اشتباكات بحلب وإعداد "للمعركة الكبرى"

تتعرض عدة أحياء بحلب صباح اليوم لإطلاق نار من رشاشات المروحيات بينما تشن القوات النظامية "هجوما حاسما" على الجيش الحر بالمدينة، يأتي هذا مع خشية أميركية من "مجزرة" بالمدينة التي تشهد اشتباكات لليوم الثامن على التوالي بين الجيشين النظامي والحر، وغداة مظاهرات جديدة دعا إليها الناشطون في جمعة تحت شعار "انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة".

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 25 قتيلا على الأقل سقطوا اليوم بنيران القوات النظامية معظمهم في درعا وريف دمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض أحياء صلاح الدين والأعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري لإطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة.

وأضاف أن هناك أصوات انفجارات في حيي الفردوس والمرجة، كما دارت عند الفجر اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط حلب) وساحة سعد الله الجابري.

وفي حي صلاح الدين، يستعد مئات المقاتلين المعارضين لمواجهة هجوم كبير تعد له قوات النظام من أجل استعادة الأحياء التي خرجت عن سيطرتها.

وكان مصدر أمني كشف أن تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في "هجوم مضاد شامل" الجمعة أو السبت على حلب.

وأشار المصدر أيضا إلى تدفق أكثر من ألفي عنصر من الكتائب المسلحة من مختلف المدن والبلدات إلى حلب تحضيرا "للمعركة الكبرى". 

بدورها أعربت الولايات المتحدة الخميس عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا في سوريا.

video

تحذير من مجزرة
وخلال لقاء مع الصحفيين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أن القلق هو في حصول مجزرة بحلب "وهذا ما يبدو أن النظام يُعد له" معتبرة أن تقدم الدبابات واستعمال المروحيات والطائرات يشير إلى "تصعيد خطير في النزاع"

ومع ذلك أكدت نولاند الموقف الأميركي لناحية عدم تسليم أسلحة للمسلحين. وقالت "لا نعتقد أن صب الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الأرواح".

وفي حلب أيضا دعت منظمة اليونيسكو جميع الأطراف الضالعين في النزاع" في سوريا إلى "ضمان حماية الإرث الثقافي الاستثنائي" في المدينة. وتتمتع سوريا بتراث أثري وتاريخي بالغ الأهمية، وتعتبر دمشق إحدى أقدم المدن في العالم.

وفي حي الحجر الأسود بدمشق بث ناشطون صوراً تظهر الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، وقالوا إن الحي تعرض لحملة عسكرية عنيفة، حاولت فيها قوات النظام اقتحامه واعتقال الناشطين، مما دفع كتائب الجيش الحر للتصدي لهم ومنعهم من الدخول.

وعلى صعيد آخر، بث ناشطون مشاهد لمظاهرات مسائية في أحياء قبر عاتكة ومخيم فلسطين والقنوات ودمر البلد ومشروع دمر في دمشق، كما خرجت مظاهرات في سقبا وكفر بطنا ودوما وحرستا والتل والكسوة في ريف دمشق، وكذلك في حي سيف الدولة ومساكن هنانو في حلب، وفي كفر تخاريم وكفر نبل في إدلب، وحي السبيل بدرعا، والميادين في دير الزور ومناطق أخرى من سوريا.

لاجئون سوريون في منطقة الرمثا الأردنية الحدودية (الجزيرة-أرشيف)
لاجئون سوريون في منطقة الرمثا الأردنية الحدودية (الجزيرة-أرشيف)

اشتباكات حدودية
إلى الأردن حيث أفاد مراسل الجزيرة أن طفلاً سورياً لاجئاً من حمص قتل، وأصيب جندي أردني، في كمين نصبه الجيش السوري النظامي أثناء عبور لاجئين سوريين إلى منطقة الرمثا الأردنية.

وأعقب ذلك اشتباك بين الجنود الأردنيين والسوريين في تلك النقطة الحدودية دام أكثر من ساعتين. وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش النظامي السوري النار على لاجئين سوريين يعبرون الحدود إلى الأردن.

بدوره، قللت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) من شأن مشاركة "مقاتلين متشددين"، ولا سيما من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في النزاع المسلح الدائر في سوريا، مؤكدة أن هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلا في سوريا ولكن "وجودهم ليس كبيرا".

ولم يستبعد المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إمكانية وجود متطرفين في سوريا لكن "لا يجدر بأحد الظن أن تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير".

إلى ذلك نقلت صحيفة النهار اللبنانية عن مصادر أمنية قولها إن مجموعات من "الوحدة 910 العائدة للمجلس الجهادي" في حزب الله انتقلت أخيراً إلى سوريا عبر منطقة "حوش السيد علي" في بلدة الهرمل الحدودية، لمشاركة القوات النظامية في "قمع" الثورة في مناطق القصير والرستن بمحافظة حمص.

ولفتت المصادر عينها إلى أن للحزب وجوده الأمني والعسكري الفاعل في منطقة الزبداني السورية.

المصدر : وكالات