روسيا تدين مجزرة داريا وتدعو للتحقيق

Russian Foreign Minister Sergey Lavrov (R) meets UN special envoy Kofi Annan, in Moscow on July 16, 2012. Russia accused Western powers of using "blackmail" to get its backing for possible UN Security Council sanctions against Syria over the regime's crackdown on an armed opposition. "To our great regret, we are witnessing elements of blackmail," Foreign Minister Sergei Lavrov told a news conference over moves to end 16 months of violence that the opposition says has claimed more than 17,000 lives. AFP PHOTO/ POOL / STR
undefined

طالبت روسيا اليوم الأربعاء بإجراء تحقيق محايد في أعمال العنف "الهمجية" التي وقعت مؤخرا في مناطق قريبة من العاصمة السورية دمشق، وفي حين طالبت ألمانيا المعارضة السورية بتوحيد صفوفها، انتقدت معارضة بارزة المجلس الوطني السوري وطالبت بتشكيل سلطة سياسية جديدة بدلا منه.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نصر على إجراء تحقيق دقيق ومحايد في ظروف الأحداث المأساوية التي وقعت مؤخرا"، وأشارت بشكل خاص إلى العثور على مئات الجثث في ضاحية داريا بريف دمشق الأحد الماضي، والتفجير الدموي لجنازة اثنين من الموالين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد في بلدة جرمانا.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل نحو 320 شخصا في الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على مدى خمسة أيام على داريا، فيما قتل 27 شخصا في تفجير الجنازة.

وقالت الوزارة إن "موسكو تدين بشدة أعمال العنف الهمجية هذه"، وأضافت أنه "لا بديل" عن خطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان للسلام رغم استقالته من منصبه.

الجماعات داخل المجلس الوطني السوري لم تتصرف جميعا ككيان واحد في دعم مشروع وطني واحد، بعضها اهتم أكثر من اللازم بجداول أعمال حزبية واهتم البعض أحيانا بجداول أعمال شخصية، وأدى هذا إلى ضعف شديد في التواصل عن قرب مع الجماعات على الأرض

في غضون ذلك، ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المعارضة السورية توحيد صفوفها في مواجهة نظام الأسد.

وقالت ميركل اليوم الأربعاء عقب لقائها مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي في برلين "نأمل أن تعد المعارضة السورية نفسها لتولي المسؤولية وتطوير أكبر قدر ممكن من القواسم المشتركة"، ووصفت الأوضاع في سوريا بأنها "مثيرة للقلق للغاية".

وكانت الولايات المتحدة تحفظت على مقترح فرنسي يطالب المعارضة السورية بتشكيل سريع لحكومة معارضة، خشية وصول "متطرفين" إلى السلطة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الخارجية تقوم بتدريب معارضين سوريين على إدارة المناطق المحررة.

من جانبه، اعتبر مونتي المجلس الوطني السوري شريك حوار شرعيا بين معارضي نظام الأسد، وقال "إنه أهم ممثلي المعارضة السورية وأكثرهم تمثيلا".

وتأتي تصريحات ميركل ومونتي بينما قالت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني، التي استقالت من المجلس الوطني أمس الثلاثاء، إن المجلس أصبح منكبا أكثر مما ينبغي على المصالح الشخصية، وينبغي تشكيل سلطة سياسية جديدة بدلا منه.

ونقلت رويترز عن قضماني اليوم الأربعاء قولها إن المجلس لا يعمل ما فيه الكفاية لمساندة الانتفاضة التي اندلعت قبل 17 شهرا ضد حكم الأسد، ولم يعد قادرا على مواجهة التحديات المتزايدة على الأرض.

وأضافت "الجماعات داخل المجلس لم تتصرف جميعا ككيان واحد في دعم مشروع وطني واحد، بعضها اهتم أكثر من اللازم بجداول أعمال حزبية، واهتم البعض أحيانا بجداول أعمال شخصية، أدى هذا إلى ضعف شديد في التواصل عن قرب مع الجماعات على الأرض وتقديم الدعم اللازم بكل أشكاله".

‪الاجتماع دعت إليه فرنسا لتوجيه نداء للضمير العالمي والتعبئة الإنسانية‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪الاجتماع دعت إليه فرنسا لتوجيه نداء للضمير العالمي والتعبئة الإنسانية‬ (الجزيرة-أرشيف)

اجتماع أممي
يأتي هذا فيما يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع غدا الخميس حول سوريا دعت إليه فرنسا لتوجيه "نداء للضمير العالمي والتعبئة" الإنسانية، حسب مصادر دبلوماسية.

ويحضر وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ، فيما ستمثل الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في المجلس بسفرائها، كما ستحضر السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في الاجتماع، ولن ترسل روسيا ولا الصين وزيرا لحضور الاجتماع.

وسيمثل كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق، الدول المجاورة لسوريا التي دعاها فابيوس لحضور الاجتماع الذي سيتولى رئاسته، بوزير إلى جانب المفوض الأعلى للاجئين أنطونيو غوتيريس.

وفي حين طالبت أنقرة التي تستقبل 80 ألف لاجئ سوري بإنشاء مناطق عازلة في سوريا لاستقبال الأشخاص الذين يفرون من قمع نظام الأسد، طلب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأربعاء مجددا من مجلس الأمن حمايتهم، وهو الأمر الذي وصفه وزير الخارجية الفرنسي بـ"المعقد جدا"، إلا أنه أكد أن المسألة ستبحث في الاجتماع.

وحسب مصدر دبلوماسي، تعني إقامة منطقة عازلة منطقة حظر جوي، وهذا القرار لا يمكن أن يتخذ دون موافقة مجلس الأمن، وهو ما يجعل الأمر صعبا نظرا إلى فيتو روسيا والصين اللتين عرقلتا ثلاث مرات تبني قرارات حول سوريا تنص على عقوبات.

المصدر : الجزيرة + وكالات