انقسام بواشنطن إزاء تسليح ثوار سوريا

يسود انقسام وسط المسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن تسليح الثوار الذين يقاتلون القوات النظامية السورية، في حين يجتمع مسؤولون غربيون بعد غد السبت مع قيادة الجيش السوري الحر لبحث مده بالسلاح.

واجتمع كبار المستشارين الأمنيين للرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأربعاء لبحث وسائل حث المعارضة المسلحة والنظام السوري على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وبحث إيجابيات وسلبيات تسليح المعارضة.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن المسؤولين الأميركيين مختلفون إزاء ما إذا كان التسليح هو الحل الأمثل، مضيفة أن كثيرا من المسؤولين المقربين من أوباما مختلفون بين داع إلى تسليح المعارضة وداع إلى فرض منطقة حظر جوي في سوريا.

اضغط للدخول إلى صفحة الثورة السورية
اضغط للدخول إلى صفحة الثورة السورية

تصميم على المساعدة
ونسبت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يأملون التوصل خلال أيام إلى اتفاق على سبل مساعدة المعارضة السورية.

من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأربعاء إن المسؤولين الأميركيين اجتمعوا لدراسة أفضل السبل لمساعدة قوات المعارضة السورية، ولكنهم لم يتخذوا أي قرارات جديدة.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيغ "نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا من أجل مساعدة المعارضة كي تكون قادرة على إنقاذ سوريا".

وأضاف أن هناك إجماعا دوليا بشأن أهمية إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا، مضيفا أن بلاده ملتزمة بالحل السياسي في سوريا، وأنها تركز على دعم المعارضة بهدف تغيير المعادلة على الأرض.

وتابع قائلا "لا أحد منتصرا في سوريا على النحو الذي تسير عليه الأمور هناك، فالشعب خاسر وسوريا كدولة خاسرة، وما ظللنا ندفع إليه نحن جميعنا الذين نشارك في هذا الجهد، هو حل سياسي يضع حدا للعنف وينقذ سوريا، ويوقف القتل والدمار لكل البلد".

هيغ (يمين) وكيري بحثا أمس بواشنطن الأزمة السورية (الفرنسية)
هيغ (يمين) وكيري بحثا أمس بواشنطن الأزمة السورية (الفرنسية)

اجتماع غربي
وفي السياق ذاته، قال دبلوماسيون غربيون إن ممثلين عن الدول الغربية سيلتقون السبت مع قائد أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس في شمال تركيا لبحث المساعدات الجديدة المحتملة.

وفي المؤتمر الصحفي مع كيري أمس بواشنطن، حذر هيغ من تداعيات العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري بدعم من إيران وحزب الله، قائلا إنها تضر بجهود التوصل إلى حل سياسي.

وأضاف أن الوضع في سوريا "يتطلب نهجا قويا ومنسقا ومحددا من جانب المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلفائنا في أوروبا والمنطقة".

بيد أن الوزيرين هيغ وكيري أقرا بأن حكومتيهما ليس لديهما جديد حتى الآن كي يعلناه رغم انقضاء أشهر من المحادثات.

تحذير فرنسي
وبدوره أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ضرورة منع تقدم القوات السورية نحو حلب, وحذر من أنه إذا لم يكن هناك توازن على الأرض فإن مؤتمر جنيف2 لن يعقد لأن المعارضة السورية لن تشارك فيه.

وصرح فابيوس للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي بأنه "يجب أن نعمل على تحقيق ذلك (التوازن) لأنه إذا لم تتم استعادة التوازن على الأرض فلن يكون هناك مؤتمر ولن توافق المعارضة على الحضور".

من جانبها انتقدت روسيا ما سمته "تساهل" الغرب إزاء تسليح المعارضة السورية، معتبرة  أن من شأن ذلك تقويض جهود عقد المؤتمر الدولي للسلام بسوريا "جنيف2".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف2".

وأضاف في ختام مباحثاته مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا في ريو دي جانيرو أن موقف المعارضة السورية يشير إلى أنها لن تحضر المؤتمر قبل استعادة التوازن العسكري "لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار فلن يعقد هذا المؤتمر أبدا".

المصدر : وكالات