اشتباكات بدمشق وتحذير من مجزرة بحلب

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 180 شخصا قتلوا أمس الخميس بنيران الجيش النظامي معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا، وفيما حذرت الولايات المتحدة من ارتكاب مجزرة في حلب تستمر الاشتباكات والقصف في دمشق وأنحاء عدة بالبلاد.

وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وعناصر الجيش السوري الحر اندلعت في حيي صلاح الدين والحمدانية وغيرهما من أحياء حلب، كما تواصل القصف المدفعي والمروحي على أحياء المرجة والصاخور والشعار وسيف الدولة.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن بلدتي منبج ودارة عزة بحلب تعرضتا لقصف عنيف من راجمات الصواريخ في قصف هو الأعنف منذ اندلاع الثورة.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن تقارير جديرة بالثقة عن أرتال دبابات تتجه صوب حلب وهجمات بالمروحيات والطائرات المقاتلة تمثل "تصعيدا خطيرا" وإن مبعث القلق هو "أن نشهد مذبحة في حلب"، وأضافت "قلوبنا مع أهل حلب، وهذه مجددا محاولة أخرى يائسة من النظام الذي يتهاوى من أجل الحفاظ على السيطرة".

وأوضحت نولاند أن واشنطن لا تتوقع تدخلا عسكريا في الصراع بدون تفويض من مجلس الأمن، واكتفت بالقول إنه يجب مضاعفة جهود الولايات المتحدة مع الدول التي تتفق معها خارج نظام الأمم المتحدة.

الاشتباكات تتواصل في أحياء المدن (الجزيرة)
الاشتباكات تتواصل في أحياء المدن (الجزيرة)

قصف واشتباكات
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي قصف مناطق في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن والقدم بدمشق. بينما دارت اشتباكات قرب ضريح الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون وفي الحجر الأسود بالعاصمة.

واتهمت شبكة شام قوات النظام بارتكاب مجزرة في بلدة يلدا بريف دمشق حيث قتل العشرات جراء القصف، كما تواصل القصف على داريا والسيدة زينب وكفر بطنا.

وتجدد القصف أيضا على مدن القصير وتلبيسة والحولة والرستن وقرى الضبعة والبويضة الشرقية في حمص، واقتحمت قوات النظام أحياء في حماة، كما قصفت قرى الشريعة وباب الطاقة والحواش والحويجة في ريفها.

وفي دير الزور، تجدد القصف على أحياء الجبيلة والكنامات والعرضي، وعلى بلدات الحصان والعليان ومحيميدة، والأمر نفسه في قرى العيدو وسلمى ودورين بريف اللاذقية، وفي قرى الحراك واليادودة واللجاة وداعل والشيخ مسكين وطفس بريف درعا، وفي قرية جباتا الخشب بالجولان.

وقال مراسل الجزيرة إن جنديا أردنيا أصيب في كمين للجيش النظامي السوري أثناء عبور لاجئين سوريين إلى منطقة الرمثا، وتبعه تبادل لإطلاق النار بين جنود الطرفين عبر الحدود.

وعلى الحدود التركية في الشمال، أفاد مراسل الجزيرة بحدوث حركة نزوح واسعة إثر القصف العنيف على بلدة تفتناز بمحافظة إدلب، كما انشق عدد من الجنود عن الجيش النظامي في مطار البلدة، وذكرت شبكة شام أن القصف طال مدينتي كفرنبل وسراقب مع استمرار الاشتباكات وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وعلى صعيد آخر، بث ناشطون مشاهد لمظاهرات مسائية في أحياء قبر عاتكة ومخيم فلسطين والقنوات ودمر البلد ومشروع دمر في دمشق، كما خرجت مظاهرات في سقبا وكفر بطنا ودوما وحرستا والتل والكسوة في ريف دمشق، وكذلك في حي سيف الدولة ومساكن هنانو في حلب، وفي كفرتخاريم وكفرنبل في إدلب، وحي السبيل بدرعا، والميادين في دير الزور ومناطق أخرى من سوريا.

‪حركة النزوح تتزايد بسرعة مع استمرار القصف‬ (الجزيرة)
‪حركة النزوح تتزايد بسرعة مع استمرار القصف‬ (الجزيرة)

لاجئون وإغاثة
من جهة أخرى، استقبل العراق أمس الخميس 800 لاجئ سوري بينهم 5 جرحى من منطقة البوكمال الحدودية، وقال مصدر محلي إن الجهات الصحية قدمت الإسعافات الأولية للجرحى وأحالت أحدهم إلى مستشفى الرمادي.

وفي الأردن، قال مصدر أمني إن نحو 200 لاجئ سوري تمكنوا من الهرب ظهر الخميس من مكان تجمعهم في ملعب حديقة الملك عبد الله الثاني بمدينة الرمثا، مؤكدا أن البحث لا يزال جاريا عنهم في المدينة.

ويقدر عدد اللاجئين المتواجدين في الملعب بما بين 3800 و4000 لاجئ، علما بأن السلطات الأردنية أوقفت الثلاثاء الماضي قرار السماح للأردنيين بكفالة اللاجئين السوريين.

وفي الأثناء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة العاملة في سوريا تمكنت الشهر الماضي من زيادة مساعداتها بشكل كبير رغم خطورة الأجواء.

في السياق أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أن أوكرانيا بدأت الخميس عملية إجلاء رعاياها من سوريا، الذين تقدر أعدادهم بنحو 5000، معظمهم من النساء والأطفال.

ونقل مراسل الجزيرة نت في كييف محمد صفوان جولاق عن المتحدث أوليكساندر ديكوساروف قوله إن الرئيس الأوكراني كلف وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات المعنية بإجلاء الرعايا من سوريا، بسبب التوتر وخطورة الأوضاع فيها، على حد وصفه.

المصدر : الجزيرة + وكالات