الجيش المصري يؤمن بورسعيد

Egyptian soldiers stand guard on armored vehicle the outside of Suez governorate a day after clashes with riot police on January 26, 2013. Twenty-two people were killed in Port Said after 21 Egyptian football fans and club members were sentenced to death over a deadly post-match riot last year in the canal city. AFP PHOTO
undefined
 
وسع الجيش المصري انتشاره في مدينة بورسعيد اليوم السبت للسيطرة على الموقف هناك، بعد أعمال العنف التي اندلعت في المدينة وأدت إلى مقتل 30 شخصا وإصابة 278 آخرين، عقب صدور حكم قضائي  بإعدام 21 من إجمالي 73 متهما في قضية مجزرة بورسعيد، في وقت تتواصل فيه أحداث عنف متفرقة في القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى.
 
وانتشرت ناقلات جند مدرعة للجيش والشرطة العسكرية في شوارع بورسعيد بعد اندلاع أعمال عنف في المدينة الساحلية اليوم، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن قيادي عسكري قوله إن الجيش أرسل قوات إلى هناك "للعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار في مدينة بورسعيد وحماية المنشآت العامة".
 
وذكرت الوكالة أن البوارج الحربية "انتشرت في مناطق متفرقة من المجرى الملاحي لقناة السويس تحسبا لوقوع أعمال تخريبية.

من جانبها أهابت وزارة الداخلية بالمواطنين "حرصا على سلامتهم وأمنهم، عدم التواجد بالمناطق التي تشهد أحداث عنف، والتي اختلط خلالها دماء رجال الشرطة بدماء عدد من المواطنين على إثر إطلاق النيران وبشكل عشوائي من قبل بعض الأشخاص الذين تتعقبهم الأجهزة الأمنية حاليا لضبطهم وتقديمهم للعدالة".

وأضاف أن الأجهزة الأمنية واجهت خلال الساعات الأخيرة أعمال شغب وعنف غير مسبوقة تصدت لها ونجحت في إحباط العديد من محاولات مثيري الشغب اقتحام عدد من المنشآت المهمة والشرطية في بعض المحافظات، موضحا أن المواجهات مع تلك العناصر أسفرت عن استشهاد ضابط وأمين شرطة بمحيط سجن بورسعيد العمومي، ووقوع العديد من الإصابات في صفوف رجال الشرطة بلغت 151 مصابا بعضها إصابات خطيرة.

‪محتجون يضرمون النار في إحدى السيارات بالقرب من سجن بورسعيد‬ (الفرنسية)
‪محتجون يضرمون النار في إحدى السيارات بالقرب من سجن بورسعيد‬ (الفرنسية)

غير مسبوق
وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرصاص كان يدوي في جميع أنحاء محافظة بورسعيد، وخاصة أمام السجن -المحبوس فيه مطلقو النار على قوات الأمن- وأقسام شرطة الشرق والعرب والمناخ.

وطبقا لشهود العيان هاجم بعض المحتجين مبنى السجن برشاشات ثقيلة مثبتة على شاحنات صغيرة، بينما اعتلت الشرطة أسطح المنازل المجاورة لمبني السجن، وكانت ترد على المحتجين بإطلاق النار والغازات المدمعة.

وأوضح ان المحتجين الغاضبين حاولوا اقتحام مبنى إدارة قناة السويس في بورسعيد، إلا أن الشرطة تصدت لهم قبل وصول الجيش الذي طوق المبنى تماما وتولى تأمينه، كما تعرض مبنى شركة الكهرباء الحكومية للهجوم وأضرم بعض المحتجين النيران في مبنى إداري تابع لها.

وتعالت استغاثات مواطني بورسعيد لجميع الجهات الأمنية بالدولة للتدخل وإيقاف نزيف الدماء وسرعة السيطرة على الموقف للحفاظ على البلاد وأمن واستقرار البسطاء.

واندلعت الاشتباكات بعد دقائق من إصدار محكمة الجنايات التي انعقدت في ضاحية التجمع الأول بشرق القاهرة حكما بإعدام 21 من إجمالي 73 متهما. ولم يشمل الحكم أيّا من ضباط الشرطة المتهمين في القضية، وأغلب المحكوم عليهم من رابطة مشجعي النادي المصري. وحددت المحكمة جلسة التاسع من مارس/آذار القادم موعدا لجلسة النطق بالحكم بالنسبة لباقي المتهمين في القضية.

وسادت حالة من الفرح قاعة المحكمة فور صدور الحكم، وتعالت الصيحات المؤيدة للحكم كما عبر الآلاف من "ألتراس الأهلي" عن فرحتهم بالحكم بإطلاق الألعاب النارية، ورددوا هتافات "الله أكبر" وأخرى مؤيدة للرئيس محمد مرسي.

وأمر النائب العام المستشار طلعت عبد الله بتكليف فريق من المحامين العامين وأعضاء النيابة العامة بمحافظات الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، بالتحقيق في وقائع القتل والشروع في قتل المتظاهرين التي شهدتها المحافظات الثلاث المذكورة إلى جانب اقتحام ونهب محتويات  مقر محافظة الإسماعيلية.

‪متظاهرون يشتبكون مع قوات الشرطة قرب ميدان التحرير‬ (الفرنسية)
‪متظاهرون يشتبكون مع قوات الشرطة قرب ميدان التحرير‬ (الفرنسية)

عنف
وفي القاهرة جرت اشتباكات متقطعة في محيط مجلس الشورى بين الأمن ومتظاهرين في شوارع قرب ميدان التحرير.

وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق شبّ بمدرسة الحواتية الكائنة خلف الجامعة الأميركية، وذلك أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن الموجودة خلف الجدار الإسمنتي بشارع يوسف الجندي بالقرب من وزارة الداخلية، حيث واصل المتظاهرون رشق قوات الأمن بالحجارة.

وتظاهر بضع مئات من المصريين اليوم أمام مبنى مجلس الشورى بوسط القاهرة، مطالبين بـ"إسقاط النظام" وإسقاط الدستور وبتشكيل حكومة إنقاذ وطني، معتبرين أن النظام الحالي عجز عن إدارة شؤون البلاد. كما تدور مناوشات متقطعة بين الجانبين في شوارع قصر العيني ويوسف الجندي والفلكي المؤدية إلى مبنى وزارة الداخلية، حيث يرشق المتظاهرون بالحجارة وزجاجات المولوتوف عناصر الأمن.

وفي السويس تمكنت قوات تأمين السويس التابعة للجيش الثالث الميداني اليوم السبت من التصدي لأشخاص قاموا بإلقاء الحجارة على مبنى مديرية أمن السويس، والذين لاذوا بالفرار فور تدخل قوات الأمن. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر أمنية إحراق مبنى الأمن الوطني في محافظة السويس، وذكرت تقارير أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في أعمال عنف أمس الجمعة معظمهم في مدينة السويس الساحلية، حيث انتشرت بعض قوات الجيش أيضا.

المصدر : الجزيرة + وكالات