نواف الفارس: الأسد أوهمنا بالإصلاحات

قال السفير السوري لدى العراق نواف الفارس الذي أعلن انشقاقه قبل يومين، إنه كان مع الثورة منذ اليوم الأول وضد كل الممارسات الخاطئة، وأشار ضمن برنامج "لقاء اليوم" على قناة الجزيرة إلى أن الرئيس بشار الأسد أوهم من حوله باتخاذ إجراءات إصلاحية لم ينجز منها أي شيء، وأعرب عن عتبه لموقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الثورة السورية، معتبرا أن إيران تساهم في المشكلة وليس الحل.

وبخصوص توقيت انشقاقه، قال الفارس إنه كانت لديه ظروفه الخاصة وظروف مهمته، مشيرا إلى أن وعود النظام بالخطوات الإصلاحية كانت وهما وسرابا ولم تكن سوى مزيد من القتل والدمار.

ورغم ذلك فقد كان لديه أمل بالتغيير، مشيرا إلى أن "بشار الأسد رئيس سوريا سابقا والمجرم حاليا" تحدث عن "خطوات إصلاحية متقدمة كلفنا بنقلها إلى الشعب والشارع"، تتعلق بحزب البعث والإدارة وتعدد الأحزاب وبالدستور الجديد والديمقراطية، و"أوهمنا بقناعته بأن العالم يتغير ونحن يجب أن نتغير".

بيد أن تلك الوعود لم تغير أي منهج من مناهج الدولة، حيث أشار الفارس إلى أن الدستور الجديد لا يختلف عن الدستور القديم لأن كل شيء بيد الرئيس، وبخصوص المادة الثامنة في الدستور القديم التي تم إلغاؤها وتتعلق بأن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع، واعتبر هذه المادة منتهية منذ زمن وأن "الحزب مجرد غطاء لقيادة فرد دكتاتور".

وبشأن انشقاقه، قال الفارس إنه كان حريصا على عدم إحراج السلطات العراقية، خاصة أن بغداد لها علاقات مع النظام السوري، مشيرا إلى أنه اتبع طريقة خاصة وبعلاقات خاصة استطاع الخروج من العراق وأعلن انشقاقه بمعزل عن المسؤولين العراقيين.

ورفض الخوض في تفاصيل وأسلوب انشقاقه، مكتفيا بالقول إنه تم بالتنسيق مع الثوار خاصة على الأرض، وأنه على تواصل مع الداخل: الجيش الحر والتنسيقيات والثوار.

عتب
ورغم إشارته إلى أن المعارضة في الخارج بذلت جهودا، فإن الفارس أشار إلى وجود عتب عليهم "وتقصير وفجوة كبيرة بين الداخل والخارج".

وأكد أنه سيلعب دورا كبيرا بشد أزر الثورة مع الداخل، وأنه متواصل بالأساس مع الجيش الحر، وأن انشقاقه سيؤثر بشكل كبير على النظام، مشيرا إلى أن النظام لا يملك أصلا إلا البنية العسكرية والأمنية، ولكن حتى هذه البنية بدأت بالتفكك وكثرت فيها الانشقاقات.

‪نواف الفارس أعلن انشقاقه أمس‬ (الجزيرة)
‪نواف الفارس أعلن انشقاقه أمس‬ (الجزيرة)

كما أكد السفير المنشق أن الثورة ستنتصر وأن الحق يؤخذ بالقوة، حتى لو قدم الشعب السوري مائة ألف ومائتي ألف ومليون شهيد، مشيرا إلى أن الشعب مقتنع بأن الأسد لن يرحل بدون قوة بعد ما "قتل 30 ألفا وغيب عشرات الآلاف وسجن مئات الآلاف وهجر الملايين"، مقللا من تأثير المبادرات الدولية على النظام السوري المستمر في جرائم القتل.

وعتب الفارس لموقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من سوريا، واصفا إياه "بالمتناقض مع حقيقة الأشياء، وهي أن نظام بشار الأسد قتل آلاف العراقيين، وهذا الشيء يدركه المالكي والمسؤولون العراقيون بالمفخخات والتفجيرات والقاعدة.. الأسد عقد اتفاقات شرف مع القاعدة" لتسهيل مرورهم إلى العراق.

وأعرب عن استغرابه لموقف إيران الداعم للنظام السوري، مشيرا إلى أن المذهب الشيعي يقوم على مرتكز أساسي وهو المظلومية ومظلومية الحسين ورفع الظلم، متسائلا "أين أنتم من الظلم الواقع على الشعب السوري؟".

وبخصوص الدعوة إلى إشراك إيران في الحل بسوريا، قال إن طهران "تساهم في المشكلة فكيف تساهم في الحل؟ وهي من الأسباب المشجعة لبشار الأسد للاستمرار في الحكم"، معتبرا أن إيران غير مقبولة و"الجهة الدولية التي ساهمت في سفك دم الشعب السوري غير مقبولة، والثورة ستستمر وتنتصر رغما عن إيران والطاغية بشار الأسد".

وكان الفارس قد أعلن أمس الأربعاء انشقاقه عن النظام, وحث كل السوريين على الالتحاق بالثورة, والجيش على الوقوف إلى جانب الشعب. وأعلن استقالته من منصبه سفيرا لبلاده في بغداد ومن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، احتجاجا على "المذبحة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب على يد النظام".

في قطر
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الفارس موجود حاليا في قطر.

وقال زيباري للصحفيين على هامش افتتاح سفارة عراقية جديدة في باريس إن انشقاق الفارس أمس كان مفاجأة، إذ إنه كان "مواليا للنظام"، مشيرا إلى أنه غادر العراق وهو موجود حالياً في قطر، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، إعفاء الفارس من منصبه على خلفية تصريحات أدلى بها أمس ضد نظام الرئيس الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد واستمرار عمل السفارة فيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات