السعودية تلوح بتغيير كبير على علاقاتها مع أميركا

The United Nations Security Council votes for the resolution that will require Syria to give up it's chemical weapons during the general debate of the 68th session of the United Nations General Assembly at United Nations headquarters in New York, New York, USA, 27 September 2013. EPA/PETER FOLEY
undefined

قال مصدر مطلع على السياسة السعودية أمس الثلاثاء إن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن بلاده ستجري "تغييرا كبيرا" في علاقاتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا والمساعي الأميركية في الآونة الأخيرة للتقارب مع إيران.

وأضاف المصدر أن الأمير بندر قال إن واشنطن لم تتحرك بفعالية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتتقارب مع إيران ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين عندما قمعت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة عام 2011.

وأكد المصدر أن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير وإن المملكة لا تريد بعد الآن أن تجد نفسها في وضع التبعية. ولم يتبين على الفور إن كانت التصريحات المنقولة عن الأمير بندر تحظى بتأييد كامل من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

من جهة أخرى، أبدى أعضاء بارزون في العائلة السعودية الحاكمة قلقا من سياسة "الذراع الممدودة" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع إيران.

التمثيلية الحالية للسيطرة الدولية على الترسانة الكيميائية لبشار ستكون هزلية (..) وتهدف إلى إتاحة فرصة للسيد أوباما للتراجع عن توجيه ضربات عسكرية وكذلك لمساعدة الأسد على ذبح شعبه

وعبّر الأمير تركي الفيصل المدير السابق للمخابرات السعودية، عن شكوكه بنجاح هذه السياسة مع إيران التي اتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية العربية في سوريا والبحرين والعراق واليمن.

وقال الفيصل "نحن كسعوديون نراقب جهود الرئيس أوباما في هذا المجال. الطريق الآتي مليء بالصعوبات عندما يتعلق الأمر بنجاح (الرئيس الإيراني حسن) روحاني في توجيه إيران لتبني سياسات متعقلة. إن قوى الظلام لا تزال متجذرة في قم وطهران".  

عمل عسكري
ووصف الفيصل عملية نزع الأسلحة الكيميائية السورية على أنها مسعى لتفادي القيام بعمل عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح قائلا "التمثيلية الحالية للسيطرة الدولية على الترسانة الكيميائية لبشار ستكون هزلية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل صارخ وهي تهدف إلى إتاحة فرصة للسيد أوباما للتراجع عن توجيه ضربات عسكرية وكذلك لمساعدة الأسد على ذبح شعبه".   

يذكر أن المملكة العربية السعودية قد اعتذرت عن قبول مقعد في مجلس الأمن الدولي، الذي يقف عاجزا منذ أكثر من 31 شهرا عن تجاوز الفيتو الصيني والروسي واتخاذ موقف حاسم في الملف السوري.

وقد اعتبر الرفض السعودي على أنه علامة واضحة على استياء المملكة من السياسة الخارجية الأميركية، وتخليها عن التلويح بعمل عسكري بعد مقتل الآلاف في هجمات بالسلاح الكيميائي شنها النظام السوري على قرى وبلدات سورية.

وقال الفيصل في كلمة في المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية ومقره واشنطن "لا شيء غريبا في قرار الامتناع عن قبول عضوية مجلس الأمن، إنه يرجع إلى عدم فعالية تلك الهيئة".

وتأتي الانتقادات السعودية بعد مرور أيام على الذكرى السنوية الأربعين لحرب أكتوبر عام 1973 بين العرب وإسرائيل، والتي استخدمت فيها الدول العربية ومن بينها السعودية سلاح النفط لمعاقبة الغرب على مساندته إسرائيل في الحرب.

وبعد فتور عام 1973، شهدت العلاقات الأميركية السعودية ضربة أخرى بسبب من هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، حيث كان معظم منفذي الهجمات مواطنين سعوديين. 

ويقوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحملة دبلوماسية لتهدئة مخاوف السعوديين، واجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس الاثنين.

وقال كيري أنه أبلغ الأمير سعود الفيصل أن عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران أفضل من إبرام اتفاق سيئ. وأعرب عن ثقته "أن الولايات المتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمنين".

المصدر : وكالات