أنصار مرسي بالميادين ويتعهدون بالسلمية

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية اللذان نظما الليلة الماضية ما أطلق عليها "مليونية شهداء الانقلاب" أن الاحتجاجات المطالبة باستعادة الشرعية الدستورية ستستمر بصورة سلمية في الميادين حتى تتحقق مطالبها.

وتظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي الليلة الماضية في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة والجيرة, وفي ميادين أخرى في أسيوط والمنيا وبني سويف والوادي الجديد والعريش والإسكندرية تنديدا بقتل نحو ثمانين في محيط ميدان رابعة السبت الماضي.

وخرج مؤيدو مرسي رغم تلويح السلطات في أكثر من مناسبة باستخدام القوة لفض الاعتصامات في القاهرة بحجة أنها تشجع على العنف, أو تعطل الحياة اليومية.

وقال مراسل الجزيرة أحمد الكيلاني إن المحتجين الذين خرجوا الليلة الماضية يخلدون في الظهيرة إلى الراحة لالتقاط الأنفاس. وفي إطار فعاليات "مليونية الشهداء" انطلقت مسيرتان حاشدتان مؤيدتان لعودة مرسي، إحداها من مسجد الفتح بميدان رمسيس, والأخرى من مسجد النور بالعباسية في القاهرة.

كما خرجت مسيرات ضمت الآلاف في الإسكندرية وأسيوط وبني سويف والعريش والمنيا تنديدا بقتل المتظاهرين, وبما يعتبره هؤلاء انقلابا على الشرعية الدستورية.

وتوجهت المسيرتان إلى ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم الآلاف من مؤيدي مرسي منذ أكثر من شهر. وردد المشاركون فيهما هتافات منددة بما وصفوه بالانقلاب العسكري, وطالبوا بعودة مرسي.

وفي القاهرة أيضا نظم صحفيون وإعلاميون وقفة أمام نقابة الصحفيين بشارع رمسيس تندد بـ"الانقلاب على الشرعية". وحمل المتظاهرون لافتات احتجاج على ما وصفوه بالتعتيم والانحياز الإعلامي وعودة مقص الرقيب وتدخل أمن الدولة في الحياة السياسية وعودة الممارسات القمعية.

‪ميدان رابعة هو مركز الاحتجاج‬ (أسوشيتد برس)
‪ميدان رابعة هو مركز الاحتجاج‬ (أسوشيتد برس)

بقاء في الميادين
وقد أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أن الشعب المصري "لن يغادر الشوارع والميادين حتى تعود الشرعية الدستورية، ويستعيد الوطن مساره الصحيح"، حيث أبلغ ممثلوه مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أنهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية ضد إزاحة مرسي من السلطة، مشددين على أن عودته هي "أساس الحل".

كما أعلن التحالف في بيان له أول أمس ترحيبه الكامل بزيارة كل المنظمات الحقوقية الدولية لمختلف أماكن الاعتصام، مشددا على سلمية فعاليات التحالف بعيدا عن كل ما يتردد من "أكاذيب مختلقة"، ورافضا لكل "الاتهامات الملفقة" التي توجه إلى المعتصمين السلميين.

وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف إن المظاهرات والاعتصامات ستستمر على سلميتها، وإنه "ليس من أخلاق المعتصمين الاعتداء على أي مؤسسة في الدولة". واعتبر أن المشكلة تكمن في إنهاء ما وصفه بالانقلاب العسكري وتدخل الجيش في السياسة.

مسيرات نسائية
وقد حاولت الليلة الماضية مسيرة نسائية التوجه إلى مقر وزارة الدفاع بالعباسية لكن قوات الجيش أغلقت الشوارع المؤدية إليها ومنعت اقتراب المسيرة منها. كما خرجت مسيرة نسائية من ميدان النهضة باتجاه مقرات السفارات العربية والأجنبية بالعاصمة المصرية.

‪النساء استنكرن في مظاهراتهن التأييد الخارجي لما يوصف بالانقلاب‬ (الفرنسية)
‪النساء استنكرن في مظاهراتهن التأييد الخارجي لما يوصف بالانقلاب‬ (الفرنسية)

وتظاهرت مئات من السيدات والفتيات المصريات، بعد ظهر أمس الثلاثاء، أمام سفارة الإمارات، تنديداً بما اعتبرنه تأييدا من الإمارات للانقلاب العسكري على الشرعية والرئيس المنتخب.

ورددت المشاركات فيها هتافات تستنكر تأييد حكومات بعض الدول العربية والغربية لما وصفوه بالانقلاب على الشرعية، وحملت مجموعة من المتظاهرات نعوشاً رمزية دلالة على ما اعتبرنه شهداء الشرعية الذين قضوا على يد عناصر الجيش والأمن, وذلك في ظل انتشار أمني كثيف.

وفي طنطا بمحافظة الغربية، نُظمت سلسلة بشرية نسائية امتدت لمئات الأمتار، وحملت المتظاهرات لافتات مؤيدة لعودة الرئيس المعزول.

وتأتي فعاليات "مليونية الشهداء" اليوم، بعد عدد من المسيرات الليلية حملت نعوشا رمزية أمام مديريات الأمن في المحافظات المصرية، احتجاجا على هجوم المنصة الذي أوقع عشرات القتلى في صفوف المتظاهرين.

تنديد بالعنف
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي ندد فيه البيت الأبيض بأعمال العنف الدامية التي وقعت السبت، ودعا الحكومة المصرية إلى احترام الحق في التظاهر, محذرا من عواقب العنف على مصر والمنطقة.

من جهتها دعت فرنسا إلى "الحوار" بمصر، وأدانت "أعمال العنف الوحشية"، واعتبرت أن "الوضع حرج جدا". وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بـ"رفض العنف والإفراج عن السجناء السياسيين ومن بينهم الرئيس المعزول مرسي".

المصدر : وكالات