البشير يبرر قراراته واستمرار التصعيد

دافع الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الثلاثاء عن قرار رفع الدعم عن المحروقات، بعدما كان أقر زيادة في أجور العاملين بالدولة. وفي المقابل, دعت قوى معارضة إلى مزيد من الاحتجاجات، في وقت اعتقلت فيه السلطات أحد قيادييها.

وقال البشير في خطاب ألقاه خلال احتفال الأكاديمية العسكرية العليا بتخريج دورتين للدفاع الوطني والحرب العليا، إن حزمة القرارات التي أعلن عنها مؤخرا -ومنها ما يتعلق برفع الدعم الحكومي عن المحروقات- تهدف لتفادي انهيار الاقتصاد بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف.

وأضاف أن الاقتصاد تأثر سلبا بانفصال الجنوب, وخروج النفط من الموازنة العامة للدولة. وكانت قرارات البشير فجرت احتجاجات رافقتها أعمال حرق ونهب, وقتل فيها 34 شخصا حسب حصيلة رسمية, بينما تتحدث المعارضة عن حصيلة أكبر تقارب 170 قتيلا.

‪البشير قال إن حق التظاهر مكفول‬  (الجزيرة)
‪البشير قال إن حق التظاهر مكفول‬  (الجزيرة)

وفي هذا السياق تحديدا, أعلنت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات اليوم أن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 176, مشيرة إلى اعتقال أكثر من ألف شخص.

وتحدثت الحكومة عن 700 معتقل, بينما قالت المعارضة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن عدد المعتقلين تجاوز 800.

وفي خطابه اليوم -الذي مثل أول ظهور له منذ بدء الاضطرابات الأخيرة- قال الرئيس السوداني إن التظاهر السلمى حق مكفول للتعبير عن الرأي عبر أسلوب  حضاري.

وكان رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان إبراهيم غندور أعلن أن البشير وقع أمس على منشور يتضمن الزيادات الجديدة لكل قطاعات العاملين، موضحا أن التطبيق سيكون بأثر رجعي ابتداء من يناير/كانون الثاني الماضي، على أن يتم الصرف ابتداء من راتب الشهر الحالي.

اعتقال وتصعيد
وقبل ساعات من خطاب البشير اليوم, أعلنت المعارضة -المعروفة اختصارا بتجمع قوى الإجماع الوطني- أنها "ماضية في طريق الثورة لاقتلاع ما سمتها الحكومة الفاشلة".

كما دعا كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي، وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي مناصريهما للانضمام للاحتجاجات, وذلك في أول مناشدة صريحة من الرجلين منذ اندلاع المظاهرات.

‪مظاهرة ليلية بالخرطوم مساء الاثنين‬  (الفرنسية)
‪مظاهرة ليلية بالخرطوم مساء الاثنين‬  (الفرنسية)

وقالت قوى الإجماع الوطني -في بيان تقلت الجزيرة نت نسخة منه- إنها مستمرة في الاحتجاج رغم مواجهة المتظاهرين بالرصاص على حد تعبيرها.

وتحدث بيانها عن تعسف وتنكيل تمارسهما الحكومة, وقالت إن ذلك لن يكسر إرادة المحتجين, وإن المظاهرات ستستمر حتى تحقق الثورة "الباسلة هدفها بإسقاط هذا النظام الظالم" حسب البيان ذاته.

واعتقلت السلطات رئيس حزب المؤتمر المعارض إبراهيم الشيخ، وقالت زوجته للجزيرة إن أربعة رجال أمن حضروا للمنزل واصطحبوا زوجها معهم، مؤكدة أنهم لم يوجهوا له أية تهمة. وأشارت المعارضة إلى اعتقال قيادي آخر فيها وهو عبد القيوم قسم السيد.

رواية الحكومة
وكان وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد نفى أمس أن تكون الشرطة استخدمت الذخيرة الحية ضد المحتجين، الذين قال إنهم هاجموا أكثر من أربعين محطة وقود و13 حافلة وعدة مبان حكومية.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه الأفعال لا علاقة لها بأي احتجاج، وتحدث عن أدلة على تورط من سماهم متمردين من مناطق أخرى بالسودان في أعمال العنف. وتابع "نحن مع إعطاء فرصة للتحقيق لمعرفة الجناة"، وتعهد بتقديم كل من يثبت تورطه لمحاكمة عادلة.

يذكر أن الحكومة اتخذت قرار خفض الدعم بسبب الأزمة المالية الطاحنة التي يعاني منها السودان منذ انفصال جنوب السودان المنتج للنفط عام 2011، الأمر الذي حرم الخرطوم من 75% من إنتاج النفط الذي تعتمد عليه في تحقيق إيرادات للدولة، وتوفير العملة الصعبة لاستيراد الغذاء.

المصدر : الجزيرة + وكالات