عمارة إلى أنه تم إطلاق قنابل غاز في المسجد، وعند فتح أبوابه للتخلص من رائحة الغاز، قام من يوصفون بالبلطجية بالتعدي بالضرب عليهم.

وأضاف عمارة أن ما حدث في منتهى الخطورة، وأشار إلى نوع الحكم الذي يتجه إليه الانقلابيون، "ولا أعتقد أن الشعب المصري سترهبه الدماء، وبعد ثورة يناير لن يفرّط الشعب في حريته التي تمتع بها ثلاثون شهرا"، وتابع وهو يبكي أنه لا يدري مصير ابنه الذي تركه في المسجد.

يذكر أنه تم احتجاز أكثر من ألف شخص داخل مسجد الفتح بينهم عدد كبير من النساء وجثث لقتلى منذ مساء يوم الجمعة.

المصدر : الجزيرة