المؤتمر الوطني يطالب واشنطن بتسليم الليبي

دعا المؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان) مساء اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة إلى تسليم نزيه الرقيعي المعروف بـ"أبو أنس الليبي" -الذي اعتقلته قوات أميركية خاصة قبل أيام في طرابلس- إلى سلطات بلاده فورا، كما طالب الحكومة الليبية بالعمل على توفير هيئة دفاع عنه إذا رفضت أميركا تسليمه، مشيرا إلى ضرورة تمكين السلطات الليبية وعائلة الليبي من الاتصال به والسماح له بمقابلة محام.
 
وأوضح المتحدث باسم المؤتمر عمر حميدان أن البرلمان استمع في جلسته اليوم إلى عائلة أبو أنس الليبي التي تحدثت عن ظروف اعتقاله، وأوضح أن المؤتمر استنكر العملية بشدة واعتبرها "اختطافا" و"انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية".

بدورها دعت دار الإفتاء الليبية اليوم البرلمان والحكومة إلى اتخاذ موقف "صارم وحازم" ردا على "اختطاف" أبو أنس الليبي.

علي زيدان قال إن حادثة اعتقال الليبيلن تؤثر على العلاقات مع واشنطن (الفرنسية)
علي زيدان قال إن حادثة اعتقال الليبيلن تؤثر على العلاقات مع واشنطن (الفرنسية)

أما رئيس الوزراء الليبي علي زيدان فقد طالب بمحاكمة الليبيين داخل بلادهم، وقال إن علاقات طرابلس وواشنطن لن تتأثر بهذه الحادثة.

وقال زيدان على هامش زيارته للمغرب إن ليبيا تطالب بمحاكمة مواطنيها داخل الأراضي الليبية وترفض تسليمهم إلى جهات أجنبية، وأوضح أن طرابلس على اتصال مع السلطات الأميركية لاتخاذ كافة التدابير في هذه المسألة.

واعتبر أن علاقة ليبيا مع الولايات المتحدة "علاقة صداقة وتعاون"، وأشار إلى أن واشنطن ساعدت الليبيين في ثورتهم، مؤكدا أن العلاقات لن تتأثر بعملية اعتقال أبو أنس الليبي.

وبعدما أعلنت طرابلس في وقت سابق أنه لم يتم إبلاغها بالعملية واصفة اعتقال الليبي (49 عاما) بأنه "اختطاف"، استدعت الحكومة الليبية السفيرة الأميركية ديبورا جونز لمطالبتها بتوضيحات.

وقالت الخارجية الليبية في بيان نشر اليوم إن وزير العدل صلاح المرغني استدعى صباح أمس سفيرة واشنطن "وطلب منها تقديم الإجابة عن العديد من الاستفسارات المتعلقة بالقضية".

اعتقال قانوني
واعتقلت القوات الخاصة الأميركية -في عملية تمت بموافقة من الرئيس باراك أوباما وفق البيت الأبيض- أبو أنس الليبي للاشتباه في ضلوعه في تفجير سفارتي الولايات المتحدة بكينيا وتنزانيا عام 1998، وهو التفجير الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم اعتقلوا الليبي في شوارع طرابلس، وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن احتجازه على متن سفينة "سان أنطونيو" التابعة للبحرية الأميركية والموجودة في البحر المتوسط.

سفينة سان أنطونيو الأميركية التي يعتقدأن أبو أنس الليبي محتجز فيها (الفرنسية)
سفينة سان أنطونيو الأميركية التي يعتقدأن أبو أنس الليبي محتجز فيها (الفرنسية)

واستندت العملية إلى قانون أميركي يجيز استخدام القوات العسكرية ضد تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به، صدر عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن اعتقال الليبي "عمل قانوني"، وقال إن المعتقل ارتكب "أعمالا إرهابية" و"تمت إدانته بشكل مناسب من قبل محاكم وعبر عملية قانونية".

ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت ترحيل الليبي قبل تنفيذ العملية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ما أستطيع قوله هو أننا نجري اتصالات دورية مع الحكومة الليبية بشأن مجموعة من قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب.. ولا نعطي تفاصيل حول هذه الاتصالات".

ورفض كارني إعطاء مزيد من التفاصيل، غير أنه ألمح إلى أن المعتقل الليبي -الذي رُصدت مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد على القبض عليه- قد يمتلك معلومات قيمة حول تنظيم القاعدة.

حالة استنفار
في المقابل أعلنت مجموعة ليبية تطلق على نفسها "غرفة ثوار ليبيا" حالة الاستنفار القصوى في جميع فروعها بكافة المدن الليبية لمواجهة ما وصفته بحالة التردي الأمني الذي تعيشه البلاد، وانتهاكات أجهزة الاستخبارات الأجنبية وتعديها على سيادة الدولة.

ودعت المجموعة في بيان لها نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني، كافة منتسبيها في جميع المدن إلى "التأهب والنزول إلى الشارع بعد التعليمات بطرد الأجانب الموجودين بشكل غير رسمي".

وحمل البيان "المسؤولية الكاملة لكل من تواطأ مع الاستخبارات الأجنبية في انتهاك سيادة ليبيا"، مؤكداً أن الغرفة ستلاحق المتورطين حتى تقديمهم إلى العدالة.

يشار إلى أن هذه الغرفة تجمع العشرات من كتائب الثوار وتنسق الاتصالات بينهم.

وفي مقابل هذه التهديدات، أعلن مسؤول عسكري أميركي إرسال مائتي عنصر من المارينز إلى قاعدة عسكرية تابعة للولايات المتحدة بإيطاليا، تحسّبا لأي أزمة أمنية قد تمس البعثة الدبلوماسية الأميركية في ليبيا.

ونقلت شبكة "سي.أن.أن" عن المسؤول العسكري الأميركي أن العناصر المدججين بالسلاح نقلوا من قاعدتهم في إسبانيا إلى قاعدة عسكرية أميركية في سيغونيلا بإيطاليا.

المصدر : وكالات