الصين ترفض مجددا أي تدخل بسوريا

Delegates vote during the United Nations General Assembly meeting on Syria August 3, 2012 at the United Nations in New York. The UN General Assembly overwhelmingly passed a resolution Friday criticizing the Security Council's failure to act on the Syria conflict, which UN leader Ban Ki-moon said has become a "proxy war
undefined

جددت الصين اليوم رفضها التدخل الخارجي في سوريا، وذلك في أعقاب تصويت في الأمم المتحدة أدان بأغلبية ساحقة الحكومة السورية، التي ناشدت روسيا منحها مساعدات مالية واقتصادية لمساعدتها على التخفيف من تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على النظام.

وقال وانغ كيغيان نائب رئيس إدارة شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا في الخارجية الصينية، إن بكين تواصل دعم جهود إيجاد حل سلمي وسياسي في سوريا، داعيا إلى عدم التسرع من خلال المضي نحو خيار التدخل العسكري، وترك المجال أمام الحل السياسي.

وأضاف في مؤتمر صحفي رتب على عجل بالعاصمة بكين، أن الصين تتفهم رغبة الدول العربية والجامعة العربية في سرعة حل الأزمة السورية، وشدد على احترام بلاده للمطالب والطموحات المشروعة للشعب السوري إلى التغيير وحماية مصالحه، معتبرا أن مستقبل سوريا ومصيرها يجب أن يحدده الشعب.

وفي رد على الانتقادات التي طالت بكين عقب معارضتها القرار الأممي الذي يدين النظام السوري، اعتبر المسؤول الصيني أن الدول التي وجهت هذا الانتقاد -الذي اعتبر أنه لا أساس له- تسعى وراء تحقيق مصالحها السياسية في سوريا، "وهي حاولت عرقلة أو تقويض عملية التسوية السياسية، وتحاول تحميل المسؤولية لدول أخرى".

وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار عربيا يدين "القصف الأعمى" للمدن بالأسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية، ويحث دمشق على إعادة قواتها وأسلحتها الثقيلة إلى الثكنات، بتأييد 133 دولة من إجمالي 193، في حين عارضته 12 دولة، وامتنعت عن التصويت عليه 31.

وكما كان متوقعا، كانت روسيا والصين -حليفا النظام السوري- من بين الدول الـ12 التي صوتت ضد القرار في الجمعية العامة حيث لا تملك أي دولة حق النقض، لكن القرارات غير ملزمة.

video

مساعدة روسية
وفي موسكو أفادت تقارير إعلامية أن قدري جميل نائب رئيس الحكومة السورية شكا خلال المحادثات التي أجراها في موسكو من نقص منتجات بترولية في بلاده كالديزل.

وأضافت هذه التقارير أن الجانب السوري طلب من نظيره الروسي تقديم "مبلغ معين من العملة الصعبة حتى يمكن تجاوز الوضع المعقد في البلاد".

وفي نفس السياق أعلن اليوم سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار أرو رغبة بلاده في تقديم مجلس الأمن مساعدات إنسانية  للمدنيين السوريين، محذرا من أن معارضة روسيا والصين لقرار شديد اللهجة إزاء الوضع في سوريا سيؤدي إلى "كارثة في النهاية".

وقال في حديث إذاعي إن إحراز تقدم على المستوى السياسي سيكون صعبا، لذلك "سنحاول إقناع روسيا والصين بالعمل معنا على الأقل في النواحي الإنسانية"، وأوضح أنه لا بد من إقناعهما بأنهما يمضيان في الطريق الخطأ الذي سيؤدي إلى "نهاية كارثية وحرب أهلية وفوضى وربما انتصار للراديكاليين".

دموع التماسيح
وفي فرنسا أيضا قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم إن الروس والصينيين "ذرفوا دموع التماسيح" على فشل مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية، مؤكدين أنهم دعموه بقوة.

ورأت الصحيفة أن مثل "هذا النفاق" لم يخدع أحدا، مشيرة إلى أن موسكو وطهران هما العاصمتان اللتان تحتفظان بالمفاتيح التي من شأنها المساعدة على وضع حد للمأساة الدائرة في سوريا، محذرة من أن فرص التحكم في الفترة الانتقالية التي تلي سقوط الأسد "تتلاشى بمرور الوقت".

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد نعى "خطة النقاط الست" التي قدمها أنان.

وقال بن جاسم في مقابلة مع الجزيرة إن مهمة أي مندوب جديد يجب أن تكون العمل على "الانتقال السلمي للسلطة في سوريا"، وإن أي شخص يخلف أنان كوسيط دولي بشأن سوريا لا بد أن يتبع إستراتيجية جديدة بسبب ما وصفه بإخفاق خطة سلام أنان.

وأكد بن جاسم أنه يجب أن يكون هناك تعديل واضح لخطة أنان لأنه لم ينفذ منها أي شيء، وأشار إلى أن النظام السوري أعطي الفرصة 16 شهرا، ولكنه اختار طريقا واحدا للحل وهو "قتل شعبه وتدمير بلده".

المصدر : الجزيرة + وكالات