جنود أمميون ينسحبون من الجولان
غادر ثمانية جنود من قوات تابعة للأمم المتحدة لمراقبة الحدود في هضبة الجولان السورية (أندوف) موقعهم داخل الأراضي السورية وانتقلوا إلى إسرائيل، وذلك بعد يومين من اختطاف 21 فلبينيا من أفراد القوة من موقعهم بقرية "جملة"، تعثر إطلاق سراحهم بسبب القصف الذي ينفذه الجيش النظامي السوري.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجنود الثمانية شعروا بوجود خطر على حياتهم في حال بقائهم في مواقعهم بالأراضي السورية، وإن انتقالهم إلى إسرائيل تم بالتنسيق بين قوة "أندوف" وإسرائيل.
وقد وصل الجنود الثمانية إلى الشريط الحدودي في هضبة الجولان، حيث كان بانتظارهم قوة من الجيش الإسرائيلي ومندوبون من الأمم المتحدة، لنقلهم إلى معسكر تابع للأمم المتحدة قرب معبر القنيطرة. وأعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن القوة الإسرائيلية لم تدخل إلى الأراضي السورية من أجل نقل جنود "أندوف".
وكانت مجموعة مسلحة اختطفت قبل يومين 21 جنديا فلبينيا من قوات "أندوف" الدولية في الجولان. وهؤلاء هم جزء من فرقة حفظ سلام فلبينية مكونة من 300 فرد، وصلت في أكتوبر/تشرين الأول للانضمام إلى قوات حفظ السلام التي تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجولان الذي أبرم بعد حرب أكتوبر عام 1973.
في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قافلة سيارات الأمم المتحدة التي دخلت الجمعة بلدة جملة السورية لتسلم 21 مراقبا من الفلبين تحتجزهم مجموعة معارضة سورية مسلحة، أجبروا على الانسحاب من هذه البلدة بعد تعرض قرية مجاورة لها لقصف الجيش النظامي.
وكان مدير عمليات حفظ الأمن في الأمم المتحدة هيرفيه لادسوس قد قال في وقت سابق إن بلدة جملة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، من دون أن يوضح ما إذا كان يقصد البلدة بعينها أو محيطها.
وأعرب لادسوس عن الأمل في أن يلتزم الجيش السوري بوقف إطلاق النار بضع ساعات لإفساح المجال أمام إطلاق سراح المراقبين الدوليين التابعين لقوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان.
ومن جهته، طالب "لواء شهداء اليرموك" الذي يحتجز المراقبين في البداية بانسحاب الجيش السوري من منطقة جملة على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار، قبل أن يطالب بتوقف الجيش السوري عن القصف لإتاحة إطلاق سراح المراقبين.
وكان مجلس الأمن قد تبنى بياناً يدين احتجاز العناصر التابعين للأندوف، وطالب بالإفراج عنهم فوراً وضمان أمنهم.
وكان مقاتلو المعارضة السورية عرضوا في وقت مبكر صباح الجمعة إطلاق سراح الفلبينيين المختطفين، إذا استطاعوا تسليمهم إلى الصليب الأحمر، بحسب ما ذكره متحدث باسم الجيش الفلبيني الجمعة.
يذكر أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب عام 1967، ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1973، حيث تراقب قوات تابعة للأمم المتحدة المنطقة الفاصلة.