قمة ثلاثية بجنيف لبحث أزمة سوريا
ذكرت الخارجية الروسية أن محادثات جديدة ستعقد الجمعة في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة والمبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي اعتبر في تصريح له خطاب بشار الأسد الأخير "فرصة ضائعة" لحل الأزمة. من ناحية أخرى، تستضيف العاصمة البريطانية لندن اليوم الأربعاء اجتماعا دوليا يستمر يومين للترتيب لفترة ما بعد الأسد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف إن "الاجتماع الثلاثي الذي سيجمعه ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والإبراهيمي مقرر في 11 يناير/كانون الثاني بجنيف"، وذلك بعد اجتماع أول في المدينة نفسها في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويأتي هذا الاجتماع بعد خطاب الرئيس بشار الأسد الأحد الماضي حيث قدم فيه "حلا سياسيا" يقوم على الدعوة إلى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية، ويتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.
رفض المعارضة
وقوبل طرح الأسد الذي تنتهي ولايته الحالية في العام 2014، برفض من المعارضة السورية في الداخل والخارج، وطرح المجلس الوطني السوري بالمقابل على الائتلاف الوطني السوري المعارض خطة لنقل السلطة تنص على بدء مرحلة انتقالية في البلاد عبر تشكيل حكومة مؤقتة تمارس مهامها "في الأراضي المحررة"، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
كما ستتولى الحكومة المشكلة بموجب هذه الخطة كامل السلطات التنفيذية، شريطة "تنحي الأسد وكافة رموز النظام"، وهو ما تصر عليه المعارضة شرطا مسبقا لأي حوار أو تسوية.
كما نصت الخطة على الدعوة إلى مؤتمر وطني عام بمشاركة "جميع القوى السياسية ومكونات الثورة والمجتمع دون استثناء" في مدة أقصاها شهر من تاريخ إسقاط النظام.
في سياق متصل، تستضيف بريطانيا اليوم الأربعاء وغدا اجتماعا دوليا للترتيب للفترة التي ستعقب رحيل الأسد.
وأوضحت الخارجية البريطانية في بيان أن خبراء وجامعيين متخصصين في كيفية إدارة تجاوز الأزمات، وأعضاء في قيادة الائتلاف السوري المعارض، وممثلين للدول العربية ولوكالات دولية، يشاركون في هذا الاجتماع.
ومن غير المتوقع أن يشارك في الاجتماع وزراء الخارجية، ولا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب، كما لن يسمح للصحفيين بحضوره وستعلن نتائجه في بيان ختامي.
انتقال سياسي
وقال متحدث باسم الخارجية إن "هدف المملكة المتحدة هو حض المجتمع الدولي على التفكير والإعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون"، وأضاف "نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سوريا والتوصل إلى انتقال سياسي فعلي".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ -على حسابه الشخصي في تويتر- "رحيل الأسد عن سوريا بات محتوما، من الضروري أن يخطط المجتمع الدولي لليوم التالي (لرحيله) في سوريا".
يشار إلى أن كثيرا من الخبراء يميلون إلى أن مسألة الإطاحة بالرئيس الأسد أضحت مؤكدة، خاصة مع اقتراب المعارضة المسلحة من وسط العاصمة السورية دمشق، ورغم أنه ما زال يحظى بدعم حلفاء أقوياء كروسيا والصين وإيران.