أردوغان يهدد وأميركا لن تتدخل بسوريا

هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن جيشه قد يرد على قيام نظام بشار الأسد بتسليم مناطق حدودية إلى حزب كردي مناوئ لأنقرة. أما واشنطن فقد حذرت من وقوع مجزرة في حلب، لكنها قالت إنها لن تتدخل عسكريا، ومن ناحيتها حذرت موسكو من أي حديث عن تنحية الرئيس السوري.

فقد اتهم رئيس الوزراء التركي النظام السوري بتسليم بعض المناطق شمالي سوريا لحزب كردي تابع لحزب العمال الكردستاني المناوئ لأنقرة. وهدد أردوغان برد عسكري، مضيفا أن الرئيس السوري بشار الأسد يوشك على فقدان السلطة وأن بعض الدول تحاول منع نظامه من السقوط.

واتهم أردوغان نظام الأسد بأنه وضع عدة مناطق في شمال سوريا "في عهدة" حزب العمال الكردستاني، وحذر من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة. واعتبر أيضا أن إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا.

وقال أردوغان "في هذه اللحظة نظام الأسد متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية (شمال غرب) أيضا. في الشمال وضع خمس محافظات بعهدة الأكراد، المنظمة الإرهابية"، في إشارة الى حزب العمال الكردستاني.

القتال في حلب يثير قلق الولايات المتحدة التي تخشى من حدوث مجزرة (الجزيرة)
القتال في حلب يثير قلق الولايات المتحدة التي تخشى من حدوث مجزرة (الجزيرة)

وردا على سؤال عن إمكان أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المسلحين الأكراد في حال الضرورة داخل الأراضي السورية إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال أردوغان "إنه أمر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله".

وحذر رئيس الوزراء التركي من أن تقسيم سوريا سيؤدي إلى صراع مسلح بين أتباع المذاهب المختلفة, وقال إن الصراع المذهبي يتطور بشكل مختلف عن الصراع العرقي، وسيؤدي إلى ظهور وضع أكثر صعوبة.

واشنطن تخشى
وفي واشنطن، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، وأكدت في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في هذا البلد.

وتطرقت نولاند إلى "معلومات ذات مصداقية" مفادها أن "قوافل من الدبابات" تتقدم باتجاه المدينة التي تبعد 355 كلم إلى شمال دمشق وحيث تدور معارك ضارية بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي.

وأكدت نولاند مع ذلك على الموقف الأميركي لناحية عدم تسليم أسلحة للمتمردين السوريين. وقالت "لا نعتقد أن صب الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الأرواح".

وفي هذه الأثناء قللت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) من شأن مشاركة مقاتلين إسلاميين "متشددين"، ولا سيما من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في النزاع المسلح الدائر في سوريا، وأكدت أن هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلا في سوريا ولكن "وجودهم ليس كبيرا".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل "لا يمكنني أن أستبعد إمكانية أن يكون هناك متطرفون في سوريا ولا يجدر بأحد أن يظن أن تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير أو ضخم أو قوي". وأضاف أنه لا يعود لواشنطن أن تحدد الطريق الواجب على السوريين سلوكه لتحقيق انتقال السلطة، وشدد على أن الولايات المتحدة تدرك "الغموض الذي يكتنف مستقبل هذا البلد في حال سقوط نظام بشار الأسد".

موسكو تحذر 
من جهته حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن المطالبة بتنحي الرئيس السوري تؤجج العنف, معتبرا أن "دعم المعارضة السورية المسلحة يرقى إلى حد دعم الإرهاب", على حد قوله.

وقال لافروف إن موسكو تقترح أشياء من شأنها أن تسمح بوقف فوري لإطلاق النار، "لكن الجانب الآخر يقول لا، إما أن يذعن النظام أو سنستمر في دعم القتال المسلح. وهو ما يبرر أعمالا إرهابية".

لافروف: المطالبة بتنحي الرئيس السوري تؤجج العنف (الفرنسية)
لافروف: المطالبة بتنحي الرئيس السوري تؤجج العنف (الفرنسية)

كما قال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي فوك جيرميتش في موسكو "أي نوع من العمل الإنساني يمكننا الحديث عنه ما دام هذا الدعم مستمرا", في إشارة إلى ما عده دعما غربيا للمعارضة.

يشار إلى أن روسيا والصين واجهتا انتقادات حادة من الدول الغربية لاستخدامهما حق النقض (فيتو) الذي تتمتعان به في مجلس الأمن الدولي لتعطيل قرارات من شأنها زيادة الضغط على الأسد.

في مقابل ذلك, ردت موسكو متهمة الولايات المتحدة الأربعاء "بمحاولة تبرير الإرهاب ضد الحكومة السورية".

دعم إيراني
من ناحية أخرى أعلنت إيران أنها ستقف إلى جانب حليفتها سوريا رغم الضغوط الدولية المتزايدة على الأسد كي يتنحى.

وقال محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إن "الشعب الإيراني له موقف لا يقبل التغيير إزاء السوريين وسيقف دائما إلى جوارهم", واتهم القوى الكبرى بالتوحد "لإلحاق الضرر بالأمة السورية". كما أعلن أمين سر مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن طهران مستعدة لدعم دمشق أكثر من ذي قبل في مواجهة الضغوط الأجنبية.

يشار إلى أن إيران أشادت بثورات الربيع العربي باعتبارها "صحوة إسلامية"، غير أنها رفضت المعارضة لحكم الأسد ووصفتها بأنها مؤامرة خارجية.

وقد عرضت طهران في وقت سابق هذا الشهر استضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة.

الوطني السوري
على صعيد آخر بدأت في العاصمة القطرية الدوحة الخميس أعمال اجتماع الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا, وبحضور أكثر من أربعين عضوا وقياديا بالمجلس.

وأوضح محمد طيفور -نائب رئيس المجلس- أن الاجتماع سيستمر يومين, لبحث موضوع الحكومة الانتقالية في سوريا واستيعاب قوى المعارضة التي لم تدخل بعد في المجلس وإعادة هيكلة المجلس وتفعيل مؤسساته، إضافة إلى الوضع الداخلي في سوريا وإغاثة النازحين واللاجئين.

وأضاف "نفكر في أن نكون جاهزين ومستعدين في ظروف قد تأتي بالمفاجآت، ونريد أن يكون بين يدينا حكومة انتقالية تأخذ دورها في الوقت المناسب".

المصدر : وكالات