قصف بحلب واتهام للمعارضة باستهداف مواقع للكيميائي

قتل نحو خمسين شخصا نتيجة القصف الذي يستهدف حلب شمالي سوريا باستخدام البراميل المتفجرة لليوم الحادي عشر على التوالي. واتهمت وزارة الخارجية السورية مسلحي المعارضة بمهاجمة عدد من مواقع وجود الأسلحة الكيميائية.

وقال مراسل الجزيرة في حلب إن قوات النظام استهدف أمس الثلاثاء مبنىً سكنياً في حي السكري يتجمع فيه نازحون ودمَّرته بشكل كامل، مما تسبب في مقتل نحو خمسين شخصا وإصابة 150 آخرين، بينما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض لصعوبة انتشالهم.

ونشر نشطاء المعارضة لقطات فيديو تظهر رجالا يغطيهم الغبار يحاولون إنقاذ أشخاص دفنوا تحت الأنقاض في جنوب شرق حلب.

وقصف الطيران الحربي بالقنابل الفراغية حي الأنصاري في حلب، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين، حسب ما أفاد به ناشطون ذكروا أيضا أن اشتباكات عنيفة دارت  في منطقة النقارين شرقي حلب، وسط قصف متبادل بالقذائف.

في المقابل، برر مصدر أمني سوري قصف قوات النظام لحلب بأنه يستهدف مواقع من وصفهم بالإرهابيين في حلب، مشيرا إلى أن عمليات الجيش مستمرة لدحرهم "وتخليص حلب من براثنهم".

وأضاف أن الغارات الجوية تستهدف أماكن "تمركز العصابات الإرهابية في حلب.. نحن لا نستهدف أي منطقة إلا عندما نكون متأكدين 100% أن الموجودين في المقر هم إرهابيون".

دمشق وواشنطن
وفي رد على الانتقادات الأميركية على هذه الغارات، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "البيت الأبيض تعامى عن جرائم الإرهابيين عندما دان ما سماها هجمات الحكومة السورية بلا تمييز على مدينة حلب". وذكّرت سانا واشنطن "بكيفية مواجهتها الإرهاب في أفغانستان"، وانتقدت صمتها عن "المجازر" التي ترتكبها قوات المعارضة في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات التي شنتها قوات النظام لا سيما باستخدام البراميل المتفجرة المحشوة بأطنان من مادة "تي.أن.تي" منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري وحتى يوم الاثنين، أسفرت عن مقتل 364 شخصا، بينهم أكثر من مائة طفل، حيث كانت الطائرات تسقط براميل محملة بالمتفجرات في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

اضغط لدخول صفحة الثورة في سوريا
اضغط لدخول صفحة الثورة في سوريا

ودعا المرصد المجتمع الدولي والأمم المتحدة "وكل من لديه بقايا من الضمير الإنساني، إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل وقف هذا القتل العشوائي بحق المدنيين".

واعتبر أنه في غياب مثل هذا التحرك سيُعتبر الأطراف المعنيون "شركاء في المجازر التي ترتكب بشكل يومي".

من جانب آخر قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش الحر وقوات النظام قرب جسر مورك بريف حماة الشمالي. كما قصفت قوات النظام بالطيران الحربي مدينة كفر زيتا، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وتدمير بعض المباني السكنية.

وأفاد ناشطون سوريون بن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدتي النعيمة وجاسم في درعا، وذكروا أن سبعة من جنود النظام قتلوا في مواجهات مع الجيش الحر بحي السد.

وفي حمص استهدف قصف بقذائف المدفعية والدبابات أحياء حمص القديمة، كما شهدت مدينة قلعة الحصن في ريف حمص قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، حسب ناشطين.

أسلحة كيميائية
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية السورية أن مجموعات مسلّحة هاجمت مواقع وجود أسلحة كيميائية، واتهمت دولاً داعمة للمعارضة بتسريب معلومات حول الأسلحة الكيميائية إلى مجموعات مسلّحة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إنه بتاريخ 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري "قامت المجموعات الإرهابية المسلّحة بالهجوم على أحد المواقع في المنطقة الوسطى بأعداد كبيرة وأرتال من العربات مزوّدة برشاشات ثقيلة بغية احتلاله وتدميره، إلا أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم الغادر وإفشاله".

وذكر المصدر أن المجموعات التابعة للواء الإسلام وجبهة النصرة هاجمت أيضا أحد المواقع في ريف دمشق وحاولت اقتحامه بسيارة مدرّعة محمّلة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلا أن عناصر حماية الموقع تصدوا لهذا الهجوم وفجّروا السيارة المفخّخة قبل دخولها الموقع مما أحدث انفجاراً هائلاً فيه وتسبب في سقوط أربعة قتلى و28 جريحاً.

وأشار إلى "الدور الخطير واللامسؤول لبعض الدول التي تتواصل مع المسلحين وتنقل إليهم المعلومات المتعلقة بمحتويات هذه المواقع من المواد الخطيرة والتوجهات الجارية لنقلها الى خارج سوريا، وتشجيع الإرهابيين على مهاجمتها وتسريب هذه الدول للمعلومات التي تتصف بالسرية الكاملة في إطار العمل الدولي المسؤول". 

المصدر : الجزيرة + وكالات