"الوطني" يتهم المجتمع الدولي بالعجز بسوريا
حمل المجلس الوطني السوري الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأمور في سوريا، ملقيا باللائمة أولا على طهران وموسكو لدعمهما النظام في قمع شعبه، وفيما أكدت أنقرة أن الرئيس بشار الأسد سيرحل، يسعى المبعوث الدولي العربي كوفي أنان -خلال زيارته موسكو- للحصول على مساعدة الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء العنف.
وحذر أمس المجلس المعارض -في بيان تلاه من إسطنبول المتحدث الرسمي باسمه جورج صبرة- المجتمع الدولي "المتردد والعاجز" من "النتائج الكارثية لمعارك المصير" التي تشهدها دمشق وحمص.
وأكد أن نظام الأسد حوّل العاصمة إلى "ساحة حرب يشنها على الأحياء الثائرة"، مضيفا أن المجلس "يضع المجتمع الدولي المتردد والعاجز أمام مسؤولياته، فحماية أرواح السوريين أهم من أي معاهدات واتفاقات".
وأضاف نحمل الجامعة العربية ومجلس الأمن النتائج الكارثية المترتبة على ما يجري هذه الساعات في كل من دمشق وحمص التي يقبع فيها نحو "1200 أسرة تحت الحصار الخانق".
ووضع المجلس الوطني في بيانه مسؤولية ما يجري على عاتق روسيا وإيران اللتين "تدعمان النظام وتزودانه بكل أشكال الدعم والسلاح وآلة الموت والدمار" في مواجهة "أناس يتصدون بصدورهم العارية لقوة القهر".
وانشق في الأسبوع الفائت وحده 62 ضابطا من مختلف الرتب، حسب بيان المجلس.
أوشك الرحيل
وفي السياق، أعلن أمس رئيس المجلس عبد الباسط سيدا أن على الرئيس الأميركي باراك أوباما ألا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة في نوفمبر/تشرين الثاني، والتحرك فورا لوضع حد لأعمال العنف في سوريا.
وأكد أنه التقى المسؤولين الروس ليطلب منهم وقف دعم موسكو السياسي والعسكري للنظام، والكف عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي، وأوضح لهم أن السوريين يقتلون بأسلحة ودبابات ومدافع وقاذفات صواريخ ومروحيات روسية. لكنهم أجابوا "ببساطة بأنهم أوقفوا مدهم بالأسلحة".
في غضون ذلك، قال أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن نظام الأسد أوشك على الرحيل.
وذكر أردوغان -في تصريحات أوردتها وكالة "الأناضول" التركية للأنباء- أن "المذابح البشعة والأعمال الوحشية غير الإنسانية في سوريا تشير إلى السقوط الحتمي لنظام الأسد".
موسكو وطهران
وقال الزعيم التركي -في اجتماع لحزبه "العدالة والتنمية" الحاكم- إن نظام الأسد هاجم قرية التريمسة بحماة بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى مقتل حوالي 270 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وخلص أردوغان إلى أن الذين هاجموا شعبهم سيسقطون، وأن "كل المستبدين جبناء، والمتعطشين للدماء سيدفعون الثمن عاجلا أم آجلا".
وفي إطار المباحثات بشأن القرار الأممي المرتقب بشأن سوريا، يتوجه أنان إلى روسيا والصين للقاء قادة الدولتين اللتين توفران غطاء دوليا لنظام الأسد، وسبق لهما أن استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري.
وأعلن المركز الصحفي للكرملين أن بوتين سيجتمع مع أنان الثلاثاء بعد محادثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم الاثنين.
وقال الكرملين إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة أنان للسلام، موضحا أن "ما يفهمه الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي الإطار الوحيد الممكن لحل المشاكل الداخلية في سوريا".
وأكدت موسكو الأسبوع الماضي منعها صدور قرار أممي جديد يناقش تمديد مهمة المراقبة في سوريا إذا تضمن تهديدا بفرض عقوبات، واقترحت مشروع قرار من جانبها لا يتضمن أي تهديد بفرض عقوبات.
يذكر أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أعلن أمس استعداد بلاده لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة، لكن أعضاء في المعارضة سارعوا إلى رفض العرض.