سلفيو تونس يرفضون اتهامهم باغتيال بلعيد

Tunisian demonstrators gather at the site where Tunisian opposition leader Chokri Belaid was assassinated in Tunis, during an anti-government protest on February 26, 2013. Radical Salafist Muslims murdered Belaid, with four suspects arrested and the killer identified but still on the run, Interior Minister Ali Larayedh said. AFP PHOTO / FETHI BELAID
undefined

رفض حزب وناشطون سلفيون بتونس الثلاثاء اتهام عناصر سلفية بالضلوع في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد, وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية عن تعرّف هوية القاتل واعتقال شركاء مفترضين له, بينما هدد حزب القتيل بتدويل القضية.

وقال حزب الأصالة السلفي في بيان وقعه أمينه العام مولدي علي مجاهد إنه "يجزم بأنه لا يمكن لأي سلفي أو مسلم أن يرتكب مثل هذه الحماقة، حتى وإن كان المقبوض عليه ملتحيا ويلبس قميصا فوق الكعبين". وأضاف أن "السلفيين لن يكونوا الضحية لحسابات سياسية قذرة، وأن التيار السلفي بريء من دم شكري بلعيد.

وكان وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة علي العريّض أعلن قبل ذلك أن القاتل الذي تجري ملاحقته وأربعة موقوفين يشتبه بأنهم كانوا شركاء له في العملية ينتمون إلى تيار متشدد دينيا دون أن يثبت انتماؤهم إلى تنظيم بعينه.

وبصورة متزامنة نفت الصفحة الإلكترونية لشيوخ السلفية في تونس علاقة التيار السلفي الجهادي بحادثة الاغتيال التي وقعت في السادس من هذا الشهر أمام منزل بلعيد.

وقالت إن التيار السلفي لو كان يريد الانتقام من أحد لكان العريّض أولى بالانتقام حيث قُتل في عهده 16 من السلفيين في أحداث السفارة الأميركية منتصف سبتمبر/أيلول الماضي, وفي أحداث أخرى سابقة ولاحقة حسب ما ورد فيها.

وحسب تعبير الصفحة نفسها, فإن المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين اليساري المعارض "جزء من مؤامرة عظيمة, والجزاء منها هو كرسي الحكم والسلطة".

ملابسات الاغتيال
وكان وزير الداخلية في الحكومة التونسية المستقيلة قال في مؤتمر صحفي بوزارة الداخلية إن الأبحاث التي عهد بها القضاء إلى فرقة مقاومة الإجرام خلصت إلى تعرّف هوية القاتل الذي تلاحقه الشرطة, وإيقاف أربعة شبان تونسيين تتراوح أعمارهم بين 26 و34 عاما, مؤكدا في الأثناء عدم ثبوت تورط أي طرف أجنبي حتى الآن.

وأضاف أن أحد الموقوفين اعترف أثناء التحقيق بتنقله يوم الجريمة إلى محيط العمارة السكنية في ضاحية المنزه السادس بصحبة القاتل الذي أطلق الرصاص على بلعيد ثم فرا معا. وقتل بلعيد برصاصات عدة على بعد مسافة قريبة صباح السادس من الشهر الجاري عندما كان يهمّ بمغادرة منزله في سيارة.

‪العريّض نفى وجود معلومات عن‬ (الأوروبية)
‪العريّض نفى وجود معلومات عن‬ (الأوروبية)

وقال العريض إن الأبحاث كشفت أن المجموعة المشتبه بها رصدت محيط منزل بلعيد في نفس التوقيت الذي حدث فيه الاغتيال أي الثامنة صباحا, وإن أحد الموقوفين اتُّهم بعد الثورة بالانخراط في عصابة إجرامية.

وقال أيضا إنه تم التعرف على وسائل الرصد التي استخدمت في العملية. وكانت تقارير ذكرت أن شخصا سهل للقاتل الفرار على متن دراجة نارية.

وأضاف أن كشف ملابسات الحادثة يعزز ثقة المواطنين في الأمن والقضاء, ودعا التونسيين إلى التوحد حول أهداف الثورة ومؤسسات الدولة لمجابهة التهديدات الداخلية والخارجية. في السياق، قال العريّض إنه ليس لوزارته معلومات عن مخططات لاغتيال شخصيات سياسية أخرى، لكنه دعا إلى توخي اليقظة.

تهديد بالتدويل
في الأثناء, قال النائب في المجلس الوطني التأسيسي (الجمعية التأسيسية) منجي الرحوي عن حزب الوطنيين الديمقراطيين -الذي كان بلعيد منسقه العام- إن الحزب يسعى في ضوء ما توفر له من معلومات إلى رفع القضية إلى القضاء الدولي.

وكان عدد من أعضاء فريق الدفاع في قضية بلعيد لوحوا عقب اغتياله بتدويل القضية, وقال بعضهم إنهم لا يثقون لا في القضاء ولا في الأمن التونسيين.

من جهتها, دعت حركة النهضة اليوم إلى تسليط أشد عقوبة على الضالعين في اغتيال شكري بلعيد, وقالت إنها ستقاضي كل من اتهمها بالتورط في الجريمة.

ودانت الحركة مجددا في بيان اغتيال بلعيد, ودعت القوى السياسية وأنصار الثورة إلى التضامن, كما دعت الشباب التونسي إلى التزام الوسطية.

المصدر : الجزيرة + وكالات