الأسعد: دول تدعم فصائل لتجيير الثورة السورية

رياض الأسعد خدم في القوات الجوية السورية سنوات طويلة (أسوشيتد برس)
undefined

محمد النجار-حلب

اتهم مؤسس الجيش السوري الحر العقيد المنشق عن الجيش النظامي رياض الأسعد "دولا وأجهزة أمن" بدعم فصائل داخل سوريا بهدف "تجيير الثورة وأهدافها لمصالحها"، واعتبر أن المقاتلين على الأرض يرفضون ما سماها "المكونات الخارجية للمعارضة"، في إشارة للائتلاف الوطني المعارض وقيادة أركان الجيش الحر.

وأضاف الأسعد في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن هناك دولا وأجهزة أمن أنشأت مكونات على الأرض السورية بغرض "استهداف الجيش الحر وعمدت لتشكيل بدائل عسكرية من فصائل وكتائب ومجموعات ومسميات من شتى التصنيفات، كل منها تدعمه دولة أو جهاز أمن، والصراع على الأرض هو صراع بين مصالح هذه الدول على الأرض السورية ليس إلا".

واتهم الأسعد فصائل معينة بالتراجع في بعض المعارك لصالح النظام وخاصة في المعارك التي يتقدم فيها الجيش النظامي حاليا ومنها معارك الريف الجنوبي، رغم ما وصفها بأخطاء ترتكب على الأرض.

وقال أيضا "هذا ليس ناجما عن تفوق النظام رغم ترسانته العسكرية، ولكن عن تراجع لبعض الكتائب والفصائل والمجموعات التابعة والممولة من الأركان والائتلاف التي تعمل بإمرة الدول التي تمولها".

وزاد "من المعروف أن هناك دولا كان لها قرار في عدم المشاركة في أي عمل عسكري إلا الذي يخدم أجنداتها، وهناك بعض المعطيات والمؤشرات تشير إلى أن الفصائل والكتائب التي تعمل لأجندات خارجية انسحبت من بعض المواقع لصالح النظام في تمهيد واضح للذهاب لمؤتمر جنيف 2 دون شروط، وهذا أمر مثبت وواضح كما حدث في معركة الساحل، حيث تلقت بعض الكتائب والتشكيلات الأوامر بالانسحاب من مواقعها التي سيطرت عليها لصالح قوات النظام".

الجيش السوري الحر كان ومنذ انطلاقه "مكونا عسكريا واحدا موحدا على كامل التراب الوطني السوري، وعمل برؤية ومخطط واحد وواضح فأنجز وانتصر في العديد من المعارك ضد النظام   

إنجاز الوحدة
وأوضح أن الجيش السوري الحر كان ومنذ انطلاقه "مكونا عسكريا واحدا موحدا على كامل التراب الوطني السوري، وعمل برؤية ومخطط واحد وواضح فأنجز وانتصر في العديد من المعارك ضد النظام، وكانت دعواتنا ولا تزال للجميع لتوحيد الصفوف ضمن بوتقة الجيش السوري الحر وقيادته العامة".

ولفت إلى أن الجيش الحر والفصائل الحليفة له على الأرض لا يزال هدفها موحدا وهو "إسقاط النظام الصهيوأسدلاتي وكنس الاحتلال الأجنبي بكل أشكاله وتجسيداته وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني والحزبلاتي"، على حد وصفه.

ونفى الأسعد سحب أي فصيل سوري اعترافه من الجيش الحر، وأضاف "لم يسحب أحد اعترافه بالجيش السوري الحر، فالجيش انتزع شرعيته الجماهيرية الشعبية من خلال عمله الميداني على الأرض منذ انطلاقة الثورة وشكلت جماهير الشعب العربي السوري الحاضنة ومنحته حبها وثقتها للدور الريادي الذي ساهم به الجيش السوري الحر في حماية المدنيين وتوسيع رقعة الثورة والمواجهة مع النظام، وقدم أبناءه وأبطاله على مذبح حرية الوطن شهداء وجرحى ومطاردين وملاحقين".

وأضاف الأسعد -الذي بترت قدماه بعد محاولة اغتيال تعرض لها في دير الزور في مارس/آذار الماضي- إن بعض المكونات العسكرية والسياسية في الداخل السوري أعلنت سحب اعترافها من الائتلاف الوطني وقيادة الأركان وليس من الجيش الحر، مضيفا "لا صلة للجيش الحر لا بالأركان ولا بالائتلاف، وقد ضاقت هذه المكونات ذرعا في وعودهما الكاذبة بالدعم المالي واللوجستي والسلاح النوعي".

نرفض الاقتتال بين المجموعات والفصائل التي تقاتل النظام تحت أي ذريعة أو حجة، فلنركز صراعنا ومعركتنا ضد العدو المشترك لنا جميعا

العدو المشترك
وعن القتال الذي وقع مؤخرا بين فصيل الدولة الإسلامية في العراق والشام وعاصفة الشمال، قال "نرفض الاقتتال بين المجموعات والفصائل التي تقاتل النظام تحت أي ذريعة أو حجة، فلنركز صراعنا ومعركتنا ضد العدو المشترك لنا جميعا وهو النظام الصهيوأسدلاتي، وقوى الاحتلال الغاشمة التي تحتل سوريا الآن".

وتابع "لنسقط النظام أولا فنحن غير معنيين بأي خلاف مع أية جهة الآن، فالتناقض الأساسي الآن مع النظام الاستبدادي الإرهابي، وكل من يرفع السلاح بوجه المجرم بشار يجب أن نكون في خندق مواجهة واحد حتى إسقاط النظام وكل تكريساته".

وبشأن الشروط التي وضعها الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا للمعارضة قبل القبول بمحاورتها بمؤتمر جنيف 2 ومنها أن تلقي السلاح، اعتبر الأسعد أن الكلمة في سوريا هي "للثورة وليس المعارضة".

وشرح "الثورة قامت لكنس النظام بكل أشكاله وفي مقدمتهم المجرم بشار الأسد ونحن نرفض التفاوض مع هذا النظام القاتل خاصة الآن وبعد مضي عامين ونصف العام استشهد خلالها أكثر من 120 ألف سوري، وقد عبرت تشكيلات الثورة العسكرية والسياسية عن رفضها الذهاب إلى جنيف بل خونت كل من يحاول مقايضة دماء الشهداء ومعاناة أهلنا السوريين".

واتهم الأسعد بعض الدول بأنها تؤيد النظام السوري وتعمل على تثبيت أركان حكمه خدمة لمصالح إستراتيجية في المنطقة.

كما اتهم النظام بأنه شكل درعا أمنية لحماية مصالح الدول الأجنبية التي لديها صراع تاريخي مع الأمة العربية، وذهب للقول بأن ما سماها "الصفقة الأميركية الإيرانية الروسية الجديدة تعيد رسم المنطقة وفق خريطة طريق لعبور المصالح الكبرى على حساب الدم السوري".

المصدر : الجزيرة