83 قتيلا واعتقالات في دمشق

أوقعت الاشتباكات المتواصلة في سوريا اليوم الثلاثاء نحو 83 قتيلا، في وقت تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 23 ألف قتيل منذ بداية الثورة السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى اليوم عشرة أشخاص سقطوا في دير الزور جراء القصف الذي شمل مناطق عديدة في المحافظة، فيما قتل ثمانية آخرون في إدلب إثر قصف استهدف بلدتي معرة مصرين وسراقب، بينما لقي خمسة أشخاص مصرعهم في حلب برصاص قناصة واشتباكات مع رتل عسكري في المنطقة، كما قتل ثلاثة مواطنين في مدينة التل بريف دمشق.

وأوضح أن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة مورك بإدلب بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة الذين هاجموا حاجزا للقوات النظامية في البلدة، كما تعرضت بلدة الهبيط للقصف من قبل القوات النظامية.

وتواصلت اليوم الاشتباكات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر، وقال الناشطون إن الجيش النظامي قصف عدة أحياء في المدينة باستخدام الدبابات والطائرات الحربية، ودخلت قوات النظام أمس الاثنين القسم الغربي من حي سيف الدولة في غرب المدينة بعد أن أعلنت سيطرتها الخميس الماضي على حي صلاح الدين.

معركة حلب
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات اليوم أن الجيش لم يزج بعد بكامل قواته في معركة حلب، وقالت إن "الجيش العربي السوري لم يستخدم بعد سوى عدد ضئيل من قواته المرابطة حول المدينة، للسيطرة على حي صلاح الدين الذي عد محللون عسكريون معركة تحريره مجرد جولة فقط باتجاه بسط السيطرة على باقي مناطق نفوذ المسلحين".

وأشارت إلى أن وحدات الجيش "لا تزال تحكم طوقها حول المدينة وتسد منافذ خطوط إمداد المسلحين في انتظار أوامر القادة الميدانيين بدخول باقي الأحياء الساخنة، وإن كانت المؤشرات الأولية تدل على أنها تتبع تكتيك القضم التدريجي بدل المواجهة الشاملة تفاديا لوقوع ضحايا مدنيين".

مسلحو الجيش الحر يحاولون التقدم في أحياء حلب(رويترز)
مسلحو الجيش الحر يحاولون التقدم في أحياء حلب(رويترز)

وفي دمشق، تستمر لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة ومحيطه، بالإضافة إلى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية أمس حملة مماثلة.

وانتشرت قوات الأمن وعناصر الجيش في حي الشاغور والجوار، وأقام الجيش حواجز على مدخل حي الميدان الأثري. وتسيطر القوات النظامية على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر بينها وبين مسلحي المعارضة.

وتواصل القصف على مدينة طفس بريف درعا لليوم الرابع على التوالي، وأفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية التي تحاصر البلدة وتحاول اقتحامها منذ أيام.

وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اليوم أن بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام "منطقة منكوبة"، وحث "كل قادر من المواطنين السوريين"، على نجدتها بكل السبل المتاحة، "سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها أو بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها".

ويقول الجيش السوري الحر إنه يسيطر على معظم ريف حلب وريف إدلب وعلى غالبية محافظة دير الزور. ويؤكد أنه يسعى إلى إقامة "منطقة عازلة آمنة" ينطلق منها لـ"تحرير كل البلاد".

حصيلة جديدة
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى تجاوز 23 ألفا منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 17 شهرا، بينهم أكثر من 2400 قتلوا منذ بداية أغسطس/آب الحالي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن القتلى هم "16142 مدنيا و1018 منشقا و5842 من القوات النظامية"، وتشمل أرقام المدنيين التي يعلنها المرصد المدنيين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا العدد "لا يشمل من قتلوا من الشبيحة والمفقودين داخل سجون النظام وكذلك الجثث المجهولة الهوية التي لم توثق بالفيديو". يذكر أن الأمم المتحدة قد توقفت منذ بداية هذا العام عن إعطاء حصيلة للضحايا في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات