المالكي يحذر من الطائفية والعنف يتواصل

epa01899941 Iraq's Prime Minister Nuri al-Maliki speaks during a memorial service for victims of the bombing that targeted the Iraqi Foreign Ministry 55 days ago, at al-Rasheed hotel in Baghdad, Iraq on 16 October 2009. EPA/ALI ABBAS
undefined

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم السبت من خطورة ما أسماها الطائفية وفتاوى التكفير التي تهدد العراق والمنطقة، داعيا العراقيين للوقوف صفا واحدا لحماية البلاد، يأتي ذلك في ظل تواصل أعمال العنف مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين جريح وقتيل.

كما ناشد المالكي التيارات السياسية في البلاد الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض لتحقيق المصالحة الوطنية من أجل خدمة مسيرة العمل السياسي في البلاد.

وقال رئيس حكومة العراق إن "أخطر ما يواجهنا عودة الشحن والاستقطاب الطائفي والتوتر السياسي الذي يلف المنطقة ويضربها بعاصفة من القتل والفتاوى والتكفير والتحشيد من جديد"، معتبرا أن "السكوت عن الفتاوى والتحريض والقتل الطائفي هو الخطر الداهم الذي يهدد الجميع".

واعتبر المالكي أن العراق ودول المنطقة ليست بمنأى مما أسماها بـ"العاصفة"، داعيا العراقيين إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة العاصفة لتخفيف آثارها على البلاد، وإلى "الوقوف بوجه الخطاب التكفيري وفتاوى القتل والتحريض التي تصدر هنا وهناك في عملية واضحة لتمزيق نسيج مجتمعاتنا وزرع الفتنة والفوضى فيها وبين أهلها"، حسب قوله.

تواصل أعمال العنف في العراق (الأوروبية)
تواصل أعمال العنف في العراق (الأوروبية)

دعوة للتآخي
وفي كلمته التي ألقاها خلال احتفالية مركزية أقيمت بمناسبة خروج العراق من الفصل السابع لمجلس الأمن في بغداد بحضور مسؤولين بارزين، دعا المالكي مسؤولي البلاد إلى التآخي والتحابّ قائلا إن "مستقبلنا مرهون بتصرفاتنا ولا خيار لنا إلا أن نعيش إخوة متحابين، وألا نتحول إلى جماعات وطوائف وقوميات متحاربة متصارعة".

كما بيّن المالكي أن "الموقف الوطني يدعو إلى رفض الاتجاهات والسياسات التي تضعف البلاد لصالح أي طرف إقليمي"، مشددا في الوقت نفسه على حرصه لإقامة أفضل وأمتن العلاقات مع دول المنطقة والعالم.

وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر الخميس تخفيف العقوبات المفروضة على العراق على خلفية تحسن العلاقات مع الكويت، ورفع بموجب ذلك التهديد بفرض عقوبات على بغداد أو اللجوء إلى القوة، حسب الفصل السابع.

من جهة أخرى لا تزال أعمال العنف متواصلة، حيث أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية عن مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص في هجمات متفرقة هزت البلاد.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن ستة أشخاص بينهم امرأة وثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في حين جرح نحو 20 آخرين اليوم في هجمات متفرقة.

ونقلت عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن "ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عشرة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل سوق شعبي في خان ضاري في ناحية أبو غريب" (20 كلم غرب بغداد).

أكثر من 420 قتيلا سقطوا خلال الشهر الحالي (رويترز)
أكثر من 420 قتيلا سقطوا خلال الشهر الحالي (رويترز)

قتلى وجرحى
وفي الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) قال المقدم في الشرطة عودة خشان إن "ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم مسلح لدى مرورهم على الطريق الرئيسي في منطقة الكرمة" إلى الشرق من الفلوجة، وهو ما أكده مستشفى الفلوجة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أدى فيه انفجار عبوة ناسفة عند محل لتصليح السيارات عند سوق في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد) إلى سقوط خمسة جرحى.

من جهتها قالت وكالة يونيتد برس إنترناشيونال (يو.بي.آي) إن 16 شخصا جرحوا جراء انفجار آخر استهدف مخبزا بمنطقة التاجي، مشيرة إلى أن الانفجار ألحق أضرارا مادية بعدد من المحال التجارية والمباني السكنية القريبة، في حين سارعت الشرطة إلى إغلاق مكان الحادثين ونقل الجرحى إلى المستشفى.

وفي منطقة الشرقاط (290 كلم شمال بغداد)، قال ضابط في الشرطة إن "ثلاثة من عناصر الصحوة أصيبوا بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة بالتزامن مع مرور دوريتهم"، وأكد مصدر طبي في مستشفى الشرقاط لوكالة الصحافة الفرنسية معالجة الجرحى.

وبالتزامن مع ذلك لقي مسلح حتفه وأصيب آخر اليوم السبت عندما انفجرت عبوة ناسفة كانا يحاولان زرعها شمال مدينة الموصل (405 كلم شمال العاصمة العراقية بغداد).

كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشرطة العراقية قولها إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية آخرون في حادثين منفصلين اليوم السبت في مدينة بعقوبة (57 كلم شمال شرق بغداد).

وبمقتل هؤلاء يرتفع إلى أكثر من 420 قتيلا عدد الذين سقطوا جراء أعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال الأيام الماضية من شهر يونيو/حزيران الحالي، وفقا لحصيلة ضحايا أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.

المصدر : وكالات