إسرائيل تتأهب وتستبعد التصعيد بعد الغارات

XAG125 - Haifa, -, ISRAEL : An "Iron Dome" short-range missile defence system is pictured near the northern Israeli city of Haifa on May 5, 2013. Israel carried out a pre-dawn air strike near Damascus, targeting Iranian missiles destined for Lebanon's Hezbollah in the second such raid on Syria in three days, a senior Israeli source said. TOPSHOTS/AFP PHOTO/AHMAD GHARABLI
undefined
استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصعيد بعد الغارات الإسرائيلية على دمشق، على الرغم من إغلاق إسرائيل المجال الجوي على حدودها الشمالية، وتعزيز دفاعاتها الصاروخية هناك، وسط تضارب بشأن علم أميركا المسبق بتلك الغارات، التي أثارت قلق الأمم المتحدة، فيما أبدت إيران استعدادها لتدريب الجيش السوري.

وقبيل توجهه إلى الصين اليوم، قال نتنياهو إن هدفه بالنسبة لإسرائيل هو" ضمان مستقبلها"، وهي عبارة يستخدمها للتحذير من استعداد إسرائيل لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، بالإضافة إلى حرمان حزب الله اللبناني من الحصول على أسلحة متطورة.

وأكد نتنياهو ثقته في أنه لن يكون هناك تصعيد كبير على الرغم من قيام إسرائيل بتعزيز بطاريات صواريخها المضادة للصواريخ في الشمال.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه مثلما حدث بعد هجوم مماثل في نفس المنطقة في يناير/كانون الثاني فإنهم يعتقدون أن الرئيس السوري بشار الأسد "لن يختار دخول معركة مع جارة مسلحة بشكل جيد في الوقت الذي ينشغل فيه في معركة في بلاده من أجل البقاء".

عمليا أغلقت إسرائيل المجال الجوي على حدودها الشمالية أمام الطيران المدني حتى يوم الخميس المقبل، ونشرت مزيداً من الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ في منطقتي حيفا وصفد. كما أصدرت تعليمات بتشديد الإجراءات الأمنية حول سفاراتها في العالم.

وفي واشنطن دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن "حق إسرائيل في منع منظمات إرهابية مثل حزب الله من الحصول على أسلحة"، وقال متحدث باسم البيت الأبيض بعد غارة أمس "تحدث الرئيس مرات كثيرة عن وجهة نظره بأن إسرائيل لها الحق كحكومة ذات سيادة في اتخاذ الإجراءات التي تشعر أنها ضرورية لحماية شعبها".

‪جانب من آثار الغارة الإسرائيلية‬ (رويترز)
‪جانب من آثار الغارة الإسرائيلية‬ (رويترز)

تضارب
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل قد سعت إلى موافقة الولايات المتحدة على الهجوم رغم أن المتحدث باسم البيت الأبيض قال "التنسيق الوثيق بين إدارة الولايات المتحدة متواصل مع الحكومة الإسرائيلية".

من جهته قال المدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية آلون لئيل للجزيرة إن الهجوم الإسرائيلي على مواقع في سوريا "تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة".

 لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول مخابرات أميركي أن واشنطن لم تُبلغ بالغارات قبل وقوعها، "وأنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بهذه الغارات الجوية بعد حدوثها، وتم إخطارها في الوقت الذي كانت القنابل تنفجر فيه".

وأضاف مسؤول المخابرات الأميركي الذي رفض ذكر اسمه أنه" سيكون أمرا عاديا بالنسبة لهم اتخاذ خطوات عدوانية عندما توجد فرصة ما لسقوط بعض أنظمة الأسلحة المتطورة في يد أناس مثل حزب الله"، ولم يستبعد شن هجمات أخرى في المستقبل.

أما هيثم رحمة عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض فقال للجزيرة إن الغارات الإسرائيلية على دمشق "رسالة موجهة لإيران بأن برنامجها النووي يمكن أن يُضرب".

استعداد ومخاوف
وفي طهران أعلن قائد القوات البرية الإيرانية، أحمد رضا بورداستان، استعداد بلاده لتدريب الجيش السوري "إذا طلبت دمشق المساعدة".

وأضاف بورداستان في تصريحات له أمس إن الجيش السوري اكتسب خبرة خلال سنوات الصراع "مع النظام الإسرائيلي المحتل ولديه القدرة على الدفاع عن نفسه دون الحاجة إلى مساعدة خارجية، وكدولة مسلمة وصديقة، نحن نقف بجانب سوريا وإذا كانت هناك حاجة للتدريب، سوف نزود السوريين بالتدريب اللازم"، غير أنه أكد أن إيران لن يكون لها "انخراط نشط" في تلك العمليات. 

وفي إطار ردود الفعل الدولية على الغارات الإسرائيلية، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن "قلقه الشديد" ودعا إلى الهدوء "لتفادي التصعيد" في النزاع السوري.

وبحسب بيان صادر عن المنظمة الدولية أمس، فإن الأمم المتحدة "لا تملك في الوقت الراهن تفاصيل حول هذه الحوادث، ويتعذر عليها تحديد ما حصل بشكل مستقل".

ودعا بان كي مون أيضا "إلى احترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي كل دول المنطقة وتطبيق كل القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي".

وفي وقت لاحق أشارت الأمم المتحدة إلى أن بان أجرى محادثات هاتفية أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وبحثا "المخاطر على أمن المنطقة" جراء التطورات الأخيرة في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات