جرحى في الضفة بتشييع الشهيد جرادات

هتافات منددة بالاحتلال خلال تشييع الجثمان
undefined
أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم الاثنين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المدمع خلال المواجهات التي نشبت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة مناطق بالضفة الغربية، وذلك إثر تشييع جنازة عرفات جرادات الذي استشهد في سجن مجدو شمال إسرائيل.

ووفقا لمراسل الجزيرة نت عوض الرجوب، فقد سجلت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إصابتين بالرصاص الحي، و12 إصابة بالرصاص المطاطي، و38 حالة إغماء نتيجة استنشاق الغاز المدمع، إحداها لأم حامل نقلت إلى المستشفى قرب سجن عوفر الإسرائيلي غرب مدينة رام الله.

ووفق مصادر الجمعية فإن مواطنيْن أصيبا بالرصاص المطاطي وأربعة آخرين أصيبوا بالغاز المدمع في مدينة طولكرم شمال الضفة، دون أن تسجل إصابات في باقي المناطق.

وشهدت مدينة الخليل جنوب الضفة منذ الصباح، تعزيزات عسكرية كثيفة في مختلف المحاور. كما اندلعت مواجهات متقطعة مع جنود الاحتلال، خاصة وسط المدينة.

واستقبل عدد من المسلحين الملثمين من كتائب الأقصى -الجناح العسكري لحركة فتح- بالرصاص الكثيف، جثمان الشهيد جرادات لحظة وصوله إلى منزله في بلدة سعير حيث شيع من هناك في مشهد فريد منذ سنوات، وضمن موكب عسكري وجماهيري ضخم حيث ردد المشيعون هتافات تدعو للانتقام من الاحتلال والإفراج عن جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية.

ونُقل جثمان الشهيد حرادات على متن سيارة عسكرية بمرافقة رجال أمن فلسطينيين من مستشفى الأهلي في الخليل، ووصلت الجنازة إلى مسقط رأسه في بلدة سعير شمال الخليل حيث دفن في مقبرة البلدة.

‪الشهيد جرادات محمولا على الأكتاف‬ (الجزيرة)
‪الشهيد جرادات محمولا على الأكتاف‬ (الجزيرة)

اتهامات وتعزيزات للاحتلال
وخلال جنازة الشهيد جرادات، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي -وهو من سعير أيضا- العالم بإنقاذ ما تبقى من الأسرى الفلسطينيين قبل أن يعودوا إلى ذويهم في توابيت. كما توجه إلى الولايات المتحدة داعيا إياها لوقف انحيازها إلى إسرائيل ووقف جرائمها.

من جهته اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجانب الإسرائيلي بأنه يريد الفوضى عبر قتل الأطفال، مضيفا أن قضية استشهاد الأسير عرفات جرادات "لا يمكن أن تمر ببساطة" وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

وعزز جيش الاحتلال وجوده في أرجاء الضفة الغربية، ونشر حواجز عسكرية ودوريات راجلة في مناطق التماس، وبررت إسرائيل إجراءاتها بالخشية من فقدان السيطرة وانتشار المواجهات والاحتجاجات بعد تشييع الجنازة.

ودعا مسؤولون إسرائيليون السلطة الفلسطينية إلى السيطرة على المتظاهرين الفلسطينيين. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "تتوقع إسرائيل من السلطة الفلسطينية أن تتصرف بمسؤولية وتمنع التحريض والعنف اللذين لن يؤديا إلا إلى تفاقم الوضع الحالي في نهاية المطاف.. العنف لا يقدم حلا".

وفي غزة خرجت مسيرات حاشدة في مدينتي خان يونس ورفح إثر استشهاد جرادات، وحمل المشاركون شعارات ولافتات منددة بالاحتلال وممارساته ضد الأسرى في السجون الإسرائيلية، مطالبين المقاومة بأسر جنود ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

وكان وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع قال إن تقرير مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني في جامعة القدس الدكتور صابر العالول -الذي شارك في عملية التشريح بمعهد الطب العدلي الإسرائيلي- والذي صدر السبت، يؤكد وجود إصابات وكدمات وآثار تعذيب على مناطق مختلفة من ظهر وبطن الشهيد ووجهه.

في المقابل قالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن الجثة لم يكن عليها أي علامات مرئية باستثناء علامات الإنعاش وخدش صغير. وأشارت في بيان إلى أن "النتائج الأولية لا يمكن أن تحدد سبب الوفاة"، وأوضحت أنه لا يمكن معرفة سبب الوفاة قبل تسلم التقارير المجهرية وتقارير علم السموم.

المصدر : الجزيرة + وكالات