قصف مدمر بإعزاز وتصعيد بدمشق

مقتل ثمانين شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من مائة في قصف على مدينة اعزاز بحلب
undefined

قال ناشطون إن نحو 180 شخصا قتلوا اليوم الأربعاء بنيران الجيش السوري, أربعون منهم لقوا حتفهم في قصف جوي على بلدة إعزاز بريف حلب, وتحدثوا عن إعدامات ميدانية في دمشق التي شهدت بدورها تصعيدا جديدا.

وقال الإعلامي حازم العزيزي في اتصال مع الجزيرة من إعزاز القريبة من الحدود مع تركيا والخاضعة لسيطرة الجيش الحر إن أكثر من عائلة أُبيدت في القصف الذي نفذته طائرة حربية من طراز "ميغ 25".

وأضاف أن القصف استهدف حيا شعبيا, وأن جثث عدد من القتلى تحولت إلى أشلاء, قائلا إن الجرحى بالمئات. من جهته, قال محمد نور -الناطق باسم ثوار إعزاز- للجزيرة إن طائرة من طراز "ميغ 25" أطلقت أربعة صواريخ على الأقل.

وكانت حصيلة أولية للمرصد السوري أشارت إلى مقتل أكثر من عشرين, فيما قال مصدر طبي لرويترز إن ثلاثين قتلوا وجرح 150 آخرون.

وبينما أكد ناشطون وشهود أن القصف أصاب أساسا منطقة مدنية وتسبب في هدم عشرة منازل على الأقل, قال رامي عبد الرحمن -مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان- إن المقر السابق لحزب البعث الذي يتخذ منه الجيش الحر مقرا له كان من بين المواقع المستهدفة بالقصف. وأشار عبد الرحمن إلى أن رهائن لبنانيين أصيبوا بدورهم في القصف.

أحد ضحايا الغارة تحت الركام (الجزيرة)
أحد ضحايا الغارة تحت الركام (الجزيرة)

بيد أن أبا فراس -المتحدث باسم المجلس الثوري لحلب وريفها- أكد للجزيرة أن القصف كان عشوائيا.

من جهته, قال أبو عبد الله الحلبي -عضو مجلس الثورة بحلب- للجزيرة إن أحد ضباط الجيش السوري أبلغ الجيش الحر أن ريف حلب سيتعرض لقصف مدمر إذا لم ينسحب لواء التوحيد من حلب المدينة, وهو ما أكده أيضا الناشط أبو فراس.

حلب وريفها
وأضاف الحلبي أن قتلى آخرين سقطوا في قصف جوي على بلدة تل رفعت التي تقع أيضا في ريف حلب. وكان الحلبي قال في وقت سابق اليوم للجزيرة إن القوات النظامية حاولت الالتفاف على الثوار في حي صلاح الدين بحلب عبر حي سيف الدولة إلا أنها فشلت, مضيفا أن الطيران الحربي السوري يستخدم قنابل واسعة التدمير في غاراته على حلب.

وأكد أن الجيش الحر دمر ثلاث دبابات للجيش النظامي وقتل عشرات من عناصره خلال اشتباكات عنيفة في دوار الجندول, مشيرا في الأثناء إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح عشرة آخرين اليوم في حلب.

وتحدثت شبكة شام الإخبارية من جهتها عن اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في ساحة السبع بحرات وباب النصر بحلب. وكان مراسل الجزيرة قال من جهته إن الجيش الحر استولى على معبر باب الهوى القديم القريب من المعبر الجديد على الحدود مع تركيا.

وسيطر الجيش الحر على المعبر القديم بعد انسحاب قوة نظامية منه عقب مهاجمة رتل كبير للجيش النظامي أمس في محيط بلدة سرمدا. وقتل في الهجوم جنود نظاميون ونحو عشرين مسلحا ومدنيا وفقا لمراسل الجزيرة الذي قال إن السيطرة على المعبر القديم فتحت الطريق إلى حلب حتى بلدة الأتارب وإلى إدلب حتى بلدة معرة مصرين.

اشتباكات وإعدامات بدمشق
وكان الجيش الحر قد تبنى تفجير عبوة ناسفة في مقر لقيادة الأركان وسط دمشق مما أسفر عن جرح خمسة أشخاص وفقا لمصدر عسكري سوري.

التفجير وقع على مقربة من فندق يقيم فيه المراقبون الدوليون (الجزيرة)
التفجير وقع على مقربة من فندق يقيم فيه المراقبون الدوليون (الجزيرة)

ووقع التفجير خلف فندق "داما روزا" الذي يقيم فيه نحو مائة مراقب دولي, وأسفر عن إحراق عربات عسكرية للجيش السوري وفقا لوكالة فرانس برس. وبعد ساعات قليلة من التفجير, هاجم مقاتلون من الجيش الحر مبنى رئاسة الوزراء والسفارة الإيرانية في حي المزة, ثم اشتبكوا مع قوات نظامية هناك.

وقال ناشطون لاحقا للجزيرة إن الجيش النظامي رد بقصف مروحي وإعدام 11 شخصا بينهم امرأة في بساتين الرازي بحي المزة. وتحدثت لجان التنسيق أيضا عن إعدام ستة أشخاص في دوما بريف دمشق.

وأكدت ديما الشامي -عضو مجلس الثورة في دمشق- للجزيرة أن ستة آخرين بينهم سيدة وابنتها قتلوا برصاص القوات النظامية في حي القابون, بينما تحدث ناشطون قبل ذلك عن قصف حيّيْ العسالي والقدم بالدبابات ومقتل شخصين فيهما, وعن تطويق حي القدم, واقتحام قوة مدرعة بساتين حي برزة.

حصيلة ثقيلة
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 178 شخصا قتلوا اليوم بنيران القوات النظامية بينهم تسعون في حلب وريفها, و32 في دمشق وريفها, و26 في إدلب و21 في حمص بينهم ستة من عائلة واحدة في حي دير بعلبة, وخمسة في درعا.

وقال ناشطون إن الجيش النظامي قصف اليوم بلدات في ريف دمشق بينها عربين وداريا وكذلك الضمير التي قتل فيها ثلاثة أشخاص, وقصف أيضا أحياء في حمص وبلدات في ريفها مثل الرستن وتلبيسة حيث سقط عدد من القتلى والجرحى.

وتعرضت درعا بدورها للقصف, فيما اجتاحت عشرات الآليات بلدة طفس بدرعا بعد انسحاب الجيش الحر منها, كما تعرضت مدينة البوكمال بدير الزور للقصف.

المصدر : الجزيرة + وكالات