وفاة تونسي أحرق نفسه بسبب البطالة

The body of a jobless young Tunisian man, who set himself on fire, is seen at the main street of the capital Tunis in this March 12, 2013 file photo. Protests and strikes planned in Tunisia over the next few weeks will test the government's ability to repair its shaky finances - and may affect its efforts to secure a $1.78 billion loan from the International Monetary Fund. Last week authorities raised most fuel prices for the second time in six months, lifting petrol prices at the pump by 6.8 percent. Taxes on alcohol increased this month, and several weeks ago the state-controlled milk price rose. To match Mideast Money TUNISIA-SUBSIDIES/ REUTERS/Stringer/Files (TUNISIA - Tags: CIVIL UNREST) TEMPLATE OUT
undefined

توفي فجر اليوم الأربعاء شاب تونسي عاطل عن العمل أحرق نفسه أمس الثلاثاء في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بقلب العاصمة تونس، احتجاجا على البطالة والمضايقات التي يتعرض لها الباعة المتجولون من قبل أعوان الشرطة.

وقال المدير العام لمستشفى الإصابات والحروق البليغة في ولاية بن عروس (جنوب العاصمة) عماد الطويبي، "توفي الشاب عند الساعة 5.30 (4.30 بتوقيت غرينيتش) من اليوم الأربعاء متأثرا بحروقه البليغة".

ويدعى الشاب المتوفى عادل الخذري (27 عاما) وهو من منطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة (شمال غرب).

وصباح الثلاثاء أضرم الخذري في نفسه النار بعد أن سكب البنزين على نفسه أمام مقر المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس، في حادثة تعيد إلى الأذهان رمز الثورة التونسية محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه ليفجر ثورة في تونس تبعتها دول عربية أخرى قبل عامين فيما بات يعرف بـ"الربيع العربي".

وقال شهود عيان إن الشاب قال عندما أضرم في نفسه النار "هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة (..) الله أكبر".

ينتشر في العاصمة تونس مئات من الباعة المتجولين الذين ينشطون في بيع سلع مستوردة من الصين وخضر وغلال وسجائر، ويطالب هؤلاء السلطات بتخصيص سوق منظمة لهم وسط العاصمة

وتعتبر البطالة وغلاء الأسعار من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة بقيادة علي العريّض والتي حصلت اليوم الأربعاء على ثقة المجلس التأسيسي. وتصل معدلات البطالة في تونس إلى حوالي 17%، وأغلب العاطلين من حملة الشهادات.

وأثارت كتلة اللهب الكبيرة التي انبعثت من الشاب المحترق هلع المارة وسائقي السيارات الذين سارع بعضهم وسط الصراخ إلى إطفاء النيران باستعمال ملابسهم. وأصيب الخذري بحروق بليغة على مستوى الظهر وخلف الرأس حسبما أعلن جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) أمس الثلاثاء.

وقال الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) منجي القاضي إن الشاب الذي نقل إلى مستشفى الحروق البليغة "أصيب بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الظهر وخلف الرأس".

ونقلت إذاعة "كلمة" التونسية الخاصة أمس الثلاثاء عن خال الشاب أن الأخير يعاني من مرض في المعدة، وأنه طلب منذ أكثر من عام من السلطات منحه بطاقة علاج مجاني لتلقي العلاج في مستشفى حكومي إلا أنه لا يزال ينتظر الرد.

وأضاف الخال أن الشاب يعمل بائعا للسجائر في العاصمة تونس، وقرر التوجه الثلاثاء إلى وزارة الداخلية بهدف إيجاد حل لمشكلته.

وبحسب وكالة الأنباء التونسية فإن الخذري "تمت مضايقته في الفترة الأخيرة من قبل أعوان الشرطة الذين يقومون بحملة ضد الباعة المتجولين وباعة السجائر".

وينتشر في العاصمة تونس مئات من الباعة المتجولين الذين ينشطون في بيع سلع مستوردة من الصين وخضر وغلال وسجائر. ويطالب نحو خمسمائة بائع متجول السلطات بتخصيص سوق منظم لهم وسط العاصمة تونس. وفي 2012 تظاهرت أعداد من هؤلاء أمام مقر الحكومة للمطالبة بتلبية مطالبهم.

يشار إلى أن شرارة الثورة التونسية انطلقت عندما أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2011 بمركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها.

المصدر : وكالات