رصد لاستخدام قنابل عنقودية بسوريا

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنّ تسجيلات مصورة نشرها ناشطون سوريون على الإنترنت تظهر ما يبدو أنها بقايا قنابل عنقودية.
undefined
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان عن رصدها تسجيلات مصورة نشرها ناشطون سوريون على الإنترنت، تظهر -على ما يبدو- استخدام القوات النظامية السورية للقنابل العنقودية المحظورة دوليا. وفي تطور آخر قالت منظمة "نساء تحت الحصار" إن القوات الموالية للحكومة السورية تستهدف النساء بالاغتصاب والاعتداء، وأشارت إلى توثيقها عشرات حالات الاغتصاب خاصة في حمص.

وأوضحت هيومن رايتس أنه في حال صحة مقاطع الفيديو التي تم تحميلها يوم 10 يوليو/تموز الجاري والتي تصور قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة شديدة الخطورة من قبل القوات السورية في حملتها ضد معارضي النظام.

وأشارت إلى أنه تم العثور على هذه الذخائر "السوفياتية الصنع" في جبل شحشبو، وهي منطقة جبلية قريبة من حماة وسط البلاد. وقال ناشط من المنطقة للمنظمة إن المكان الذي تم العثور فيه على بقايا الذخائر العنقودية، تعرض لقصف مطول من القوات النظامية على مدار الأسبوعين  الماضيين.

وقال خبراء أسلحة في هيومن رايتس ومركز جنيف الدولي لنزع الأسلحة، إن التسجيلات تظهر بقايا عبوات قنابل عنقودية، وقنابل غير منفجرة، وأجزاء من قنابل صغيرة، وكل هذه الأسلحة سوفياتية الصنع.

ويضيف الخبراء أنه يظهر في شريطي الفيديو غلاف قنبلة عنقودية من نوع "ر.ب.ك-250" لا يمكن إلقاؤها إلا بواسطة طائرة، و15 قنبلة عنقودية من نوع "أ.و-1سش" غير منفجرة.

ونقلت المنظمة عن خبراء أسلحة أنه لا يمكن إطلاق القنابل العنقودية من الطراز الذي تم العثور عليه إلا بواسطة طائرة حربية وليس مروحية، نظرا لحجمها الكبير والسرعة المطلوبة للطائرة التي تطلقها حتى تنتشر ذخائرها العنقودية الصغيرة بالشكل الصحيح لدى الإطلاق.

لكن المنظمة أشارت إلى أن سوريا ليست من بين الدول الموقعة على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية والتي أقرتها 107 دول يوم 30 مايو/أيار 2008 في دبلن بإيرلندا.

كثير من حالات الاغتصاب في سوريالا يبلغ عنها (الجزيرة-أرشيف)
كثير من حالات الاغتصاب في سوريالا يبلغ عنها (الجزيرة-أرشيف)

اغتصاب واعتداء
على صعيد آخر متعلق بالانتهاكات في سوريا، قالت منظمة "نساء تحت الحصار" الحقوقية إن القوات الحكومية في سوريا تستهدف النساء بالاغتصاب والاعتداء، مع تصاعد الصراع بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة.

وأوضحت المنظمة أنها وثقت 81 حالة اعتداء جنسي في سوريا منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في مارس/آذار 2011، مشيرة إلى أن أغلب الحالات حدثت في معقل مقاتلي المعارضة بحمص التي كثيرا ما تستهدفها القوات الحكومية.

ونقلت وكالة رويترز مديرة المنظمة عن لورين وولف أنه يتضح من التقارير التي تم جمعها عبر جماعات حقوق الإنسان التي ترصد الأوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الإعلام، أن السوريات يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي.

وأضافت "من السهل التوصل إلى نتيجة مفادها أن الأوضاع تدهورت حقا إلى حالة شبه حيوانية.. إنهم يعاملون المرأة حقا بصورة غير آدمية.. إنها ساحة معركة أخرى تدور فيها الحرب".

ورغم أن وولف تقول إنه لا يوجد دليل على أن الحكومة أمرت أفراد الشبيحة بالاعتداء على النساء أو اغتصابهن، فإن نحو 67% من الحالات الموثقة نفذها أفراد من القوات الحكومية أو الشبيحة، مشيرة إلى أن هناك أدلة أيضا من التقارير على أن الضحايا المستهدفات من أقارب أعضاء في الجيش الحر، ومن المرجح أن يكون استهدافهن بهدف معاقبة مقاتلي المعارضة.

وأضافت "سمعنا تقارير عن جنود أو قوات من الشبيحة تدخل منزلا وتبحث عن رجل في الأسرة من المفترض أن يكون عضوا في قوات المعارضة، ثم يغتصبون (أمامه) المرأة".

وتشير المنظمة الحقوقية إلى أن 20% على الأقل من النساء اللاتي شملهن التقارير قتلن بعد الاعتداء، وهو أسلوب كثيرا ما يستخدم في مناطق الأزمات لإظهار السيطرة الكاملة على العدو. وفي هذا السياق قالت وولف إن "استغلال جسد المرأة ثم التخلص منه هو الوحشية الكاملة".

المصدر : الجزيرة + وكالات