صاروخ على عسقلان وعباس ينتقد إسرائيل

HB023 - HEBRON, WEST BANK, - : Israeli security forces shoot tear gas canisters as they chase Palestinian protestors during clashes near the Israeli checkpoint in the West Bank town of Hebron on February 25, 2013, following the funeral of a Palestinian man who died in an Israeli prison. Thousands of angry mourners attended the West Bank funeral of Arafat Jaradat who the Palestinians say was tortured to death in an Israeli jail, as masked militants vowed to take revenge. TOPSHOTS/AFP PHOTO/HAZEM BADER
undefined

قالت الشرطة الإسرائيلية إن صاروخا أطلق من قطاع غزة وانفجر خلال ساعات الصباح الأولى قرب مدينة عسقلان جنوب إسرائيل. ويأتي ذلك بعد وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية، الأمر الذي دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اتخاذ إجراءات واتهام إسرائيل بجر البلاد إلى الفوضى.

وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن الانفجار ألحق أضرارا مادية طفيفة دون إحداث أي إصابات، وقالت إن إطلاق الصاروخ يعد الأول من نوعه منذ العملية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في نهاية العام الماضي في غزة، ولم يعلن أي نشطاء في غزة مسؤوليتهم بشكل فوري عن الهجوم.

وكان أربعة فلسطينيين قتلوا وأصيب قرابة 80 آخرين في حوادث إطلاق نار إسرائيلية تعتبرها الفصائل الفلسطينية خرقا لاتفاق التهدئة الذي بدأ سريانه يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي برعاية مصرية.

‪عباس اتهم إسرائيل بجر البلاد نحو الفوضى‬ (رويترز)
‪عباس اتهم إسرائيل بجر البلاد نحو الفوضى‬ (رويترز)

إجراءات
وعقب تصعيد الاحتجاجات في الضفة الغربية على خلفية وفاة الأسير عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية يوم السبت الماضي، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعات أمس الاثنين مع قادة الأجهزة الأمنية، واتهم تل أبيب بجر البلاد للفوضى.

ونسب مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب إلى وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) قولها إن قرارات وإجراءات اتخذت في الاجتماعات الأمنية لحفظ الأمن في الأراضي الفلسطينية.

وحسب الوكالة، فإن عباس استمع لشرح من قادة الأمن بشأن الأوضاع الأمنية بالأراضي الفلسطينية والجهود المبذولة لضمان أمن الشعب الفلسطيني، و"أعطى تعليماته بحفظ أمن وأمان الوطن".

واتهم الرئيس الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي بما وصفه بتوتير الأوضاع وجر المنطقة إلى مربع الفوضى، لافتا إلى أن "السياسة الأمنية الفلسطينية أثبتت نجاحها في عدم الانجرار وراء سياسات الاحتلال والحفاظ على أمن ومصالح شعبنا". 

وأفاد المراسل بأن تصريح الرئيس الفلسطيني تزامن مع ظهور مسلح لعناصر كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، خلال تشييع جثمان الشهيد عرفات جرادات في بلدة سعير شمال شرق مدينة الخليل، وبيان لها حث على مقاومة الاحتلال.

وشارك آلاف الأشخاص أمس الاثنين في جنازة جرادات في أجواء من التوتر الشديد وسط هتافات تدعو إلى الثأر.

‪عنصران من كتائب الأقصى في جنازة الشهيد عرفات جرادات‬  (الجزيرة)
‪عنصران من كتائب الأقصى في جنازة الشهيد عرفات جرادات‬  (الجزيرة)

ردود محلية
وكان أسرى حركة فتح دعوا الجماهير الفلسطينية إلى مواصلة التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي "حتى لجمه عن أفعاله" في حين اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقاومة المسلحة الخيار الأمثل للرد على جرائم الاحتلال.

وناشد الأسرى كل الجماهير "عدم وقف الهبة الجماهيرية المشرفة بل تصعيدها أكثر فأكثر لأن الاحتلال لا يفهم لغة المفاوضات الهادئة حتى ننال حريتنا ونوقف جرائم الاحتلال العنصرية ضدنا"، مطالبين -في بيان من داخل السجون وزعه نادي الأسير الفلسطيني- القيادة الفلسطينية بدعم الهبة الجماهيرية الشعبية والغليان السائد في الشارع الفلسطيني.

ومن جهتها قالت حركة حماس -في بيان لها نشره المكتب الإعلامي للحركة في الذكرى السنوية التاسع عشرة لمجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل- إن "السبيل الأمثل للرّد على جرائم العدو الصهيوني وقطعان مغتصبيه هو التكاتف صفاً واحداً لتحقيق مصالحة وطنية شاملة خلف برنامج نضالي موحّد على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية".

‪تأهب للشرطة الإسرائيلية عقب سقوط صاروخ من غزة صباح اليوم الثلاثاء‬ (الفرنسية)
‪تأهب للشرطة الإسرائيلية عقب سقوط صاروخ من غزة صباح اليوم الثلاثاء‬ (الفرنسية)

مواقف دولية
وكانت الأمم المتحدة قد دعت إلى فتح تحقيق مستقل لكشف ملابسات استشهاد الأسير جرادات، محذرة من اندلاع موجات عنف جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وطالب منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري أمس إثر تشاوره مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض بإجراء "تحقيق محايد لكشف ملابسات وفاة جرادات الذي توفي السبت في سجن إسرائيلي"، والذي تؤكد السلطة الفلسطينية أنه استشهد نتيجة "أعمال تعذيب".

وعلى الصعيد الإسرائيلي، دعا مسؤولون السلطة الفلسطينية إلى السيطرة على المتظاهرين الفلسطينيين. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "تتوقع إسرائيل من السلطة الفلسطينية أن تتصرف بمسؤولية وتمنع التحريض والعنف اللذين لن يؤديا إلا لتفاقم الوضع الحالي في نهاية المطاف.. العنف لا يقدم حلا".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية من جهتها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى اليوم مشاورات أمنية مع المسؤولين الأمنيين بهدف احتواء الموقف على الساحة الفلسطينية.

من جانبها دعت الولايات المتحدة على لسان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يدعى باتريك فانتريل إلى الهدوء، وقال ""نريد أن نوجه بذلك رسالة واضحة جدا إلى الطرفين مفادها أننا ندعو إلى ضبط النفس".

المصدر : الجزيرة + وكالات