النظام يقصف داريا ويسعى لاقتحامها

تتعرض مدينة داريا بريف دمشق في سوريا صباح اليوم الاثنين لقصف صاروخي ومدفعي ومحاولة جديدة من قوات النظام لاقتحامها.
 
وقد دخلت المعارك في داريا بين قوات النظام والثوار يومها الـ111، إذ أرسل الجيش النظامي قوات مدعومة بالدبابات والمدرعات وناقلات الجند عبر عدة محاور لاقتحامها تحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف. وقال ناشطون إن قوات النظام لاحقت المدنيين النازحين من داريا حيث تعرض بعضهم للقتل والاعتقال.  
جاء ذلك بعد يوم قالت فيه لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 134 شخصا قتلوا الأحد بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها وحمص ودرعا، فيما قتل حوالي 200 عنصر من الجيش النظامي والجيش الحر في معركة استمرت ثمانية أيام في بلدة خان العسل بريف حلب وانتهت بسيطرة الثوار الأحد على مدرسة الشرطة في البلدة، كما سيطروا على مناطق أخرى بدرعا والرقة.

وقد شهدت الساعات الأخيرة مواجهات بين الجيش الحر والقوات النظامية في أكثر من جبهة، كانت أعنفها في اللاذقية حيث تصدى الجيش الحر لمحاولات النظام اقتحام مناطق عدة فيها.
 
وقصف الجيش النظامي براجمات الصواريخ والمدفعية قرى جبلي الأكراد والتركمان وناحية ربيعة وبلدة حيان. وأضاف ناشطون أن قوات النظام تطوّق قرى ريف اللاذقية.
 
وفي الرقة قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر سيطر على حقل وحاجز الصفيان على الطريق بين السلمية والطبقة في محافظة الرقة الذي كان يستخدم لإمداد مطار الطبقة العسكري، وأضافوا أن مهمة الحاجز كانت قطع الطريق بين حمص والرقة وحماية حقول النفط في المنطقة.

معارك حلب

وقال ناشطون سوريون إن صاروخا باليستيا من نوع سكود سقط على أطراف مدينة منبج بريف حلب. 

وأضاف الناشطون أن القصف جاء بعد زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب للمدينة. وقد تعرضت "منبج" وقرى أخرى في حلب لقصف بصواريخ سكود أكثر من مرة.

ميدانيا أيضا قتل حوالي 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت ثمانية أيام في بلدة خان العسل بريف حلب (شمال) وانتهت بسيطرة الثوار "بشكل شبه كامل" الأحد على مدرسة الشرطة في البلدة، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن الثوار استولوا على المدرسة، في حين أعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن "بين القتلى 120 عنصرا على الأقل من قوات النظام".

وأشار إلى أن المدرسة تمتد على مساحة كبيرة جدا تتعدى ثمانية هكتارات، وأن مسلحي المعارضة سيطروا على المباني الرئيسية، ويواصلون "تمشيط المدرسة حيث لا تزال تسمع طلقات نارية"، وأكد أنه "بذلك، يكون النظام خسر أهم معاقله في ريف حلب الغربي".

من جهتها وثقت شبكة شام سقوط عدد من قذائف المدفعية على حي الجب بمدينة حماة، كما قصفت راجمات الصواريخ مدينة كفرزيتا تزامنا مع اشتباكات عند قريتي تل ملح والجديدة.

أما دير الزور فشهدت قصفا بالمدفعية على معظم أحيائها وسط اشتباكات عنيفة، كما تدور اشتباكات في مدينة الرقة مع سقوط الكثير من القذائف على المدينة وبلدات مجاورة.

وفي محافظة درعا (جنوب البلاد)، أفاد المرصد بسيطرة الثوار على مركز سرية مدفعية في قرية جملة الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتل من إسرائيل، إثر معارك قتل فيها 11 مقاتلا معارضا.

وذكر مصدر عسكري من جهته لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات النظامية "تمكنت من السيطرة على ثماني قرى صغيرة في المنطقة بينها قرية بيت عوان.

دمشق وريفها
في دمشق، سقطت ثلاث قذائف هاون الأحد في محيط مبنى الأركان العامة الذي تعرض قبل أكثر من اسبوعين لإطلاق قذيفتي هاون.

وقال مراسل الجزيرة في ريف دمشق إن الثوار استهدفوا مقر هيئة الأركان ونادي الضباط في دمشق بعدة صواريخ محلية الصنع، وإن الثوار تقدموا أكثر باتجاه ساحة العباسيين.

وأكد مجلس قيادة الثورة في دمشق أن الجيش الحر ضرب آخر معاقل الشبيحة في مدخل العاصمة من جهة المتحلق الجنوبي، وأسر عددا منهم، في حين تدور اشتباكات في محيط أحياء جوبر ومخيم اليرموك، كما سيطر الثوار على حواجز عسكرية في بلدة معربا.

وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن قذيفتي هاون سقطتا على المنطقة الحرة بمنطقة الجمارك في دمشق وأسفرتا عن أضرار مادية دون سقوط ضحايا بشرية. وتقع المنطقة الحرة قرب مجمع أمني ضخم يعتقد أنه كان الهدف من الهجوم، وكان هدفا الأربعاء الماضي لخمس قذائف هاون.

وفي الأثناء، قالت شبكة شام إن الجيش النظامي قصف وادي اليرموك وبلدات الدمينة وتسيل وأحياء درعا البلد، وأضافت أن قوات النظام تشن حملة عسكرية كبيرة على بلدات خربة غزالة ومعربا والقصير وتسيل والشجرة وجملة ووادي اليرموك.

وتمكن الجيش الحر من تحرير سرية الهاون في بلدة جملة بدرعا، كما أعلن الثوار مقتل قائد الشرطة العسكرية بدرعا العقيد دانيال العنيد.

تعزيزات عسكرية
وفي تطور آخر قال المجلس الوطني السوري المعارض إن نظام الرئيس بشار الأسد أرسل تعزيزات عسكرية إلى حمص في محاولة للسيطرة عليها.

وأكد المجلس أن حزب الله اللبناني عزز أيضا وجوده العسكري قرب مدينة القصير على الحدود مع لبنان.

وقد أكدت شبكة شام تعرض قرى جبل التركمان وجبل الأكراد لقصف عنيف من الطيران المروحي وراجمات الصواريخ والمدفعية، وقالت إن الثوار تصدوا لقوات النظام وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي.

كما تحدثت الشبكة عن قصف راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لأحياء حمص المحاصرة وسط اشتباكات عنيفة على كل المحاور بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة.

وأكدت أيضا تجدد القصف على مدن وبلدات تلبيسة والرستن والغنطو والحولة والغرناطة والزعفرانة والدار الكبيرة وتير معلة وعز الدين وتلول الحمر والقصير وريفها.

المصدر : الجزيرة + وكالات