حداد مصري وتوعد برد على هجوم رفح

ISRAEL : A handout picture released by the Israeli army (IDF) shows a vehicle burning near the Kerem Shalom border crossing after unidentified gunmen crossed into Israel from Egypt late on August 5, 2012. Egypt's President Mohamed Morsi has vowed to retake control of the Sinai Peninsula after gunmen killed 16 guards near the border with Israel before crossing into the Jewish state in an armoured vehicle. Israel said five gunmen were killed on its side of the border. AFP PHOTO/HO/IDF
undefined

أعلنت رئاسة الجمهورية في مصر الحداد ثلاثة أيام على ضحايا الهجوم الذي شهدته مدينة رفح الحدودية أمس، وذلك في وقت توعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برد سريع للانتقام لمقتل ستة عشر عسكريا في الهجوم.

فقد أعلنت رئاسة الجمهورية في مصر اليوم الاثنين الحداد ثلاثة أيام على ضحايا الهجوم الذي شهدته مدينة رفح الحدودية أمس.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي أنه ستجري غدا الثلاثاء جنازة عسكرية لقتلى الحادث، وأضاف أنه "تقرر تكريم شهداء ومصابي أحداث رفح كشهداء ومصابي الثورة".

واجتمع الرئيس محمد مرسي بمقر رئاسة الجمهورية اليوم بمدير جهاز الاستخبارات العامة اللواء مراد موافي واستمع منه إلى عرض لآخر تطورات الأحداث بمنطقة رفح وما تم التوصل إليه من معلومات بشأن الحادث.

وكان مرسي قد عقد اجتماعا مع وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي وقيادات المجلس العسكري الليلة الماضية، وأعلن أن "قوات الأمن ستفرض السيطرة الكاملة على سيناء وملاحقة الذين اقترفوا هذا الجرم". وشدد مرسي على أن الجيش والشرطة ستطارد المسؤولين عن "الجريمة" وتعتقلهم, مؤكدا "أن هؤلاء المجرمين لا ينتمون لنا".

من جانبه توعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برد سريع للانتقام لمقتل ستة عشر عسكريا بالمنطقة الحدودية برفح في شمال سيناء. وأكد المجلس في بيان له على الإنترنت أنه لن يتساهل مع أي جماعات داخل أو خارج مصر تمتد يدها إلى أفراد قواته. وأضاف المجلس أن المصريين لن ينتظروا كثيرا ليروا ردة فعله.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد بحث اليوم سبل الرد على العملية التي استهدفت نقطة لحرس الحدود المصري بالقرب من معبر كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية.

‪الرئيس مرسي اجتمع مع وزير الدفاع ومدير المخابرات وقيادات عسكرية لبحث الموقف‬ (الفرنسية)
‪الرئيس مرسي اجتمع مع وزير الدفاع ومدير المخابرات وقيادات عسكرية لبحث الموقف‬ (الفرنسية)

استنفار أمني
وقالت مصادر محلية في شمال شبه جزيرة سيناء إن مروحيات الجيش المصري تحلّق بكثافة فوق المناطق الحدودية، بينما تقوم وحدات من القوات البرية بإغلاق الأنفاق غير الشرعية التي تربط بين مدينة رفح وبين قطاع غزة. كما وصلت إلى سيناء اليوم حشود كبيرة من الجيش الثاني الميداني.

وقال شهود عيان لوكالات الأنباء إنهم شاهدوا قوات كبيرة من الجيش وبرفقتها المدرعات والمجنزرات وهى تعبر قناة السويس في طريقها إلى العريش ورفح، وذلك على الطريق الدولي القنطرة العريش.

ووفق الشهود، قامت قوات كبيرة من الجيش المصري والشرطة الموجودة في سيناء بالانتشار على جميع الطرق الرئيسية على مداخل ومخارج سيناء.

وأكد مصدر أمني رفيع أن شبه جزيرة سيناء باتت منذ الليلة الماضية منطقة معزولة تماماً، موضحاً أنه تم إغلاق معبر رفح البري وجميع المعابر التي تربط مصر بقطاع غزة وإسرائيل إلى أجل غير مسمى، بينما تم فرض تعزيزات أمنية غير مسبوقة في المناطق الرابطة بين مدن القناة وبين سيناء خاصة بين محافظة السويس وسيناء لاسيّما نفق الشهيد أحمد حمدي الذي يمر أسفل قناة السويس.

وعلى صعيد متصل، فرضت السلطات المصرية إجراءات أمنية مشددة في المناطق الأثرية وجميع الطرق المؤدية إلى الأقصر وبقية مدن الصعيد السياحية.

وجاءت التدابير الجديدة ضمن خطة استنفار أمني بدأت بتنفيذها مديريات الأمن بمحافظات مصر السياحية تستهدف توفير مزيد من الحماية والتمين للمزارات الأثرية والمنشآت السياحية ومقار البعثات الأثرية الأجنبية.

كما شهدت الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة اليوم حالة من الاستنفار، وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في مختلف قطاعات المطار.

‪إجراءات أمنية مشددة بسيناء بعد هجوم أمس‬ (الفرنسية)
‪إجراءات أمنية مشددة بسيناء بعد هجوم أمس‬ (الفرنسية)

توعد حكومي
من جانبها توعَّدت الحكومة المصرية "الإرهابيين المسلحين الضالعين في قتل وإصابة جنود مصريين أمس بردّ مؤلم وقاس".

وقال رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل، في بيان صحفي اليوم، إن المجرمين الذين يقفون وراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة رفح الحدودية سيلقون رداً قاسياً ومؤلماً. وأضاف "سأعمل مع القوات المسلحة والداخلية لتحقيق القصاص لدم الشهداء".

وفي غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية أحمد جمال الدين أنه تم تشكيل مجموعة عمل من المتخصصين على مستوى عالٍ من أجهزة المعلومات والأجهزة المتخصصة بوزارة الداخلية للتوجه فوراً إلى موقع الأحداث لكشف الملابسات والخلفيات التي أحاطت بها.

من جانبها نكست الجامعة العربية أعلامها حدادا علي ضحايا الهجوم. وأدانت الهجوم ووصفته بـ "الارهابي الجبان"، وأعربت في برقية بعثها الأمين العام نبيل العربى إلى الرئيس المصري عن كامل تضامنها مع مصر، وثقتها فى قدرة السلطات المصرية على فرض الأمن الكامل على أرض سيناء.

وكان مسلحون قد هاجموا نقطة تفتيش تابعة للجيش المصري جنوب معبر رفح وقتلوا 16 من الجنود وحرس الحدود الموجودين فيها، وجرحوا سبعة بعد تبادل لإطلاق النار ثم استولوا على مدرعتين واتجهوا بهما إلى الأراضي الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم.

لكن الطيران الحربي الإسرائيلي قام بقصفهم وسط تأكيدات إسرائيلية بتدمير مدرعة عند المعبر وانفجار أخرى من تلقاء نفسها داخل الأراضي المصرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات