اختطاف تركي ثان بلبنان

قالت أنقرة إن تركيًا ثانيا خطف في لبنان، وسط مطالب من القوات اللبنانية بإجراءات تمنع الانفلات وتأكيدات من حزب الله بأن الوضع على الأرض خرج عن سيطرته في البداية، في حين حذرت أنقرة وواشنطن وعواصم خليجية من السفر إلى هذا البلد حيث شُكلت خلية أزمة لمتابعة القضية وأعلن الجيش إجراءات أمنية استثنائية بمناسبة عيد الفطر.

وقالت تركيا إن مواطنا ثانيا من رعاياها خطف أمس الخميس، وحذرت الأتراك من السفر إلى لبنان إلا للضرورة القصوى.

وكانت قضية رجل الأعمال التركي المختطف محل بحث بين الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير خارجيته عدنان منصور، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة.

من خطف من؟
وكان رجل أعمال بين نحو 20 شخصا -أغلبيتهم الساحقة سوريون- خطفوا الأربعاء في لبنان على يد عشيرة آل مقداد الشيعية، التي قالت إن بين محتجَزيها ضابطين اثنين من الجيش الحر، في عمل وصفته برد على احتجاز أحد أبناء العشيرة في سوريا، واسمه حسان المقداد.

المقداد قال في تسجيل عرضه خاطفوه إن حزب الله أرسله ليقاتل مع نظام الأسد (الجزيرة)
المقداد قال في تسجيل عرضه خاطفوه إن حزب الله أرسله ليقاتل مع نظام الأسد (الجزيرة)

وحسان واحد من 12 شيعيا احتجزوا منذ نحو ثلاثة أشهر في شمال سوريا على يد معارضين مسلحين عندما كانوا عائدين من زيارة مراقد شيعية في إيران.

واشترط خاطفو اللبنانيين للإفراج عن رهائنهم اعتذارَ حزب الله عن "دعمه" للنظام السوري.

وعرضت مجموعة مسلحة قالت إنها من الجيش الحر الثلاثاء تسجيلا يظهر حسان وهو يقول إنه ينتمي إلى حزب الله وإنه أرسل إلى سوريا ليقاتل مع قوات بشار الأسد.

لكن حزب الله سرعان ما أصدر بيانا أنكر فيه صلة حسان به. كما نفى الجيش الحر نفسه أن يكون اختطف حسان، وقال إن القضية مفتعلة لإثارة صراع لبناني سوري.

تهديدات
وهددت عشيرة المقداد باحتجاز مزيد من مواطني الدول التي تساند الانتفاضة السورية، وخصت بالذكر السعودية وقطر وتركيا.

وجعلت التهديدات السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين تحث رعاياها على مغادرة لبنان فورا.
وقد تحدث أحد أعضاء عشيرة المقداد عن رعية سعودية محتجزة.

وقطع أهالي المختطفين اللبنانيين مطار بيروت الدولي وأحرقوا إطارات السيارات ليلة الأربعاء، بعد أن ترددت أنباء عن إصابة بعض أبنائهم في قصف جوي سوري في حلب.

انفلات أمني
وانتقد حزب القوات اللبنانية ما وصفه بانفلات أمني في لبنان على خلفية قضية المختطفين. وقال رئيسه سمير جعجع "مهما كانت قضية الخطف محقة إلا أن شيئاً لا يبرر إلغاء وطن وشل دولة وترويع شعب بكامله".

وطالب جعجع رئيسيْ الجمهورية والحكومة بإجراءات كإعلان الطوارئ، ولو جزئيا، لمنع أي ظهور مسلح أو انفلات أمني ولو بالقوة. وأضاف أن هدف الاختطاف الضغط على اللاجئين السوريين, ودفعهم للعودة الى بلادهم ليكونوا رهائن لنظام بشار الأسد.

أهالي المختطفين قطعوا بعض طرق بيروت (رويترز)
أهالي المختطفين قطعوا بعض طرق بيروت (رويترز)

ودافع حزب الله عن موقفه من الانفلات الذي صاحب احتجاجات بيروت على خطف اللبنانيين.

وقال على لسان أمينه العام حسن نصر الله -في خطاب بمناسبة يوم القدس- إن الوضع على الأرض خرج عن سيطرته، وإنه لم يستطع منع أهالي المخطوفين من قطع الطرقات في الساعات الأولى من الاحتجاجات.

إجراءات استثنائية
وقد حذر الرئيس اللبناني ميشيل سليمان من مغبة تهديد أمن اللبنانيين والمقيمين، وقال إن نشر الفوضى لا يساعد على استعادة أي مخطوف، وشدد على منع قطع الطرق وعلى ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية.

وقد أعلن الجيش اللبناني إجراءات استثنائية لتعزيز الأمن في عيد الفطر، خاصة في المواقع الدينية والطرق الرئيسية ومراكز التسوق والأماكن السياحية.

وحذرت الولايات المتحدة من جهتها عبر سفارتها في بيروت من احتمال وقوع عمليات خطف أو هجمات في لبنان على خلفية قصة الاختطافات.

وتحدثت السفارة عن قيود فرضت على تحركات طاقمها الدبلوماسي، وعن تقليص في برامج التعاون الجامعي وفي المنح الدراسية الموجهة للطلبة والأساتذة الأميركيين في لبنان.

المصدر : الجزيرة + وكالات