حملة تفتيش واعتقالات واسعة بمقديشو
قاسم أحمد سهل-مقديشو
بدأت القوات الحكومية الصومالية بمساندة قوات الاتحاد الأفريقي حملة تفتيش واعتقالات واسعة في عدة أحياء من العاصمة الصومالية بحثا عن عناصر من حركة الشباب المجاهدين تتهمهم الحكومة بالوقوف وراء التفجيرات التي وقعت في مقديشو مؤخرا والاغتيالات وإطلاق قذائف هاون.
وقد تم نشر وحدات من القوات المشتركة مساء الاثنين في أحياء ورطيغلي وهولوداج وياخشيد في شمال وجنوب مقديشو، وأغلقت الشوارع والطرق لتشرع في عملية تفتيش في المنازل امتدت حتى ظهر الثلاثاء، واقتادت مئات وجدتهم في المنازل والطرق بالأحياء المستهدفة وتم حشدهم بشكل مؤقت في أماكن محددة.
وقام بعد ذلك عناصر من الجهاز الاستخباري بعملية فرز لهم، وقد أرسل المتهمون بالانتماء إلى حركة الشباب المجاهدين إلى دائرة المباحث الجنائية أو المعتقلات الحكومية بواسطة سيارات للشرطة، فيما أطلق سراح من رأته أجهزة الأمن بأنهم ليسوا على علاقة مع الحركة.
من منزل لآخر
وقد أكد الناطق باسم قوات الاتحاد الأفريقي العقيد علي آدم حمد -الذي عقد مؤتمرا صحفيا في مقديشو الثلاثاء- بدء حملة وصفها بالوطنية للتفتيش من منزل لآخر داخل مقديشو وعلى أطرافها، تشارك في تنفيذها قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الأمن والجيش والاستخبارات الحكومية.
وذكر المتحدث أنه قبل انطلاق الحملة الأمنية التي ستطال كل باب وزقاق في العاصمة، بحسب تعبيره، سبقتها عملية جمع معلومات في الأيام الماضية، وشرح الناطق دوافع هذه الحملة قائلا "عندما فشل المعادون للسلام في تحقيق نصر عسكري لجؤوا في الآونة الأخيرة إلى شن عمليات لبث الرعب في قلوب الشعب وإرباك الحكومة".
وقال آدم حمد إن حركة الشباب نفذت تفجيرات استهدفت مواقع وشخصيات حكومية أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، مضيفا أن ذلك هو السبب وراء اتخاذ قرار القيام بحملة تفتيش واسعة في العاصمة، دون أن يحدد سقفا زمنيا لانتهاء حملة التفتيش هذه، غير أنه أشار إلى أن الأمر مرتبط بمدى نجاح الحملة.
غربلة
ولم تعلق أجهزة الأمن الحكومية بعد على عدد الذين اعتقلوا على مدى اليومين الماضيين، وإن كانت مصادر غير رسمية تؤكد بأن عددهم يتجاوز خمسمائة شخص.
من جانبه وصف طاهر موسى جيسو نائب رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان الصومالي، الحملة الأمنية الجارية بأنها عملية غربلة تهدف إلى العثور على "العناصر التي تعمل على الإخلال بالأمن وتختبئ في الشعب".
وذكر أن أجهزة الأمن الحكومية نفذت مؤخرا عمليات أمنية في الشوارع لتفتيش السيارات، وأنها تطورت الآن إلى القيام بعمليات مماثلة في المنازل.
وقلل من شأن شكاوى البعض من أن العمليات الأمنية تتسبب في تأخر أو غياب الطلاب والتجار عن مواقعهم التعليمية والتجارية، قائلا إن "الغياب عن المدرسة يوما واحدا لا يساوي شيئا في ظل تحقيق أمن ملايين الأشخاص والقبض على المطلوبين".
وأكد جيسو في حديث للجزيرة نت أن الحملة الأمنية الجارية ستسهم بشكل كبير في تقليل الهجمات التفجيرية التي تقوم بها حركة الشباب ضد المواقع الحكومية، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الحملة الأمنية سيتم تنفيذها في العاصمة ثم تنتقل القوات المشتركة إلى المناطق الأخرى للقيام بعمليات مماثلة فيها، بحسب قوله.
وتأتي هذه الحملة بعد أن تعرضت مناطق محيطة بالمقر الرئاسي في مقديشو يوم الاثنين لقصف بقذائف هاون تبنت مسؤوليته حركة الشباب المجاهدين، دون معرفة الخسائر التي خلفتها، ودون أن تعلق الحكومة عليه حتى الآن.
غير أن المتحدث العسكري للشباب المجاهدين الشيخ عبد العزيز أبو مصعب ذكر في حديث للصحافة أنهم قتلوا خمسة جنود من القوات الأفريقية بعشر قذائف هاون استهدفت المقر الرئاسي.