نجاة حوثي مشارك بالحوار من الاغتيال بصنعاء

منصة رئاسة مؤتمر الحوار اليمني ويظهر ممثل جماعة الحوثي صالح هبرة الثالث من يسار الصورة
undefined

عبده عايش-صنعاء

أثار حادث إطلاق النار الذي تعرض له أحد ممثلي جماعة الحوثيين بمؤتمر الحوار ظهر السبت في العاصمة اليمنية صنعاء، قلقا كبيرا على حياة المشاركين في الحوار، واحتمال حدوث اختراقات أمنية، في وقت استنفرت الداخلية اليمنية أجهزتها ونشرت ستين ألف جندي لتوفير الحماية للمتحاورين.

ونجا ممثل الحوثيين بمؤتمر الحوار عبد الواحد ناجي أبو راس من محافظة الجوف، من الاغتيال وقتل ثلاثة من مرافقيه، إثر إطلاق مسلحين النار على سيارته في شارع النصر بصنعاء، في أعقاب خروجه من مقر مؤتمر الحوار في فندق موفنبيك قرب السفارة الأميركية.

وندد أعضاء مؤتمر الحوار بمحاولة اغتيال أبو راس، وعبروا عن خشيتهم من قيام قوى رافضة للحوار الوطني بافتعال حوادث أمنية وتنفيذ اغتيالات قد تشمل ممثلين لقوى الحراك الجنوبي، ضمن سعيها لإعاقة الحوار وتفجير الأوضاع في البلد.

من جانبه أعلن أمين عام حزب الإصلاح ونائب رئيس مؤتمر الحوار باليمن عبد الوهاب الآنسي، خلال ترؤسه جلسة بعد ظهر اليوم، عن إدانته وأعضاء المؤتمر لما أسماه الاعتداء الإجرامي الذي استهدف أحد ممثلي الحوثيين، وطالب الأجهزة الأمنية بسرعة التحقيق وضبط المتهمين وإحالتهم للقضاء.

هذا بينما قال مكتب زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن حادثة محاولة اغتيال أبو راس تعد "خطوة إجرامية تثبت مدى هيمنة القوى العسكرية التقليدية على العاصمة صنعاء"، وأشار إلى أن كمينا نصب لممثل الحوثيين في جولة سعوان بجوار نقطة أمنية.

وحملت الجماعة السلطة المسؤولية الكاملة عن الحادثة، واعتبرت أنها تمثل استهدافا لمؤتمر الحوار الوطني باليمن، وتهديدا مباشرا لأعضائه، ورأت أن الحادث يأتي نتيجة التحريض المستمر ضد الحوثيين.

وطالب الحوثي السلطة بتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية ممثليهم بمؤتمر الحوار وكافة المشاركين، كما دعا إلى "إخلاء العاصمة صنعاء من المليشيات المسلحة". وأكد أن "الاعتداء الإجرامي لن يدفعنا سوى إلى المزيد من التمسك بخيار الشراكة الوطنية وتحقيق أهداف الثورة الشعبية السلمية".

علي البخيتي طالب هادي بحماية أعضاء المؤتمر والتحقيق في الحادث (الجزيرة نت)
علي البخيتي طالب هادي بحماية أعضاء المؤتمر والتحقيق في الحادث (الجزيرة نت)

رسالة لهادي
من جانبه اعتبر عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثيين علي البخيتي في حديث للجزيرة نت أن محاولة اغتيال عبد الواحد أبو راس بقدر ما تستهدف مؤتمر الحوار، فإنها تعد رسالة موجهة للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي الذي تعهد بحماية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني.

واعتبر البخيتي أن أطرافا وقوى عسكرية أزعجها تواجد الحوثيين في صنعاء ومشاركتهم بالحوار، وخاصة وصول رئيس المكتب السياسي للجماعة صالح هبرة إلى العاصمة واختياره نائبا لرئيس مؤتمر الحوار مع قادة سياسيين آخرين.

واستغرب أن تحدث محاولة الاغتيال قرب السفارة الأميركية المحاطة بنقاط أمنية مشددة، وطالب الرئيس هادي بحماية أعضاء مؤتمر الحوار وبالتحقيق مع مسوؤلي الأمن ووزارة الداخلية عن الحادثة.

ورأى المحلل السياسي عبد الحميد المساجدي في حديث للجزيرة نت أن استهداف أحد ممثلي مكون جماعة الحوثيين بمؤتمر الحوار ومقتل ثلاثة من مرافقيه يعكس عدم قدرة الحكومة على ضبط الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء، رغم تنفيذ خطة أمنية واسعة لحماية المتحاورين عبر ضبط المسلحين ومصادرة الأسلحة.

ويعتقد المساجدي أن استهداف ممثل لجماعة الحوثيين، قد يكون استهدافا لمؤتمر الحوار نفسه من قبل بعض القوى السياسية التي لا ترغب في نجاح الحوار ولا ترغب في حدوث أي توافق سياسي ومجتمعي في البلاد.

المصدر : الجزيرة