مسيرة بالكويت تندد بسجن البراك

Thousands of Kuwaitis demonstrate in Kuwait City on April 15, 2013, after the lower court sentenced key opposition leader Mussallam al-Barrak to five years in prison for insulting the emir. Around 10,000 people gathered at Barrak's residence southwest of the capital Kuwait City and marched on the nearby central jail, where Barrak could serve his jail term, disrupting traffic at a major highway without any police interference. AFP PHOTO / YASSER AL-ZAYYAT
undefined

عبد الله كابد-الكويت

وسط غياب أمني ودون تدخل من القوات الخاصة في الكويت انتهت المسيرة الحاشدة التي دعت لها الأغلبية المعارضة تضامنا مع النائب المعارض السابق مسلم البراك الذي واجه أمس حكما بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ بتهمة الإساءة للذات الأميرية.

واحتشد الآلاف من المواطنين في مسيرة اتجهت من ديوان البراك نحو السجن المركزي, وندد المشاركون بأحكام القضاء وعدّوها "مسيسة وانتقائية"، ورددوا أناشيد وهتافات تندد بالحكم، منها "يسقط.. يسقط حكم القاضي".

وفي إشارة للتضامن مع مضامين خطاب البراك، أعاد عدد من النواب السابقين الخطاب الذي ألقاه النائب السابق مسلم البراك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في ندوة "كفى عبثا" الذي صدر الحكم بالسجن بشأنه.

‪البراك: الشعب سينتصر على السلطة في نهاية المطاف‬ (رويترز)
‪البراك: الشعب سينتصر على السلطة في نهاية المطاف‬ (رويترز)

المعارضة تتوعد
وقال نائب مجلس 2012 المبطل خالد الطاحوس في كلمته موجها خطابه للسلطة "بعد أن عبثتم بحقوقنا سنعبث بحقوقكم، ومن اليوم يبدأ العمل الميداني".

وفي بيان أصدرته الأغلبية المعارضة تضمن تحديا للسلطة "لن تمنعنا السجون عن النزول للشارع ولا تتأخروا عن أي دعوة للدفاع عن الدستور، وإذا كنت موجودا سأكون معكم وإذا كنت بالمعتقل سأكون معكم بجسدي".

ويرى النائب في مجلس 2012 المبطل خالد شخير أن الأوضاع في الكويت لن تهدأ وأن الحراك الشعبي سيتصاعد, وحذر من إقحام السلطة للقضاء في العمل السياسي.

وأضاف شخير للجزيرة نت أنه يرى أن الأوضاع السياسية في الكويت مقلقة والملفات ستصبح أكثر سخونه في المرحلة المقبلة.

وقد لقي الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات الكويت بسجن البراك استنكارا في أوساط معارضة وحقوقية. حيث طالب مدير الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان الحكومة بتوسيع الحريات والالتزام بما وقعت عليه من اتفاقات دولية في مجال حقوق الإنسان.

وقال محمد الحميدي للجزيرة نت إن الممارسات التي تقوم بها السلطة تنذر بكارثة تتمثل في انتهاك الحقوق والحريات العامة، مستنكرا اتخاذ السلطة سياسة تكميم الأفواه تجاه كل من يحاول التعبير عن رأيه.

كما أصدر عدد من النقابات وجمعيات النفع العام بيانا نددت فيه بالحكم المتجاوز لأبسط الضمانات الأساسية للمتهم والحراك المستحق على إثره، وحذرت الجميع من خطورة النهج غير الديمقراطي للانفراد بالسلطة والقرار.

‪المشاركون في المسيرة عدّوا الحكم مسيسا وانتقائيا‬  (الفرنسية)
‪المشاركون في المسيرة عدّوا الحكم مسيسا وانتقائيا‬ (الفرنسية)

تحذير
وفي أول رد فعل بعد صدور الحكم حذر البراك من عودة الحكم الفردي وقال بأنه آت، ما لم نقف كشعب صفا واحدا في مواجهة مساعي السلطة لذلك، ويجب ألا نسكت لأنه في الغد سيقبضون على كل مواطن إما بحجة الاتفاقية الأمنية الخليجية أو قانون الإعلام الأخير المنتهك للحريات.

وقال البراك للجزيرة نت إنني لم أتبرأ ولن أنكر ما قلته في ساحة الإرادة, وهذا الشعب وهذا الدستور يستحق من يدافع عنه, وفي نهاية المطاف هذا قدرنا ودورنا الذي يجب أن نتحمله أن ندافع عن الدستور.

وختم البراك بأن الشعب الكويتي في نهاية المطاف سينتصر ولن يهزم لسلطة فاسدة تريد تحويل الكويت إلى مشيخة.

وتشهد الساحة السياسية في الكويت منذ أن حل برلمان 2012 توترا متصاعدا بين السلطة والمعارضة، وحالة من الاحتقان السياسي لم تشهد لها البلاد مثيلا, حيث لا تزال الأزمة بين المعارضة والسلطة تلقي بظلالها على المشهد السياسي في الكويت.

وهكذا تدخل الكويت دائرة تصعيد سياسي "وأزمة ثقة" بين المعارضة والسلطة ممثلة بالأسرة الحاكمة لم تعهدها من قبل. حيث كسرت المعارضة السياسية في الكويت خطا أحمر في أسلوب مخاطبتها للقيادة السياسية لم تعهده الكويت في السابق.

ويواجه أكثر من 350 مغردا ونائبا سابقا وناشطا سياسيا معارضا بينهم نساء ونواب سابقون تهما مختلفة تصل بعض أحكامها للسجن سنوات، ولعل أبرز تلك التهم ما يتعلق بالتعرض للذات الأميرية.

المصدر : الجزيرة