إغلاق الميادين الكبرى بمصر تحسبا لمظاهرات

أغلقت السلطات المصرية اليوم السبت الميادين الكبرى في القاهرة والمدن الرئيسية تحسبا لمظاهرات دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية غدا الأحد بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر. وذلك بعد مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين في تظاهرات الجمعة بالقاهرة ومدن أخرى.

وفي هذه الأثناء نددت الأمم المتحدة وواشنطن بأعمال العنف، وشددت الأخيرة على مسؤولية الحكومة الانتقالية عن حماية حقوق المتظاهرين السلميين.

ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي وعودة الشرعية استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى مظتهرات من الجمعة إلى الأحد.

وفي تظاهرات الجمعة أمس قال مصدر طبي للجزيرة إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في اشتباكات متفرقة بين مؤيدي مرسي ومعارضيهم في عدة ميادين بالقاهرة فضلا عن مدن أخرى بالمحافظات المختلفة.

وأوضح المصدر الطبي للجزيرة أن بين القتلى الخمسة أربعة في القاهرة وآخر في السويس، كما أصيب أكثر من أربعين في مواجهات خلال مظاهرات ضد الانقلاب العسكري الذي عزل مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.

وخرجت هذه المظاهرات -التي عمت مختلف محافظات مصر- تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر المتواصل حتى يوم غد الأحد، في ذكرى حرب أكتوبر.

جانب من اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي في القاهرة (غيتي إيميجز)
جانب من اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي في القاهرة (غيتي إيميجز)

اعتقال العشرات
وقد اعتقلت قوات الأمن العشرات من معارضي الانقلاب في محيط ميدان التحرير بينهم المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة أحمد سبيع.

وسعى المتظاهرون الرافضون للانقلاب إلى الاقتراب من ميادين هامة ضمن فعاليات "القاهرة عاصمة الثورة"، كان أبرزها ميدان التحرير الذي سعى المتظاهرون لدخوله من مداخل القصر العيني وكورنيش النيل وكوبري الجلاء وميدان عبد المنعم رياض، إلا أن قوات الأمن بمساعدة الجيش منعتهم من ذلك وتصدت لهم بالقنابل المدمعة.

كما قام جنود من الجيش بفرض طوق حول مداخل ميدان رابعة العدوية لمنع المتظاهرين من الدخول إليه.

وأظهرت الصور وجود حشود من المتظاهرين نجحوا في الوصول لمحيط ميدان رابعة -الذي كان مقر الاعتصام الرئيسي لأنصار مرسي قبل فضه بالقوة- وهم يرددون شعارات حماسية أمام الطوق الأمني الذي فرضه الجيش.

وتوافد آلاف المتظاهرين المناهضين للانقلاب على محيط وزارة الدفاع بالعباسية وتجمعوا لساعات، ثم تفرقوا بعد ذلك عقب تدخل قوات الأمن.

وردد المتظاهرون عبارات منددة بما وصفوه بحكم العسكر. كما رفعوا الأعلام المصرية وحملوا صورا لمن وصفوهم بـ"أبطال حرب أكتوبر الحقيقيين".

مسيرات بقرى تابعة لمركز سمالوط بالمنيا أمس الجمعة (الجزيرة)
مسيرات بقرى تابعة لمركز سمالوط بالمنيا أمس الجمعة (الجزيرة)

حراك المحافظات
كما خرجت مظاهرات حاشدة مناوئة للانقلاب في معظم محافظات الجمهورية، ففي الإسكندرية خرجت ثماني مسيرات رافضة للانقلاب بعد صلاة الجمعة.

ورفع المتظاهرون أعلام مصر وشعار رابعة ونددوا بحملات الاعتقال اليومية.

وفي مدينة السويس انطلقت المظاهرات من عدة مساجد قبل أن تصل إلى ميدان الأربعين. ورفع المشاركون فيها شعار رابعة ولافتات تندد بالانقلاب العسكري. كما دعوا للاحتشاد والتظاهر الأحد القادم.

وشهدت مراكز وقرى محافظة المنيا بجنوب مصر خروج عدد من المسيرات المناهضة للانقلاب العسكري عقب صلاة الجمعة. وقد خرجت مظاهرات كبيرة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، حسبما أفاد مراسل الجزيرة نت يوسف حسني.

كما خرجت مظاهرات معارضة للانقلاب في محافظات الفيوم وبني سويف ودمياط والشرقية والإسماعيلية والقليوبية والبحيرة وأسيوط وسوهاج.

يشار إلى أن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا لاستمرار المظاهرات حتى يوم غد الأحد، الموافق للعيد الوطني بانتصار حرب 6 أكتوبر عام 1973 على إسرائيل، بهدف إنهاء الانقلاب العسكري.

مشاركة واسعة
في هذه الأثناء قال التحالف في بيان إن مظاهرات الجمعة شهدت مشاركة شعبية واسعة النطاق، مشيرا إلى أن ما وصفها بالحشود "أربكت حسابات الانقلابيين الذين توهموا أن مخططاتهم لبث الخوف في نفوس المصريين قد حققت أهدافها من خلال عمليات القتل وحملات الاعتقالات الواسعة والممارسات الإعلامية الهادفة لتشويه صورة ثوار مصر الأحرار".

وأضاف البيان أن "ورقة التوت الأخيرة سقطت بعد منع ثوار مصر الأحرار من الوصول إلى ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية باستخدام قوات عسكرية ودبابات ومجنزرات ومصفحات أكثر بكثير من المتواجدة في سيناء لحماية حدود مصر الشرقية".

وأشار البيان إلى أن التاريخ سيسجل أن "قوات الانقلاب قسمت الشعب المصري إلى شعبين، شعب نزل إلى ميدان التحرير في حماية الجيش والشرطة وشعب يطلق عليه الرصاص الحي وتصوب ضده المدافع والدبابات لمجرد اقترابه من ميدان التحرير". 

بان كي مون أعرب عن قلقه إزاء أعمال العنف في مصر (غيتي إيميجز)
بان كي مون أعرب عن قلقه إزاء أعمال العنف في مصر (غيتي إيميجز)

إدانات وقلق
وفي ردود الفعل أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أن الحكومة الانتقالية في مصر تتحمل مسؤولية تهيئة الظروف المناسبة لاعتماد مسار سياسي يشمل جميع الأطراف.

كما شددت هارف على أن الحكومة الانتقالية مسؤولة عن حماية حقوق المتظاهرين السلميين.

وأعلنت أن واشنطن تراقب عن كثب الأوضاع في مصر، منددة بكل أعمال العنف والتحريض على العنف في هذا البلد.

من جهة أخرى حثت السفارة الأميركية بالقاهرة مواطنيها في مصر على توخي الحذر عند التخطيط للسفر وتجنب استخدام مترو الأنفاق.

من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة عن قلقه حيال أعمال العنف في مصر.

وأشار إلى "ضرورة القيام بمظاهرات سلمية وإلى أهمية احترام حرية التجمع والالتزام بعدم القيام بأعمال عنف"، حسبما قال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي.

وأضاف نيسيركي أن "الأمين العام شدد مجددا على الحاجة لعملية سلمية مفتوحة أمام الجميع ولاحترام تام لحقوق الإنسان، بما في ذلك للمعتقلين في السجون ولدولة قانون كأساس لأية عملية انتقالية سلمية وديمقراطية".

المصدر : الجزيرة + وكالات