إطلاق نار بطرابلس الغرب وانفلات أمني ببنغازي

People gather in the street after a bomb, planted by unknown attackers, exploded outside the north courthouse in Benghazi, Libya, 28 July 2013. Initial reports state that ten people were injured in the blast and have been taken to

undefined

قال مراسلون لوكالة رويترز للأخبار إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار كثيف ونيران أسلحة مضادة للطائرات في وقت مبكر اليوم الثلاثاء في منطقة سوق الجمعة بالعاصمة الليبية طرابلس، وهي المنطقة التي كانت مركزا للمقاومة ضد الرئيس الراحل العقيد معمر القذافي بعد امتداد الثورة ضده من الشرق ووصولها إلى العاصمة.

وقال المراسلون أيضا إن دوي إطلاق النار استمر بشكل مسموع حوالي ثلاث ساعات، ونقلوا عن مصدر بمليشيا لها روابط بالحكومة أن قتالا نشب بين مليشيات بمنطقة سوق الجمعة بشرق طرابلس، بدون ذكر مزيد من التفاصيل. وأظهرت صفحة على فيسبوك سيارتين محترقتين قالت إنهما من موقع الاشتباكات، إلا أن وكالة رويترز لم تتمكن من التحقق من صحة الصور.

وقد أجرت الوكالة اتصالا بمسؤول بوزارة الداخلية، لكنه نفى أن يكون لديه أي معلومات بشأن إطلاق النار، بينما امتنع مسؤول بوزارة الدفاع عن التعقيب. يُذكر أن ليبيا العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تواجه منذ الإطاحة بالقذافي حالة من الفوضى والانفلات الأمني وانتشار سلاح المليشيات الذي لم تتمكن الدولة إلى الآن من السيطرة عليه، الأمر الذي أثار مخاوف المراقبين والمهتمين بالشأن الليبي على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وفي بنغازي بشرق البلاد، قال سكان إن عشرات الأشخاص تظاهروا في وقت متأخر يوم الاثنين احتجاجا على ظاهرة الاغتيالات والتفجيرات واستهداف ضباط الجيش والشرطة وتدهور الوضع الأمني، وأحرق المحتجون إطارات للسيارات في بضع مناطق بالمدينة وطالبوا باستقالة حكومة رئيس الوزراء علي زيدان والبرلمان.

يُذكر أن بنغازي غنية بالنفط. وفي الوقت الذي يستمر وضعها الأمني بالتأزم، يطالب سكانها بحصة أكبر من الثروة النفطية. وتوجد هناك حركات تسعى إلى حكم ذاتي، الأمر الذي يثير مخاوف من تقسيم البلاد.

 
كانت بنغازي مهد الثورة ضد نظام القذافي(الأوروبية)
كانت بنغازي مهد الثورة ضد نظام القذافي(الأوروبية)

اعتراف حكومي
واعترفت قيادات أمنية، في تصريحات خاصة للجزيرة، بوجود خلل أمني كبير بالبلاد وفي بنغازي بالذات، وقال مدير العمليات بجهاز الأمن الوقائي عبد السلام البرغثي إن "الوضع الأمني متردٍ وخاصة ما بين الاغتيالات والتفجيرات ونحن نزلنا (إلى الشارع) للحد من هذه العمليات على الأقل في أمن ظاهر في وضح النهار. قسمت بنغازي إلى أربعة مربعات للحد من الجريمة وملاحقة الجاني".

وقد أمهل المؤتمر الوطني العام وزيري الداخلية والدفاع ورئيسَ الأركان أسبوعين لاستعراض نتائج التحقيقات بالحوادث الأمنية التي تشهدها بنغازي ووضعِ خُطوات ملموسة لفرض الأمن بالمدينة. جاء ذلك خلال جلسة خُصصت لمناقشة الإجراءات التنفيذية لمعالجة الوضع الأمني على خلفية اغتيال أحد أفراد جهاز الاستخبارات العسكرية.

وقد تعهد وزير الداخلية المكلف بالحكومة الصدّيق عبد الكريم بإلقاء القبض على المتهمين المتورطين في تفجيرات مدينة بنغازي. وكشف في شهادة أمام المؤتمر الوطني العام خُصصت للأوضاع الأمنية في بنغازي عن وضع خطة أمنية لتأمين المدينة سيُعلن عن تفاصيلها في وقت لاحق.

وعلى الرغم من محاولات ضبط الأمن فإن بنغازي مازالت تشهد عمليات اغتيال وتفجيرات بشكل مستمر، كان آخرها استهداف أحد أفراد جهاز الاستخبارات العسكرية بعبوة ناسفة بينما كان يستقل سيارته مع أفراد أسرته، وهو حادث يعزوه محللون إلى غياب هيبة الدولة.

يُذكر أن بنغازي كانت مهد ثورة الـ17 من فبراير/شباط ضد نظام القذافي والتي انتهت بسقوط النظام ومقتل رأسه. وأعرب سكانها عن مخاوفهم من انهيار الأوضاع الأمنية بالمدينة وسط مطالبات للسلطات بالتدخل السريع لتحقيق الأمن والاستقرار.

وانطلقت دعوات لإقامة الحكم الذاتي من جانب واحد، وأعلن أول أمس الأحد عن تشكيل "حكومة ظل" شرقي البلاد، وتأتي الخطوة كأحد إفرازات الوضع الأمني المتدهور، ويأتي هذا بالتزامن مع انطلاق الاجتماعات التحضيرية لحوار وطني يعالج جملة من القضايا تعاني منها ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي.

المصدر : الجزيرة + رويترز