حل فصيل ليبي مسلح وانضمامه للجيش

كتيبة أحرار ليبيا تعلن حلّ نفسها وتسليم أسلحتها كاملة للجيش الليبي. وأعلنت الكتيبة في احتفال أقيم بمعسكر الصاعقة في بنغازي، انضمام كافة أفرادها إلى الجيش
undefined
أعلنت كتيبة أحرار ليبيا حلّ نفسها وتسليم أسلحتها كاملة وانضمام كافة أفرادها للجيش الليبي، يأتي هذا التطور بعد تصاعد أعمال العنف مؤخرا في البلاد وما تلاها من انتقادات للأجهزة الأمنية دفعت وزير الداخلية إلى تقديم استقالته أمس. ويعتبر وجود كتائب مسلحة غير منضوية تحت سيطرة الجيش الليبي واحدا من أهم التحديات التي ظلت تواجه سلطات الأمن الليبية منذ سقوط نظام القذافي العام الماضي.
 
وجاء إعلان الكتيبة في حفل أقيم بمعسكر الصاعقة في بنغازي، وقال مدير مكتب الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد إن الكتيبة تضم 240 مقاتلا، مشيرا إلى أنه كان لديها أسلحة ثقيلة ومتوسطة.

كما أوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود تبذلها هيئة شؤون المحاربين التابعة لرئاسة الوزراء لدمج الثوار في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، وفي هذا السياق أشار إلى أن الخطة تتضمن ضم 25 ألف مقاتل للجيش الوطني جرى التحاق 12 ألفا منهم حتى الآن، إضافة إلى دمج  25 ألف عنصر في وزارة الداخلية.

في تطور آخر أفاد مصدر أمني ليبي بأن قوات الشرطة اعتقلت شخصين يُشتبه في علاقتهما بالاشتباكات التي شهدتها مدينة زليتن مؤخرا. كما صادرت كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المضادة للدروع والطائرات.

وأشار المصدر الأمني إلى أن قوات الشرطة عثرت في زليتن على ثلاث سيارات تم تجهيزها براجمات الصواريخ، وشهدت المدينة الأسبوع الماضي اشتباكات قبلية مع موالين لنظام الراحل معمر القذافي، بحسب المسؤولين الليبيين.

وكانت وزارة الداخلية الليبية أعلنت الخميس الماضي مصادرة مائة آلية مدرعة و26 قاذفة صواريخ داخل ثكنة تبعد 60 كلم جنوب شرق طرابلس، مؤكدة أن المجموعة التي كانت تسيطر على الثكنة هي مليشيا من أنصار النظام السابق يدعي أفرادها أنهم من الثوار.

وعلى خلفية الانتقادات بفشل قوات الأمن في وقف التصاعد الأخير للعنف في البلاد -وآخره هدم أضرحة صوفية- قدم وزير الداخلية فوزي عبد العال استقالته.

وجاءت الاستقالة بعد اجتماع طارئ للمؤتمر الوطني العام المنتخب حديثا بشأن الانفلات الأمني الذي تشهده مناطق عدة في البلاد، واتهم المؤتمر هيئات الأمن بالتراخي في الاستجابة للموجة الأخيرة من أعمال العنف وحتى التورط في هدم أضرحة صوفية في مدن ليبية عدة.

وكان العديد من أعضاء المؤتمر الوطني طالبوا السبت بإقالة وزير الداخلية على وقع تعرض الأجهزة الأمنية لانتقادات شديدة منذ التفجير المزدوج بسيارة مفخخة الذي أسفر عن سقوط قتيلين قبل أسبوع في طرابلس.

وتضم اللجنة الأمنية العليا التابعة للداخلية ثوارا سابقين حاربوا نظام القذافي عام 2011 وتولوا مسؤولية حفظ الأمن في البلاد إثر سقوط هذا النظام قبل الانخراط في القوات التابعة لوزارة الداخلية.

تدمير ضريح الشعاب الدهماني بطرابلس (الفرنسية)
تدمير ضريح الشعاب الدهماني بطرابلس (الفرنسية)

مظاهرات تنديد
وفي العاصمة طرابلس لبى العشرات دعوة أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي للتظاهر في ساحة الجزائر في وسط العاصمة للتنديد بهدم الأضرحة.

وكان مهاجمون وصفهم بعض المسؤولين بأنهم إسلاميون محافظون دمروا ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس وانتهكوا حرمة القبر. كما فجروا ضريحا آخر للعالم الصوفي الشيخ عبد السلام الأسمر، الذي عاش في القرن التاسع عشر، في زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة.

وقال مراسل لوكالة رويترز إن الشرطة الليبية حاصرت المهاجمين أثناء هدمهم مسجد الشعاب الكبير في وسط طرابلس في وضح النهار لكنها لم تتدخل لمنعهم. ويضم مسجد الشعاب في طرابلس ما يقرب من خمسين ضريحا لأئمة صوفيين وبداخله ضريح رجل الدين الصوفي عبد الله الشعاب.

وندد رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف بتدمير التراث الثقافي والإسلامي الليبي، واعدا بملاحقة مرتكبي هذه الأعمال.

من جانبه دافع رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب أمام المؤتمر الوطني أمس عن إنجازات حكومته، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية أدت دورها بشكل فاعل ونجحت في إحباط "مؤامرات" عدة واعتقال مسؤولين عن أعمال تخريب.

ودعا الكيب المؤتمر الوطني إلى الإسراع في إصدار قوانين تجرم حمل السلاح والتعرض للرموز التاريخية والدينية.

من جهته أوضح وزير الدفاع أسامة الجويلي أن أكبر صعوبة تواجهه هي "احتلال" مجموعات من الثوار السابقين -الذين يرفضون الاندماج في وزارة الدفاع- مواقع عسكرية إستراتيجية.

المصدر : الجزيرة + وكالات