مؤتمر يدعو لاحترام التداول السلمي بتونس

دعا المشاركون في مؤتمر "مناهضة العنف والإرهاب" في ختام أعماله الأربعاء بـتونس، إلى احترام التداول السلمي على السلطة وعدمِ مصادرة أي رأي طالما كان التعبير عنه في إطار القانون ومبادئِ الجمهورية، كما حثوا على مناهضة كل أشكال العنف والوقاية منها، وسط غياب مجموعة من الأحزاب منها حزب حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية طرفا الائتلاف الثلاثي الحاكم.

وحث البيان الختامي للمؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية في تونس- والرابطة التونسية للدفاع عن الحقوق والحريات بهدف الخروج بوثيقة إستراتيجية وطنية لمناهضة العنف و"الإرهاب" على إدماج ما سماه "الميثاق الوطني لمقاومة العنف والإرهاب" في جوهر رسالة الأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية.

واعتبرت رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة، وداد بوشماوي، أن التصدي لظاهرة العنف يمر خاصة عبر الوقاية من السلوكيات الغريبة عن المجتمع التونسي وسماحة أهله واعتدالهم، لافتة إلى أن الأمر يستوجب تربية نشء في المدرسة والبيت والجمعيات على القبول بالرأي الآخر.

من جهته أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، أن العنف والإرهاب لن يكونا بديلا عن التنافس السلمي ولا عن الحق في الاختلاف ولا عن الحق في التعبير عن الرأي.

وذكر العباسي أن اللجوء إليهما لإخماد الصوت المخالف وفرض الرأي الأوحد بالقوة يُعد "تعبيرا عن إفلاس الخطاب وفشل قوة المنطق".

تونس تعاني منذ الإطاحة بنظام بن علي يوم 14 يناير/ كانون الثاني من صعود متنام لتيارات توصف بـ"المتشددة" استفادت من مناخ الحرية

انسحاب واحتجاج
وشارك في المؤتمر نحو سبعين حزبا سياسيا وثلاثمائة منظمة من المجتمع المدني، في حين لم توجه الدعوة إلى رابطات حماية الثورة التي توصف بالذراع الميداني للسلطة الحاكمة بدعوى تحريضها على العنف.

وكان حزب حركة النهضة، الذي يقود الائتلاف الحاكم، قد انسحب الثلاثاء إثر احتجاجات اندلعت في قاعة المؤتمر لدى حضور ممثل الحركة نور الدين العرباوي، واتهامات لزعيم الحركة راشد الغنوشي بالتورط في اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد.

وانسحب أيضا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وسادت حالة من الفوضى في القاعة عند حضور رئيس الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح عادل العلمي بدعوى تحريض جمعيته على العنف والفتنة بين التونسيين.

كما احتج  أمس عدد من المشاركين حين علموا أن الرئيس منصف المرزوقي اعتذر عن عدم الحضور احتجاجا على ما مورس في اليوم الأول للمؤتمر من عنف تجاه عدد من الحاضرين.

وفي تعليقه على الأمر، قال رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إن ما يحدث خطير لأنه مرتبط بموضوع الندوة الذي هو مقاومة العنف والإرهاب.

يُذكر أن تونس تعاني منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011 من صعود متنام للتيارات توصف بـ"المتشددة" استفادت من مناخ الحرية الذي يسود البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات